"بدر وعبد العزيز وشاهين".. جمعتهم "تمرد" وفرقتهم السياسة ما بين المعارضة والبرلمان

منذ تولي الرئيس السابق محمد مرسي مسئولية رئاسة مصر وثبت فشله هو وجماعته في إدارة البلاد، وتدخلت جماعته في القرار المصري وسيطرت على زمام الأمور في الدولة، وانتهت التطرف وأدت إلى حدوث تخبط في مسيرة مصر خلال العام الذي حكموا فيه، مما أدى إلى تعالي الأصوات المطالبة لسحب الثقة من "مرسي"، وإجراء انتخابات مبكرة ورحيله عن حكم البلاد، ومن هنا نشأت حركة تمرد التي أعلنت عن حملة توقيعات من الشعب عبر استمارة لسحب الثقة من محمد مرسي، وما أن جاء يوم 30 يونيو 2013 حتى تخطى عدد الموقعين على الاستمارات الـ 22 مليون مواطن، وعقب الإطاحة بمرسي ونظام الإخوان، سطع نجم أعضاء تمرد وحملوا على الأكتاف كونهم من تصدروا المشهد ومؤسسين الحركة التي  نجحت في رحيل مرسي، وفيما بعد تفكك عقد الحركة وخاصة الثلاثي الأساسي للحركة محمود بدر ومحمد عبد العزيز وحسن شاهين، وكل منهم شق طريقه ومشواره السياسي المختلف عن الآخرين، وفي هذا التقرير نبرز ما وصل له أعضاء "تمرد" البارزين بعد 30 يونيو.

 

محمود بدر الصحافي والناشط السياسي، أحد المشاركين في تأسيس حركة تمرد، وتولى منصب المتحدث الإعلامي باسمها، وهو ابن المحامي إسماعيل بدر الذي أخذ منه ميوله القومية الناصرية. عمل في جريدة صوت الأمة المستقلّة وصحيفة الدستور. ثم انتقل بدر منذ فترة إلى جريدة الصباح، وما لبث أن استقال منها قبل أن تقفل أبوابها، وعقب نجاح تمرد سطح نجم محمود بدر ودائب على الظهور الإعلامي، إلى أن ترشح في مجلس النواب في  دائرة شبين القناطر، وفاز بالمقعد ضمن قائمة "في حب مصر" وفيما بعد رشح نفسه لعضوية 3 لجان بالبرلمان، هي الشباب والشئون العربية ولجنة الدفاع والقومي. حيث كتب بدر تدوينة جديدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال فيها: "على فكرة يا جماعة أنا اخترت لجنة الشباب ومعها لجنتي الشئون العربية والدفاع والأمن القومي". 

 

قرر محمود بدر، تقديم برنامج تليفزيوني على قناة "تن" الفضائية، تحت عنوان "قلب الوطن"، يوم الخميس 10 نوفمبر. ويقدم "بدر" أولى حلقات برنامجه بشكل استثنائى الخميس، بدلًا من موعده الأساسي مساء الجمعة من كل أسبوع، لتقديم تغطية خاصة لدعوات التظاهر في 11 نوفمبر الجارى، مع مناقشة واسعة للقرارات الاقتصادية الاخيرة، ويركز البرنامج على ملفات أساسية، حيث يخصص فقرة ثابتة تحمل عنوان "سلام يا صاحبي" لتوثيق بطولات الشهداء فى مواجهة الإرهاب. كما يلقي الضوء على الكثير من المشاهد الإيجابية في الوطن بهدف إبراز دور المؤسسات والشخصيات التى تقوم عليها. ويؤمن "قلب الوطن" بأن دور الإعلام يجب أن يكون توعويا يسلط الضوء على جميع الملفات المصرية والعربية.

 

اتخذ حسن شاهين، صاحب فكرة حملة تمرد ضد محمد مرسي، مسارًا مختلفًا عن محمود بدر، فأخذ خط المعارضة للسيسي، ويعمل صحفيًا في جريدة محسوبة على المعارضة، وكان قد رغب في الترشح لانتخابات مجلس النواب لكنه لم يتمكن من ذلك  نظرًا لعدم وصوله للعمر المطلوب في الترشح على مقعد بانتخابات مجلس الشعب، حيث إن سنة لا يتجاوز 23 عامًا.

 

 

وكان قد شارك "شاهين"، في المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي انعقد في شرم الشيخ مؤخرًا وأثنى على المؤتمر قائلًا: "اللي عايز يفهم إيه هو المؤتمر الوطني الأول للشباب، ده أول مؤتمر يكون للشباب بكل فئاتها المختلفة ويكون حوار حقيقي بين مؤسسات الدولة وعلى رأسها رأس السلطة الرئيس عبد الفتاح السيسي.. ودي حاجة محصلتش في أي نظام عاصره جيلنا جيل الشباب". وتابع: "المؤتمر عبارة عن جلسات عامة وورش عمل عن المشاركة السياسية والهوية الثقافية والخطاب الديني والبحث العلمي والتعليم والاقتصاد وريادة الأعمال والإبداع والفن والإعلام وجلسات عامة لمناقشة أوضاع كتير تخص أمور الشباب". وأضاف: "الحاجة المهمة إنك لما تشوف رئيس جمهورية قاعد بيكتب ويسجل كل نقطة بتتقال من الشباب ويتناقش معاهم فيها وفي أفكارهم ويتم تشكيل لجان من الشباب لتفعيل أفكارهم على أرض الواقع هنا تجد الاختلاف الحقيقي الذي يجعلك تشارك عن قناعة تامة في صنع مستقبل مصر".

 

محمد عبد العزيز مؤسس الحركة ومسئول الاتصال السياسي، والوجه الثالث الأبرز في "تمرد"، شارك في لجنة إعداد الدستور، وتم اختياره عضوًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان في تشكيله الجديد. والذي قال في تصريحات صحفية، إنه وافق على عضوية المجلس وإن موقفه الثابت والمحدد هو الأولوية لعدالة إنتقالية بمعنى المحاسبة قبل المصالحة والمحاكمة العادلة لكل من حرض أو ارتكب أي جرائم عنف أو إرهاب، مضيفًا أنه سيسعى دائمًا إلى الحفاظ على حقوق الإنسان وفقًا للاتفاقيات الدولية وبما لا يتعارض مع الثورة المصرية في 25 يناير و30 يونيو.

 

وفي انتخابات مجلس النواب ترشح محمد عبد العزيز على مقعد  دائرة قسم أول شبرا الخيمة، في مواجهة عدد من المرشحين الأقوياء من بينهم الدكتور صلاح حسب الله، ومحمود عطية مرشح حزب الوفد، ولكنه في النهاية لم يتمكن من الوصول لمقعد المجلس، ونجح فقط محمد بدر من بين رفاقه في الوصول للقبه، وكان قد أعلن مسئول الاتصال السياسي، على الهواء مباشرة دعمه وتاييده لحمدين صباحي في ترشحه للانتخابات الرئاسية الماضية.