الأقباط متحدون - يعملوها ويخِيلوا
  • ٠٧:٢٣
  • الأحد , ٦ نوفمبر ٢٠١٦
English version

يعملوها ويخِيلوا

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٦: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ٦ نوفمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

العناية الإلهية أنقذت المستشار أحمد أبوالفتوح، رئيس محكمة جنايات القاهرة، كما أنقذت قبلاً المستشار زكريا عبدالعزيز عثمان، النائب العام المساعد، العناية الإلهية حاضرة دوماً ودائماً، مخطط اغتيال القضاة من أعمال الجماعة الإرهابية، الإخوان سوابق فى اغتيال القضاة.


ومنذ اغتيال المستشار أحمد الخازندار فى عام 1948 حتى اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، العام الماضى، وأيديهم ملطخة بالدماء، ومهما تخفوا تحت أسماء جماعات أو تنظيمات يظل تنظيمهم الإرهابى الخاص (السرى) القائم بهذه العمليات القذرة.

استهداف المستشار «أبوالفتوح» تحديداً برهان على تورط الإخوان، فالمستشار الذى كُتبت له النجاة من سيارة مفخخة هو عضو هيئة المحكمة التى قضت بسجن الخائن الجاسوس محمد مرسى 20 عاماً، كما أن محاولة اغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز عثمان لدوره المهم فى الإشراف على تحقيق قضايا الإرهاب، وإحالة إرهابيى الجماعة إلى الجنايات، كما كان اغتيال المستشار هشام بركات إرهاباً علنياً لكل القضاة المنوط بهم محاكمة هذه الجماعة الإرهابية على أعمالها العدائية ضد الشعب المصرى.

يوم اغتيال الخازندار أذِن كبيرهم الذى علمهم السحر، حسن البنا، لأمير التنظيم السرى، عبدالرحمن السندى، باغتياله، وقال: «ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله»، وإن تنكر بعدها للدماء، وألقى باللائمة على «السندى» وعصبته، وقال فيهم قولاً خبيثاً، وعلى سُنته تتبرأ قيادات الإخوان العلنية من جرائم التنظيم السرى.

ولأن الإنكار لم يعد يفيد، تطورت آليات الإنكار إلى بيانات تصدر من جماعات وتنظيمات إخوانية مجهولة تتبنى العمليات، لإبعاد الشبهة عن الجماعة الأم، وتبرئة ساحتها، بل يصل المكر السيئ إلى إنكار هدر الدماء، واستنكار الجرائم والعمليات الإرهابية، على سُنة حسن البنا، إمام المُنكِرين.

يعملوها ويخِيلوا، مَن له مصلحة مباشرة فى محاولة اغتيال قاضٍ قضى بالحق، مَن له ثأر ليخلصه من هذا القاضى، أليس إخوان البنا، أليس هؤلاء المطلوقين بتعليمات إجرامية، وخطط إرهابية، ينثرون سياراتهم المفخخة فخاخاً فى طريق القضاة، ومهما تخفوا فبصماتهم فى مكان الحادث تؤشر عليهم، وتدلل على إجرامهم، وتَصِمهم بالإرهاب.

أربع محاولات إرهابية لإرهاب القضاة، قضى الله أن يُستشهد المستشار هشام بركات، وقضاة العريش، ونجّى الله المستشارين أحمد أبوالفتوح وزكريا عثمان، الإخوان سيعمدون إلى تكرارها، خاصة أن محاكمات أمراء الإرهاب شارفت مراحلها النهائية، وحبال المشانق مدلدلة تنتظر الرقاب التخينة.

وكلما اقترب القضاء من القِصاص توحشت عناصر «الإرهابية»، لكن هذا لن يُرهب رجالا قوَّامين بالقسط، ويحكمون بين الناس بالعدل، ولا ينظرون إلى المتهمين كونهم إخواناً أو غير إخوان، العدالة عمياء ولكن الإخوان أغبياء.

يقيناً بات عدد من القضاة فى مرمى إرهاب الجماعة، والدوائر القضائية (مدنية وعسكرية) التى تنظر قضايا الجماعة الإرهابية مرصودة، ومُستهدَفة، وعلى قوائم الاغتيالات، قضاة ونيابة وحتى شهودا، وعليه لابد من الحذر، صحيح أن الحذر لا يمنع قدرا، ولكن الاحتياط واجب، والحيطة مطلوبة، والحراسات حتما ولابد أن تكون مُشَدَّدة، والأطواق الأمنية وخطوط السير لابد أن تكون متيقظة.

«الإرهابية» أسفرت عن وجهها القبيح، ولم تعد تتدارى من سوءاتها، وكلما دَنَت الرقاب من حبل المشنقة تَضَوَّروا للثأر، أسلوب السيارات المفخخة يتكرر، واستهداف القضاة قبالة منازلهم يؤشر على أن عمليات الرصد الميدانى تمت قبلا لكثير من هؤلاء القضاة، والثغرات التى ينفذون منها فى الزحام عديدة، ويصلون إلى أهدافهم بطرق احتيالية مُمنهَجة.

هل يبقى القضاة مكشوفين هكذا، هدفاً لإرهاب هؤلاء، لابد من تدبير خطط أمنية متطورة تجعل من الوصول إليهم ضرباً من المُحال، وعناية الله ماثلة دوما إن شاء الله.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع