بقلم: فاضل عباس
عانت جمهورية مصر العربية كثيرًا من الإرهاب والتطرف وخصوصا خلال مرحلة التسعينات وما صاحبها من نشوء وانتشار لجماعات الإسلام السياسي والتكفير ولكن ما يحسب ويقدر للأجهزة الأمنية المصرية أنها استطاعت خلال فتره وجيزة من القضاء على تلك الجماعات قبل توبة قادتهم ومرجعياتهم في السجون بينما هناك دول عديدة مازالت تعاني من الإرهاب، لذلك فان استهداف مصر لن ينجح هذه المرة وسوف يفشل كما فشل سابقاً.
لذلك نقول لمن قتل الأبرياء من الأقباط والمسلمين في تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية بان أهدافكم لن تتحقق ولن يستطيع هذا التفجير الإرهابي تفكيك النسيج الاجتماعي للمجتمع المصري الذي عرف بالتآخي والتواصل الاجتماعي بين الأقباط والمسلمين وسوف يكون المصريون دائما كما عرفناهم يداً واحده ضد الإرهاب ولا فرق لديهم بين تفجير إرهابي في مسجد أو في كنيسة فمن يقتل هو مصري أولا وقبل كل شيء.
لذلك حسناً فعلت قيادة حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي بدعوتها لتجمع أمام الحزب بالشموع ثم دعوتها مع قوي المعارضة المصرية لزيارة الكنائس المصرية للتضامن مع الأقباط في وجه هذا الاستهداف ليس فقط لأقباط مصر بل هو لمسيحي الشرق جميعا وان بدء في العراق ثم جاء لمصر ولكن لا يوجد اليوم من هو بعيد عن يد الإرهاب الآثمة.
الموقف من الإرهاب لا توجد فيه معارضة وحكومة أو أغلبية وأقلية بل الجميع يجب أن يكون ضد الإرهاب ويتحمل المسؤولية لأنه يستهدف المجتمع، وحماية الأقباط والمسيحيين بشكل عام هي مسؤولية المجتمع والدولة وفي مقدمتهم المسلمون.
لقد أعطت المعارضة المصرية نموذجا في كيفية التعامل مع قضايا الإرهاب والموقف الوطني الأصيل الذي اتخذته اتجاه هذا الأعمال بدون التبرير لها، إن عودة الإرهاب وان كان يستهدف الأقباط اليوم يؤكد الحاجة لتجفيف منابع التطرف سوء تم هذا الإرهاب من جماعات مصرية أو من تنظيم القاعدة، وهنا لا بد من التأكيد على أهمية التجفيف أو المواجهة الفكرية لهذا الفكر المتطرف وخصوصا هذه الموجة الإرهابية الموجهة ضد المسيحيين في الشرق.
فنحن مازلنا بحاجة لمواجهة فكرية مع رموز الإرهاب كما كان ومازال يفعلها الدكتور رفعت السعيد في ضرب مواقع ومداخل التطرف الفكري حتى يتم فضح هذه المغالطات وهذا التفسير المشوه والسطحي والذي يحول الإنسان لقنبلة تنفجر في وجه الإنسان الأخر سواء كان مسلما أو قبطياً.