مطلوب من محمد صلاح!
مقالات مختارة | حمدي رزق
السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١٦
أسمع عن معسكر المنتخب الوطنى لمباراة غانا المصيرية عجباً، النجم محمد صلاح يطلب توفير جهاز «ثلج» سعره 20 ألف دولار، يتم استخدامه بعد التدريب بدلاً من اللجوء لحمام السباحة، وهو ما يتم العمل به فى معظم الأندية الأوروبية!
اتحاد الكرة وجهاز المنتخب يوافق متأخراً، وجارٍ جلب الجهاز مستورداً بناء على طلب أبوصلاح، ونادى «الأسيوطى» يعرض جهازه تطوعاً من أجل عيون أبوصلاح، معلوم أن اتحاد الكرة اضطر لتأجيل شراء الجهاز الاستشفائى أكثر من مرة فى ظل ارتفاع سعره وسعر الدولار.
طلبات أبوصلاح أوامر، أليس نجم مصر ومحط آمالها العظام، جهاز «ثلج» بـ20 ألف دولار، يبدو أنه جهاز مهم، وتطور لافت فى الإعداد البدنى، وقبل أن نلوم اتحاد الجبلاية على عدم توفيره، نلوم أبوصلاح ونعاتبه من أرضية حب.
إذا عجز اتحاد الكرة عن تدبير المبلغ لأسباب معلومة للكافة.. فهل يعجز النجم محمد صلاح بملايين احترافه عن شراء الجهاز من ماله الخاص ويهديه للمنتخب، لا أقول إن هذا تبرع
مستحب ويرفع من قدر أبوصلاح فى أعين الجماهير أكثر مما هو حاصل الآن، ولكنه واجب، أو هكذا أعتقد فى حالة أبوصلاح الذى حصد الحب كله.
بدلا من الشكوى من نقص أجهزة التدريب الحديثة، الحمد لله بين لاعبى المنتخب محترفون بالملايين، اللهم لا حسد، زد وبارك، فليتبرعوا بثمن هذا الجهاز عن طيب نفس، يلموها من بعض، المنتخب الوطنى يستحق هذا وأكثر، والمبادرات الشخصية كفيلة بسد العجز والنقص وتوقيف المنتخب على قدمين سليمتين.
ولكن نجيب منين ناس لمعناة الكلام يتلوه ويفهموه، أخشى أن معلومات كثيرة تلزمنى فى الحقل الكروى، أهل الرياضة أدرى بشعابها ونجومها، ولكن فى حدود علمى لم نسمع من أحدهم مبادرة فى حب مصر، ولم يعلن عن تبرع لصندوق «تحيا مصر»، ولا عن مباراة دولية أو حتى «بطانية» لصالح فقراء الصعيد، أو ضحايا السيول، أو أطفال السرطان.
الدور الاجتماعى الوطنى لكتيبة المحترفين المصريين فى أوروبا أخشى أن يكون غائبا تماما، هم فى وادٍ يلعبون، ليس عن فقر أو بخل، ربما عن عدم دراية، ولربما لعدم فهم لطبيعة المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد، وإذا التفت هذا الشباب الرائع إلى مثل هذه المبادرات الوطنية الطيبة يقينا لن يتأخروا، ستفرق كثيراً مع محبيهم وهم بالملايين، وينتظرون منهم الكثير فى الملعب وخارجه.
أبوصلاح معبود جماهير الكرة، يهتفون باسمه فى الثالثة شمال، والمهووسون كرويا يتسمرون أمام شاشات المقاهى لرؤية صلاح، وتغبطهم أهدافه ويحزنون لإخفاقاته، وتتخطف قلوبهم لو سقط مصابا، وحبى لأبوصلاح من حب الملايين، وأجتهد فى متابعة أخباره ونخبة المحترفين، وكلما زادت أسعارهم فى البورصة زاد رصيدهم فى بنك الحب، نحبهم فعلا ونتمنى لهم كل الخير.
وعليه، مطلوب منهم وعلى وجه السرعة مد يد العون والمساعدة لمنتخبهم أولا، ويتبنون المواهب، ويرعون أندية الفقراء فى القرى والكفور، وهم يعلمون أن الشباب يلعب الكرة حافياً، وقوائم المرمى عارية من الشباك، والأرض غير صالحة لرعى الأغنام حتى يلعب عليها الكرة.
ابتداء أقترح تأسيس رابطة للاعبين المحترفين خارج مصر، يقوم عليها مؤتمنون، تقبل مبادرات هؤلاء، وأفكارهم، وتبرعاتهم، وتوجهها إلى أهدافها الخيرية، ردا للجميل ووفاء، كم من محترفى أفريقيا السمراء يعودون على بلادهم بكل الخير، ولا يلقون ببلادهم خلف الظهور، وكم من لاعب أفريقى فتح الله عليه من وسع تولى الإنفاق على منتخب بلاده، بل فتح مدارس وأكاديميات لرعاية الموهوبين، وكم منهم عاد ليقف مع أطفال بلاده ويحملهم فوق السحاب.
نقلا عن المصري اليوم