محافظ من الفئة (C)!
مقالات مختارة | حمدي رزق
السبت ٥ نوفمبر ٢٠١٦
«إنت يا راجل مابتكتبش حاجة إيجابية على مصر خالص».. بهذه الكلمات رد محافظ البنك المركزى السيد طارق عامر على «أحمد فتيحة»، مراسل وكالة «بلومبرج»، عامر لم يمكّن «فتيحة» من السؤال.. قمعه تماماً، ولم يكتفِ برفض الإجابة عن تساؤل «فتيحة» بل مرر يده مرتين على ذقنه وهو يتحدث إليه، وكرر إشارته بابتسامة غامضة!
لم أفهم شخصياً مغزى الإشارة ولا معنى الابتسامة، وكأن هناك دائرة مغلقة بين المحافظ وفتيحة، وقيل تخمينا إنها تهديد ووعيد، بمعنى «هوريك»، وبمعنى آخر «وحياة دقنى دى...»، وفى معنى ثالث: «وآهى دقنى أهيه...»، وفى معنى شرير مع ابتسامة غامضة أن المحافظ يلمح إلى أن المراسل يعمل لصالح الذقون، أى الإخوان!.
عند «فتيحة» الخبر اليقين، وما كان يصح من المحافظ أن يتعامل مع صحفى وإن كان ذا نظارات سوداء هكذا، لا أعرف تحديداً ماذا يكتب «فتيحة» عن مصر، معلوم حق الكتابة مكفول فى إطار القانون، ولكن هل فيه محافظ بنك مركزى مصنف فئة (C) يعمل كده؟!
ليس هكذا تجاب الأسئلة يا سيد «عامر»، وليس هكذا ترد على صحفى يقوم بواجبه المهنى وإن لم ترضك كتاباته، حتى الزملاء الصحفيون ممن حظوا برضا سعادته السامى واختارهم من القاعة بالاسم، لم يكمل أحدهم سؤاله حتى يختطف المحافظ المعنى قسرا، ويذهب إلى إجابات أخرى تماماً، وكأنه يجيب عما يدور فى ذهنه (هو) أو ذهن (هى) ولا يجيب عن السؤال، فين السؤال، فبدا الأمر ملتبساً، مع وصلة توجيه وتعليم وتهذيب، لازم تقروا، لازم تتعلموا، واللى عاملين فيها خبراء!
المحافظون درجات، بحسب Global Finance طارق عامر بالاسم مصنف فئة (C) بين محافظى البنك المركزى فى العالم، وهى فئة معروفة بالتعليم العالى، والثقافة الرفيعة، والغبطة والحبور، وإذا أفلتت منه «مزحة» تحس أن دمه خفيف وابن بلد وحبوب.
ومن المزح والطرائف فى المؤتمر الصحفى العالمى أن رفع سعر الفائدة يبسط، حتى زوجة سعادته مبسوطة علشان عندها وديعة، فضحك الحضور فبدا الحبور على وجه المحافظ المبسوط، إقحام السيدة زوجة المحافظ «مزحة» مثل إقحامها «عنوة»، مال حضور مؤتمر صحفى عالمى بالسيدة زوجتك، وهل انبساطها من قرارات سعادتك دليل على سلامة هذه القرارات، وهل سعادة السيدة زوجتك، ولها كل الاحترام، تؤشر على سعادة وغبطة الشعب المصرى بقرارات سيادتك؟!
ولما سيادتك تجيب سيرة «الهانم» فى مؤتمر صحفى على هذا المستوى، ألا تتوقع أن يذكرها الأشرار بسوء، ويقلش على ذكرها ثعالب الفيس، أعتقد أن ذكر السيدة الفاضلة زوجتك يقينا ما كان يصح، ولكن الحالة الاستعراضية التى كان عليها المحافظ تعمل أكثر من كده.
من سمات المحافظين فى الفئة (A وB) وبدرجاتهما، الصمت الكامل حتى تكاد تشك أنهم «خرس» أو مقطوعو اللسان مع كامل البيان فى التهيئة للقرارات الخطيرة، وإن تكلموا فما قل ودل، وإذا اضطروا يلجأون إلى الإشارات الموحية، سمت مهيب، وصمت رهيب، وقد تمضى فترة توليهم دون أن يظهروا إلا لماما.
المحافظ من الفئة (C) نوع آخر تماماً، أداء مسرحى صارخ، زاعق، فيه تعالٍ واضح، وإحساس بالتفوق، والانتصار على السوق السوداء، وكأنه قادم لتوه من ساحة الوغى على فرس لإصلاح ما أفسده الدهر، مستنفراً، متحدياً أن يثبتوا نقصاً أو عيباً، إحساس طاغٍ بالفوقية، أظن عامر قادما إلى تصنيف أفضل بعد تعويم الجنيه!!.
ولما أحس أنه «أوفر خالص» واحتكر النصر لنفسه، ذكرنا بأسماء الفريق الذى قاد العملية الفدائية خلف خطوط العدو، أقصد الدولار، وعلى طريقة خالد الذكر عبدالحليم حافظ قدم فريقه المعاون بطريقة استعراضية، الله يرحمه العندليب الأسمر كان مدرسة فى تقديم الفرقة اللى بيغنى عليها!.
نقلا عن المصري اليوم