- كاهن كنيسة مارمينا: يروي لنا قصة الهجوم علي الكنيسة
- أقباط المهجر :الدولة تواجة مشاكل الأقباط بقاعدة "فرِّق تسد" وكأن الأمر برمته مخطط لتفريغ مصر منهم
- أبو العينين يحدد 2 مليون لضحايا حادثة الإسكندرية ولوقا: هذه مبادرة طيبة وقيمتها الإنسانية أقوى
- وقفة صامته بالشموع أمام ضريح "سعد زغلول" تتحول لهتافات مناهضة للحكومة
- ساحة القديس مرقص
"فاضل سليمان": فرض الله الجهاد لندافع به عن الكنائس والمعابد التي يُذكر فيها اسم الله
كتبت: ميرفت عياد
قدَّم "فاضل سليمان"- مدير مؤسسة جسور للحوار بين الأديان والثقافات- أحرّ التعازي لأهالي الضحايا الذين لقوا مصرعهم في تفجيرات كنيسة القديسين بـ"الاسكندرية"، داعيًا الله أن يهبهم الصبر والسلوان. مؤكدًا أن الاعتداء على دور عبادة في يوم عيد، حيث تكون الناس مجتمعة بأطفالها للاحتفال، هو اعتداء جبان، وإذا ظن من أقبل عليه أنه من المجاهدين، فإنه يقول له: أنه لا يمكن أن يكون منهم؛ حيث أن هؤلاء المجاهدون أمثال "خالد بن الوليد" و"صلاح الدين الأيوبي"، لم يعتدوا على الأطفال أو النساء أو العبَّاد الذين يعبدون الله بطريقتهم في دور عبادتهم، حتى وإن اختلفنا معهم في طريقة عباداتهم.
حرية العبادة والعقيدة
وأشار "سليمان" إلى أن أي مسلم يرتكب مثل هذه الأفعال هو فاقد للرؤية التي كانت واضحة لدى أحد الصحابة، والذي أرسله الرسول إلى "كسرى"- ملك الفرس- ليقول له: إنهم قوه بعثها الله لتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وتحرِّر الناس. وقال: "نعم، نحرِّر الناس غير المسلمين وليس نقتلهم. فالجهاد فرضه الله لندافع به عن صوامع الرهبان، وكنائس المسيحيين ومعابد اليهود التي يُذكر فيها اسم الله كثيرًا. نختلف معهم في دينهم، ولكن علينا أن نؤمِّن لهم حرية العبادة وحرية العقيدة. ومن يفعل غير ذلك لا يمكن أن يكون عنده فهم إسلامي إطلاقًا أو أن يكون مسلمًا."
عوامل مشتركة بين الديانتين
وعن فرص الاندماج والمواطنة بين أبناء الوطن، قال "سليمان": إن الكلام عن مفهوم المواطنة يستلزم أن نتحدث عن الهوية". مشيرًا إلى أن الهوية تتكون من خمسة مقومات هي: الدين، واللغة، والتراث، والعادات والتقاليد، والانتماء، يمثل كل منهم 20 % من الهوية. وأضاف: لنبدأ أولاً بالدين، حيث يتخيَّل بعض الناس أن الإسلام مختلف تمامًا عن المسيحية، إلا أن هذا غير صحيح؛ لأن هناك أشخاص مشتركة بين الديانتين، منهم السيد المسيح. موضحًا أن الإسلام يرى السيدة "مريم" أطهر نساء العالمين، وهي أم المسيح أو أم الإله في المسيحية. بالإضافة إلى "إبراهيم"، و"اسحق"، و"يعقوب". مؤكدًا أن المسلمين والمسيحيين يعبدون الله، حيث أن كلمة الله موجودة في الصفحة الأولى من الإنجيل باللغة العربية (17) مرة، وآلاف المرات خلال الإنجيل كله، وقال: من هنا يتضح أن هناك 20% مشترك بين الديانتين على أقل تقدير، وبهذا لم نفقد المقوِّم الأول للهويه، بل كسبنا 5% منه لصاح الاندماج، على حد قوله.
اللغة والعادات والتقاليد تجمع المصريين
أما ثاني المقومات التي ذكرها "سليمان" فهي اللغة. حيث أوضح أن المسلمين والمسيحيين يتحدثون نفس اللغة العربية، وبالتالي كسبنا 20% أخرى لصالح الاندماج. مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد لا يمكن أن تفرِّق بين مسلم ومسيحي من خلالها من ناحية الشكل أو الملبس، حيث أن للجميع نفس العادات والتقاليد، وبذلك نكون قد حصلنا على 20% أخرى لصالح الاندماج.
وفيما يتعلق بالمقوِّم الرابع "الانتماء"، أوضح "سليمان" أن الصعايدة بهم مسلمين ومسيحيين، وكذلك الوجه البحري، وحتى الأهلي والزمالك يضم كلا الديانتين، ومن هنا نكون قد حصلنا على 20% أخرى لصالح الاندماج.
وأكّد "سليمان" أن مقوِّم التراث، هو المقوِّم الذي يحتوي على الجدل بين لفظتي "أقباط" و"عرب"، موضحًا أن كلمة "قبطي" تعني "مصري"، وأن هناك أقباط مسلمين وآخرين مسيحيين. مشيرًا إلى أن هناك كتاب قام بتأليفه تحت عنوان "أقباط مسلمون قبل الرسول"، يوضِّح فيه أن مسلمي "مصر" من أصل قبطي، وكانوا موجودين قبل الفتح الإسلامي لـ"مصر"، وكانوا يتبعون الديانة الأريوسية. وأضاف: من ناحية التراث، المسيحيون والمسلمون في "مصر" منذ ألفي. وإنه إن صحَّ الخطاب الذي يقول أن المسلمين ضيوف على "مصر"، ووافدون منذ (1400) عام، نكون قد فقدنا فقط 5% من التراث المشترك، وتبقى 15% تضاف إلى الاندماج.
فرصة الاندماج بين المصريين تفوق 80%
وقال "سليمان": إن تجميع النقاط السابقة يؤكِّد أن فرصة الاندماج بين المسلمين والمسيحيين على أسوا تقدير 80%، مشيرًا إلى أن هذا يحدث بالفعل، مدللًا على ذلك بخروج مظاهرات المسلمين من أجل المسيحيين. موضحًا أنه فرص الاندماج ببننا أكبر، مقارنة بدول أخرى، مقومات الهوية عندها لا تتعدى 10% مثل "الهند" التي تضم مئات الأديان واللغات، ولكنهم اندمجوا من أجل مصالحهم وتقدمهم، وهكذا "أمريكا" وغيرها من الدول.
وفي نهاية حديثه، أكّد "سليمان" أن "مصر" ستبقى موجودة. وأنه علينا أن نقاوم هذه الأجندات الأجنبية ونتعلم كيف نتعايش مع بعضنا ومع الآخر. مشيرًا إلى أن الفقر والبطالة والأمراض لا تفرِّق بين مسلم ومسيحي، وأنه من مصلحتنا أن نتكاتف من أجل هذا الوطن، ومن أجل أولادنا والأجيال القادمة، وحتى لا تأكل الفتنة الأخضر واليابس.
لمشاهدة الفيديو أنقر هنــــــــــــا
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :