عدت يا أيها الشقي

د. مينا ملاك عازر
بينما أطوي اليوم سنتي الرابعة والثلاثين، وأتطلع لعام جديد لا أعلم إن كنت سأبلغ نهايته أو أن للقدر رأي آخر، أشعر أنني أنجزت القليل، ولدي الكثير لأبلغه ولكي ما أبلغه علي الأكثر لأفعله، فهل يا إلهي أعطيتني الفرصة أم حجبتها؟.

على كل حال، وأنا أقف في هذه اللحظة من حياتي، أظن أنني قادر لحد ما أن أعطي حضرتك خلاصة ما تعلمته في هذه الحياة.

تعلمت أن الكلمة الحلوة والوجه البشوش والكرم رأس مال الأخلاق..

 تعلمت أن الدنيا سلف ودين..

تعلمت ان المظلوم لابد له من انتصار ولو بعد حين..

تعلمت أن سهام الليل لا تخطئ، فعلينا أن نحذرها...

تعلمت أن الحياة يمكن أن تنتهي بأي لحظة ونحن على غفلة..

تعلمت أن أغنى إنسان في العالم هو الذي يملك الصحة والأمان ..

تعلمت أن من يزرع الثوم لا يجني الريحان ..

تعلمت أن العمر ينتهي والمشاغل لا تنتهي..

تعلمت أن من يريد من الناس أن يسمعوا منه عليه أن يسمع منهم..

تعلمت أن السفر مع الناس هو أدق مجهر يكشف لك معادن الناس..

تعلمت أن الذي يتفلسف كثيراً ( يقول أنا وأنا ) فارغ من الداخل..

تعلمت أن الذي معدنه ذهب يبقى ذهبا، والذي معدنه حديد يتغير ويصدأ...

تعلمت أن كل الذين دفنوا في المقابر كانوا مشغولين وعندهم مواعيد وفي نياتهم أمور كثيرة لم يحققوها...!

تعلمت اننا ‏نرتب السرير ونبرد الغرفة لننعم بالموتة الصغرى..!! ولكن هل رتبنا أعمالنا وبردنا قبورنا بالمحبة لننعم بالموتة الكبرى..

تعلمت أن رضا أمي ودعوات أبي هي التي تسهل لي طريقي...

تعلمت ألا أنتظر الخير من أحد، فقط علي أن أقدمه للجميع...

تعلمت أن أحب وأنافس وأخدم الجميع كل هذا بصدق...

تعلمت حلمي ملكي أنا وحدي، وأنا الوحيد الذي أستطيع أن أبقيه على قيد الحياة أو أتلقى العزاء فيه سراً.

تعلمت أن أمس أغلى من اليوم إذا تعلمت منه وأرخص من اليوم لو ندمت عليه...

تعلمت أن الغد إذا خططت له وسعيت لتنفيذ التخطيط وأراد الله نجاحي نجحت...

تعلمت أن هذه اللحظة ملكي وأنا الوحيد الذي يمكنني أن أضيعها وسأحاسب على ضياعها....

تعلمت أن من يحبوني لآلئ علي ألا أخسرهم مهما أخطأوا في حقي...

تعلمت أن زوجتي هدية من الله في كل أحوالها لذا علي أن أشكره عليها...

تعلمت أن أسعى لإتقان عملي قدر استطاعتي، وأن أعطي الفرصة لكل المخالفين لي في الرأي مهما كانوا ما دام ذلك الرأي لا يؤذي أحد...

تعلمت أن أقدم كل ما أستطيع تقديمه لخصومي لأحافظ على حقهم في الاختلاف معي.

 تعلمت ألا أطيل على قارئي في المقال لألا يكل مني...