الأقباط متحدون - بنيامين نتانياهو: أدعوكم إلى الانضمام إلينا في السعي لتنمية قوة إسرائيل
  • ١٢:١٥
  • الجمعة , ٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

بنيامين نتانياهو: أدعوكم إلى الانضمام إلينا في السعي لتنمية قوة إسرائيل

محرر الأقباط متحدون

إسرائيل بالعربي

١٦: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ٤ نوفمبر ٢٠١٦

بنيامين نتانياهو
بنيامين نتانياهو

محرر الأقباط متحدون
إننا نحني رؤوسنا إجلالاً لإحياء ذكرى لِفانا مليحي الرائعة [مستخدمة متقاعدة عن العمل في الكنيست كانت قد قتِلت في الاعتداء الإرهابي بإطلاق النار من سيارة قام به فلسطيني من سكان شرقي أورشليم القدس بالقرب من مقرّ القيادة القطرية للشرطة في العاصمة يوم 9 أكتوبر تشرين الأول الحالي]، كما نحيي من باب الحزن والألم ذكرى رحيل الشرطي الشجاع يوسي كيرما [الذي قتِل أيضاً في نفس الاعتداء المنوَّه به]. وبالطبع نحني رؤوسنا إجلالاً في هذه المناسبة، أي عند التئام الكنيست في أول جلسة له بعد عطلته [الصيفية]، لإحياء ذكرى عزيزنا رئيس الدولة السابق شمعون بيرس الذي كان حاضراً هنا [أي عضواً في الكنيست] على مدى سنوات طوال.

أرجو مباشرة حديثي في هذه الدورة [للكنيست] بعدة تكهنات سابقة خاصة بالشرق الأوسط كانت جهات معتبرة في الإعلام العالمي والإسرائيلي قد أوردتها في حينه. إذ كانت مجلة "إيكونوميست" البريطانية قد قالت جازمة ما يلي (نقلاً عنها): "إن السلطة التونسية ليست منتهية على الإطلاق"، لكن هذه السلطة قد انتهت بعد ذلك بعام ونصف عام. في السنة ذاتها [2009] كتبت مجلة "نيوزويك" [الأميركية] تقول الآتي: "إن سوريا هي المعجزة الاقتصادية المقبلة حيث أصبح صوت أجنحة التغيير فيها مسموعاً.." (نعم، يجب قراءة هذا النص حرفياً من أجل تصديق حقيقة صياغته..). أما صحيفة "هأرتس" فكانت قد قالت عام 2001: "يستطيع [بشار] الأسد تقديم سوريا للعالم على أنها جزيرة من الاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب"، بينما طالبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في السنة ذاتها بـ"[تحقيق] السلام مع سوريا الآن".

طيب، لم يتحقق السلام هناك ولا أي معجزة اقتصادية أو استقرار. بل كانت ثمة بالفعل جزيرة من الاستقرار ومعجزة اقتصادية لكنها لم تتحقق في سوريا أو في توس بل في مكان واحد ليس إلا [في الشرق الأوسط] ألا وهو إسرائيل. إذ تمكنّا في تلك السنوات بالذات، وفي الوقت الذي ينهار الشرق الأوسط حولنا، من تحويل إسرائيل إلى دولة رائدة. صحيح أنها لم تصبح دولة عظمى لكننا دفعنا مركزنا إلى الأمام بصفة قوة عالمية في العديد من المجالات مثل التقنيات والاستخبارات والفضاء الإلكتروني (السايبر) ومحاربة الإرهاب والاقتصاد وتحلية المياه والابتكارات وفي كل المجالات الأخرى تقريباً المتعلقة بالحاضر والمستقبل.

ويأتي [ممثلو الدول] من شتى أرجاء المعمورة لزيارة البلاد لكي يتعلموا منا. ومن أسباب حصول هذا التطور وعدم حشرنا أنفسنا في الزوايا شديدة الخطورة، ما يعود إلى اعتقادي- على نقيض من أولئك المحللين المدّعين بأنهم خبراء- بأن مفتاح ضمان مستقبلنا وأمننا وازدهارنا ليس إلا شيئاً واحداً أي قوتنا. إن القوة تمثل الأمل، حيث ينبع الأمل من القوة.

أما الأمر الأكثر دهشة بنظري فهو استمرار أولئك الأشخاص، الذين كانوا قد قدموا آنذاك نصائحهم الباطلة، بتقديم ذات النصائح اليوم أيضاً ومفادها التنازل والتراجع والانكفاء والانحناء. وعلى الرغم من تكرار ثبوت بطلان مقولاتهم مرة تلو أخرى فإنهم يصرّون على إطلاقها: "بمجرد انسحابكم من المناطق [الفلسطينية] ستصبح الأوضاع جيدة"، وكأنه لا يهمّ ما يجري في الجانب الآخر بعد انسحابنا؛ سواء أكانت حماس أو داعش أو جبهة النصرة [سيطرت على هذه المناطق]، فالمهمّ هو الانسحاب ثم التفكير [في النتائج المترتبة على ذلك]. ويبدو لي أحياناً أن بعض هؤلاء الناس يعيشون في عالم آخر موازٍ لعالمنا.

أيها نواب الكنيست، إنني أنتهج نهجاً آخر، وهذا جوهر الاختلاف، إذ لا توجد في الشرق الأوسط المضطرب وغير المستقرّ، أي في هذا العالم أو في هذا الواقع، إلا سياسة واحدة كفيلة بضمان المستقبل والسلام والأمل، ألا وهي أن تكون إسرائيل قوية. ويجب علي القول إن الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين تدرك هذه الحقيقة جيداً. إنهم يدركون حقيقة ما يعجز أولئك المحللون أو الخبراء (بنظرتهم الذاتية إلى أنفسهم) عن فهمه، بمعنى استحالة بقاء الضعيف في منطقتنا بل بقاء القوي وازدهاره حصراً وقيام الجهات الأخرى بعقد التحالفات مع القوي وحده وصنع السلام معه- مهما استغرق ذلك من وقت- مع القوي فقط وليس مع الضعيف. ويفقه الكثيرون حقيقة حصول هذا التغيير في موقع إسرائيل.

دَعُوني أستشهد بمقولة أخرى: "إن عدد أولئك الذين قُتلوا في الحروب الجارية بين العرب يضاعف عشرات الأضعاف عدد أولئك الذين سقطوا في الحروب مع إسرائيل". ترى، أين جاءت هذه المقولة؟ هل وردت في "ماكور ريشون" [حرفياً: "المصدر الأول" وهي صحيفة يمينية إسرائيلية] أم في القناة السابعة [موقع إلكتروني يمثل المستوطنين]؟ كلا، إنها جاءت مؤخراً، بل قبل أيام عدة، على صفحات صحيفة "الوطن" السعودية تعبيراً عن مراجعة الذات الجارية حالياً داخل العالم العربي. ومَن أدلى بالكلام الآتي يا ترى؟ دعوني أستشهد به أيضاً: "يجب على العالم العربي أن يتحرر من كراهيته المتّقدة لإسرائيل". ثم يأتي هذا الكلام اقتباساً من أقوال جهة أخرى وهو كالآتي: "يتعيّن على العالم العربي أن يستعين بنجاح وخبرة اليهود". من خاطب من بهذا الكلام ومتى؟ إنه لم يأتِ على لسان أفشالوم كور [عالم نحوي معروف بمواقفه اليمينية] في المسابقة حول معرفة التوراة، بل إنه جاء على لسان كاتبيْن بارزيْن في العالم العربي خلال الأسابيع الأخيرة.

أرجو إخباركم بتجربة شخصية مررتُ بها: إذ كنتُ قد دخلت خلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة والأمم المتحدة [في نيويورك، أواخر شهر سبتمبر أيلول الماضي]، وكان الوقت مساءً، إلى المطعم في الفندق الذي كنت أنزل فيه، وقد اقترب مني الكثير من الناس ليهنئوني على الكلمة التي ألقيتها [أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة]، غير أنني أذكر بوجه خاص اثنين من هؤلاء الأشخاص تقدّما نحوي وقالا لي: We love Israel [إننا نحب إسرائيل]، وعندها شكرتهما وسألتُهما: "من أين أنتما؟"، حيث ذكرا أنهما مواطنان في دولة عربية لا تربطنا بها اتفاقية سلام. وعندها تصافحنا بحرارة، حيث يجب القول إن هذا السلوك يتكرر مع مواطنين كثيرين من الدول العربية، ذلك لأنهم أصبحوا يدركون أن إسرائيل ليست عدوّهم، بل يفهمون أن إسرائيل حليفتهم في مكافحة التشدد الإسلامي المتمثل بإيران وداعش.

أيها نواب الكنيست، صحيح أن هذه الظاهرة لا تنطلي على كل العالم العربي بل توجد اتجاهات [متباينة] حتى في الدول التي عقدنا معها اتفاقيات سلام رسمية مثل مصر والأردن. وأعلم بأنه يصعب الإنصات إلى المؤشرات الدالة على تغيير الأمور، لكن هناك بالفعل تطوراً عظيماً يجري هنا. إنه لا يطال العالم العربي بأسره ولا يشمل هذه الطبقات السميكة [من الكراهية] الواجب إزالتها بعد عقود من الدعاية السامة الموجَّهة إلى إسرائيل، لكن هناك كثيرين من سكان العالم العربي الذين خلصوا إلى الاستنتاج بضرورة معاملة دولة إسرائيل بالاحترام والتقدير. وأرجو سؤالكم: لماذا يجري ذلك؟ وها هو جارٍ بالفعل حيث نشهد عليه، بل يستطيع القاصي والداني أن يشهدوا عليه، ولا حاجة لمطالعة التقارير الاستخبارية بل يمكن الاكتفاء بالترجمة [لما يقال بالعربية]. هل يعود ذلك إلى انحنائنا أم إلى انسحابنا إلى خطوط 67 أم إلى إقدامنا على تقسيم أورشليم القدس؟ لا، لم يحدث هذا التطور تبعاً لذلك، بل يعود سبب حدوثه إلى حقيقة كوننا أقوياء في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي، أم بالأحرى العالم الإسلامي، صراعاً تأريخياً على مستقبله ووُجهته اللاحقة.

وقد شاهدنا جميعاً دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة [في ريو دي جانيرو]، حيث شاهدنا جميعاً أوري ساسون [مصارع الجودو الإسرائيلي]. ولا أعتقد بأنه يوجد هنا من لم تساوره حينها مشاعر الفخر والاعتزاز العميق عندما حصل [أوري ساسون] على الميدالية [البرونزية]. إنه ظهر [خلال المسابقات] قوياً ومنتصراً ومفعماً بالأمل حيث مدّ يده لمنافسه [المصري في الجولة الأولى من المسابقات لكي يصافحه في نهاية المنافسة بينهما]، وكان حاله يشبه تماماً حال دولة إسرائيل، لكن ذاك المنافس- وليس باليد حيلة- لم يتجاوب مع يد أوري [ساسون] الممدودة. كما أنني على يقين من أنكم كنتم قد شاهدتموني في حالة مماثلة مع نائب مسلم في البرلمان الهولندي. طيب، ماذا حصل؟ هل استصرخنا حينها: يا ويلنا؟ يا ويحنا؟ لم يعُد هناك أي أمل لدينا ولا مستقبل لنا.. ترى، لماذا يُقال هذا الكلام ولماذا تُطلَق صرخات الفزع هذه؟ لمجرد رفض أبو مازن [رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس] التجاوب مع يدنا الممدودة إليه للسلام بعد أن كنا قد دعوناه مئات المرات ومددنا له يد السلام ملحّين عليه بطلب حضور المحادثات المباشرة الخالية من أي شروط [مسبقة].

فإذاً، أرجو أن أوجه إليكم السؤال الآتي: منذ متى أصبح أملنا مشروطاً بموافقة جيراننا؟ أيها الأفاضل، لقد تم هنا ذكر اسم بن غوريون. هل كان بن غوريون عندما تولى رئاسة الحكومة يقول: "إذا لم يصنع [جمال عبد] الناصر [الرئيس المصري الراحل] السلام معنا فلا مستقبل لنا ولا أمل يُرجى منا"؟ هل كنا نقول كلاماً كهذا؟ هل كنا نفعل ذلك؟ كلا! بل كنا حريصين على إعمار البلاد وبناء جيش الدفاع والاقتصاد واستيعاب المهاجرين اليهود الجدد، وها نحن نفعل ذلك الآن تماماً بمعنى بناء جيش الدفاع والحصول على الغواصات والطائرات وتطوير مناطق النقب والجليل ومد الطرقات جنوباً وشمالاً واستيعاب المهاجرين الجدد من فرنسا وأوكرانيا ودول أخرى عديدة.

وأعتقد بأن وقتاً طويلاً يمرّ قبل أن يدرك جيراننا الفلسطينيون أننا حاضرون هنا لغرض البقاء. وعليه فقد يأتي الطريق المؤدي إلى السلام بعكس [التوقعات السابقة]، ما يعني أن العالم العربي سيأتي بالفلسطينيين [إلى السلام] بدلاً من أن يدفع الفلسطينيون بالعالم العربي [باتجاه السلام]. وإننا نسعى باستمرار ودون كلل من أجل تحقيق ذلك. ويجري هذا العمل بطريقة واقعية ومدروسة ومسؤولة مع حماية مصالحنا العليا وعلى رأسها [المصالح المتعلقة بضمان] الأمن.

إنني أعي حقيقة عدم اقتناع بعض زملائي الأعزاء من نواب المعارضة بهذا الكلام رغم موافقة معظم أبناء الشعب عليه، بل إنني على ثقة بذلك، ذلك لأن هناك- ولا بد من هذا القول- "صناعة متطورة من مشاعر الاكتئاب"، لا بل أستطيع تقديم جائزة "الصناعي الناجح" لأحد هؤلاء الزملاء.. وغني عن القول إن بعض الزملاء سيصعدون لاحقاً [منبر الكنيست] ليؤكدوا مدى شوق الشبان لمغادرة البلاد ومدى ما يصيب الشعب من الاكتئاب بغياب أي أمل. وعليه أدعوكم لفعل ما لا يحبّه بعض خصومي، أي دعونا نستفتي الشعب عن رأيه.

بالفعل قد جرى استفتاء كهذا، وليس من خلال الانتخابات [العامة] وحدها بل أقصد ما أعقب الانتخابات بأشهر وما استجدّ حديثاً، إذ أجرت منظمة التنمية والتعاون الدولي (OECD) للدول المتطورة استطلاعاً لقياس مستوى ارتياح [مواطني هذه الدول لأوضاعهم]، حيث يُطلق على هذا الاستطلاع اسم "مؤشر السعادة لدى الدول المتطورة". وقد حلّ المواطنون الإسرائيليون، حسب تصنيفهم الذاتي، في المرتبة الخامسة ضمن مؤشر السعادة المذكور. قد يقول قائل: "طيب، إن الشبان هم الذين فقدوا الأمل"، لكن الشبان الإسرائيليين شاركوا أيضاً في ذلك الاستطلاع. وتضم فئة الشبان أولئك الذين هم دون 29 عاماً من العمر، على أن هؤلاء [الشبان في إسرائيل] لم يحتلّوا المرتبة الخامسة في العالم المتطور بل المرتبة الثانية من حيث مستوى السعادة.

غير أن هناك من يصرّ على الاستمرار في طرح التساؤلات ويقول: "فإذاً، لماذا يقرر العديد من الناس، وبالذات الشبان، مغادرة البلاد؟"، علماً بأنني أسمع دوماً كلاماً بهذا المعنى من هذا المحلل أو ذاك. وبالتالي قررت مراجعة هذه المعطيات المتعلقة بظاهرة مغادرة البلاد [للسكن في الخارج] على امتداد السنوات الـ15 الماضية. وتبيّن أن عدد المواطنين المغادرين بلغ عام 2001 ما يقارب 20 ألفاً فيما تراجع هذا العدد بنسبة ثلثيْن خلال العام الماضي وصولاً إلى 6400 شخص. وعلى اعتبار أن مجموع عدد سكان البلاد قد ازداد، فإنكم تدركون حقيقة التراجع الملحوظ الطارئ على ظاهرة مغادرة البلاد من حيث عدد المغادرين قياساً إلى مجموع السكان. ويشير هذا الأمر إلى الأمل والقوة [في إسرائيل]. وأعلم بأن هناك من يحاول بأي ثمن تسويق الكلام القائل إن العيش هنا لا طائل وراءه إلا أن الجمهور يرفض "شراء" [قبول] هذا الكلام. ترى، لماذا يتم رفضه؟ يعود السبب إلى حب المواطنين الإسرائيليين لدولتهم واعتزازهم بها، ذلك لأن إسرائيل دولة آمنة في خضم الأوضاع المضطربة المحيطة بها.

إن هؤلاء [المواطنين] يعلمون ذلك ويفتخرون بالدولة ويحبونها ويعُون حقيقة كون إسرائيل دولة آمنة في محيط الشرق الأوسط المضطرب، خاصة وأن هناك العديد من فرص العمل المتاحة، وهناك تراجع غير مسبوق تأريخياً لمعدلات البطالة وانحسار لمعدلات عدم المساواة (كما يدل على ذلك مؤشر جيني [المعتمد دولياً لقياس عدالة توزيع الدخل])، إضافة إلى كون إسرائيل من الدول الأكثر تحصيلاً تعليمياً لمواطنيها، ناهيك عن وجود الأمل هنا.

ويصح القول، أيها الزملاء، إن هناك مشاكل ما زالت الحاجة تقتضي حلها وعلى رأسها مشكلة السكن وهي المشكلة الأشدّ أهمية. وعليه نبذل- ويجري ذلك بالتعاون مع الوزير موشيه كاحلون [وزير المالية] ووزير الإسكان يؤاف غلانت- الجهود الجبارة من أجل حل قضية السكن. وكانت هناك عام 2008 حوالي 25 ألف وحدة سكنية قيد التخطيط. أما عام 2015 فانتهى كما يبدو بوجود نحو 100 ألف وحدة سكنية قيد التخطيط أي ما يزيد بـ4 أضعاف على الرقم السابق. في الوقت ذاته كِدنا نضاعف عدد الشقق قيد الإنشاء على أن نستمر في إنشاء المزيد خلال السنوات المقبلة. ونركز جهودنا على التجاوب مع احتياجات عائلات المهاجرين الجدد، كما نشجع المواطنين الحريديم [اليهود المتشددين دينياً] والعرب على الانخراط بسوق العمل. وأرجو التنويه إلى أن الرجال العرب والنساء اليهوديات من شريحة الحريديم أصبحوا يشاركون في القوى العاملة بنِسَب متساوية مع باقي السكان، ما يجعلنا نركز اهتمامنا على دعم هاتيْن الشريحتيْن السكانيتيْن.

كما أننا نستمثر في المجتمع العربي. ورغم أن نواب الكنيست الذين يمثلونه قد خرجوا [من قاعة الكنيست تطبيقاً لقرارهم مقاطعة كلمة رئيس الوزراء] فيجب التأكيد لكم أن هناك استفتاء [قاصداً استطلاع للرأي العام] جرى حديثاً وكانت نتائجه مدهشة: إذ أبدى السكان العرب ثقتهم بدرجة عالية بالحكومة وبالكنيست وكذلك- بالمناسبة- بجيش الدفاع، وذلك بما يخالف موقف نواب الكنيست الذين يمثلونهم. غير أنني أخاطب الآن مواطني إسرائيل العرب مباشرة: أرجو أن أراكم مندمجين في المجتمع لاحقين بركب التقدم. وقد استثمرنا تحقيقاً لهذه الغاية المبالغ الطائلة بمقدار 13 مليار شيقل (علماً بأن أكبر مبلغ سابق تم استثماره على هذا الصعيد كان من نصيب الحكومة السابقة برئاستي ولم يتجاوز المليار شيقل)، حيث يليق بكم هذا الأمر ويناسبنا جميعاً، على اعتبار أن قصة النجاح الإسرائيلية يجب أن تتسع للجميع دون ترك كائن من كان متخلفاً عنها.

وعليه لم أحضر من باب الصدفة حفل افتتاح العام الدراسي الحالي في طمرة [قرية طمرة الزعبية الكائنة في مرج يزراعيل] حيث كانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس حكومة إسرائيلية لها. وقد رأيتُ هناك صبية وقلت لها: "إذا أردتِ أن تكوني طبيبة فكوني طبيبة وتعلَّمي اللغة العربية، ذلك لأن هذه الدولة هي دولتك أيضاً". كما أنني أتولى شخصياً كل بضعة أسابيع رئاسة جلسة خاصة تنعقد للجنة الوزارية المعنية بقضايا المهاجرين الجدد المنحدرين من مجتمع اليهود الأثيوبيين لغرض مساعدتهم في مجالات السكن والتعليم وضمان معاملتهم معاملة عادلة، حيث لا يسعنا التسليم بفكرة التمييز بحقهم لمجرد لون بشرتهم. وألتزم بمواصلة التعامل بهذا النهج مع جميع المجتمعات والجهات والتجمعات السكنية وغيرها ممن يشعر بأنه يتخلف عن الآخرين، إذ لا نريد أن يبقى أي شخص متخلفاً.

ها هي عدة خطوات رئيسية نقوم بإنجازها خلال الدورة الشتوية [للكنيست]: سنقوم أولاً بتمرير مشروع ميزانية الدولة لعاميْن متتالييْن [2017-2018] حيث نعمل على ذلك بالتعاون مع وزير المالية إضافة إلى اعتماد عدة إصلاحات هامة؛ ونستوعب مقاتلات الـF-35 من الولايات المتحدة؛ ونبرم عقداً مع ألمانيا على [شراء] 3 غواصات أخرى منها؛ وندفع قدماً موضوع تطوير حقول الغاز الطبيعي [في البحر المتوسط]؛ ونوسع ثورة المواصلات في ربوع إسرائيل؛ ونواصل الاعتناء بالمستوطنات في يهودا والسامرة. وقد طلبنا من المحكمة [محكمة العدل العليا] صباح اليوم إجراء موعد البت في قضية عمونا [نقطة استيطانية عشوائية شرقي رام الله كانت المحكمة قد قضت بإقامتها على قطع أرض خاصة تعود للفلسطينيين مما يحتّم إزالتها]، حيث أولي هذه المسألة الأهمية ليتسنى لنا معالجة القضية بصورة مسؤولة، علماً بأننا دولة قانون ويجب على أي جهة أن تتذكر هذه الحقيقة. وإنني على يقين من أن المستوطنين سيتصرفون بصورة مسؤولة أيضاً في نهاية المطاف، ذلك لأنهم يعلمون بأنه لا- ولن- توجد أي حكومة أكثر تعاطفاً مع المستوطنات من الحكومة الحالية. ثم، أيها نواب الكنيست (ويبدو أن البعض ينتظر بفارغ الصبر هذا الكلام)، أعرض عليكم شيئاً آخر سننجزه، حيث نقوم بإعادة تأهيل سلطة البث تمشياً مع مقتضيات التدبّر المالي المسؤول.

كما أننا سنواصل، أيها السيد رئيس الكنيست، الزخم نحو تنمية علاقاتنا الخارجية. أيها السيد رئيس الدولة، إنك ستقوم بعد عدة أيام بزيارة للهند تأتي رداً على الزيارة الهامة التي قام بها الرئيس الهندي للبلاد. أما أنا فسأقوم بزيارة آذربيجان وكازاخستان وسنغافورة وأستراليا حيث لم يزُر أي رئيس حكومة إسرائيلية الدول الثلاث الأخيرة قط.

وهناك أيضاً زيارة أخرى مرتقبة، إذ دعاني كلا المرشحيْن للرئاسة الأميركية للقيام بزيارة البيت الأبيض [في واشنطن] بعد إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة. ويجب القول هنا أيضاً، وبما يخالف التكهنات المتشائمة الصادرة عن "صناعة الاكتئاب"، إن العلاقات مع الولايات المتحدة راسخة ومستقرة. إن الشعب الأميركي يحب إسرائيل ويدعمها، على اعتبار أن الأميركيين يشاركوننا قيم الحرية والتقدم والأمل المنطلق من القوة. ولهذا السبب، وبما يناقض التكهنات مجدداً، فقد وقعنا اتفاقية تأريخية بشأن المساعدات الأمنية الأميركية [لإسرائيل] وهي أكبر اتفاقية من هذا القبيل وقعتها الولايات المتحدة على امتداد تأريخها. وبالتالي لدينا 38 مليار سبب آخر [يأتي الرقم إشارة إلى مبلغ الاتفاقية الآنفة الذكر] يدعونا إلى الاعتقاد بأن العلاقات مع الولايات- بخلاف الادّعاءات التي سمعتها هنا- أكثر رسوخاً من أي وقت مضى وستبقى كذلك. وأرجو التعبير مجدداً عن تقديرنا العميق وشكرنا على حزمة المساعدات [الأميركية] هذه.

من الوقاحة الحديث عن هذه الحكومة والحكومات السابقة لها برئاستي بالقول إنها لم تقم بتطوير المناطق المحيطية، لا بل يأتي هذا الكلام عبثياً. إذ كانت دولة إسرائيل على مدى عقود "محتجزة" في المنطقة الممتدة بين الخضيرة وغديرا [أي منطقة أواسط البلاد]. أما نحن فقد قمنا بشق الطرق شمالاً وجنوباً واستثمرنا [المبالغ الطائلة]، حيث كانت الحكومة برئاستي قد أنفقت قبل 8 سنوات مبلغ 27 مليار شيقل في هذه المشاريع، وها أنكم تشهدون على النتائج كما تتجلى في طرقات البلاد في شتى أجزائها وأنحائها. لقد نقلنا جيش الدفاع جنوباً [قاصداً انطلاق مشروع نقل بعض الوحدات والمعسكرات الكبرى إلى النقب]؛ وافتتحنا كلية للطب في صفد؛ وندشن عدداً لا يُحصى من المشاريع؛ وأصبحت هناك أبراج سكنية في ديمونا [بلدة في النقب]؛ ونعلم بما نخطط له في شمال البلاد وسبق وأن تحدثنا عن ذلك، حيث يحضر هنا وزير الداخلية فيما يكون وزير المالية على معرفة بالأمر أيضاً. وعليه فقد طوّرنا المناطق المحيطية بصورة منقطعة النظير على امتداد تأريخ الدولة. [وأرفض] الاستماع إلى مواعظ منكم [مخاطباً نواب المعارضة] لأن حكوماتكم كانت تتحدث دون أن تفعل شيئاً، بينما نحن فاعلون، ويبدو أن الوقت قد حان للحديث عن ذلك أيضاً وها أن أقوم بذلك هنا.

سبق وتحدثتُ عن الولايات المتحدة ودعمها الكبير [لإسرائيل]. أيها فخامة رئيس الدولة والسيد رئيس الكنيست وزملائي نواب الكنيست، لا يعني الأمر عدم اندلاع الخلافات بين حين وآخر بيننا [أي بين إسرائيل والولايات المتحدة]. وآمل في أن يكون هذا الأمر نادراً. وكان الرئيس أوباما قد أعلن عام 2011 من على منصة [الجمعية العامة] للأمم المتحدة أن السلام لن يتحقق بالقرارات الأممية بل بالمفاوضات المباشرة، والأمر كذلك، حيث كان محقاً في كلامه. وأتمنى أن يبقى [الرئيس الأميركي] ملتزماً بموقفه هذا ولن يتخلى عن السياسة الأميركية التقليدية التي كان قد عبر عنها بنفسه. على أي حال، فإن إسرائيل ستعارض أي محاولة لإملاء أي شروط عليها من الخارج.

أيها أصدقائي من نواب المعارضة، إذا بحثتم عن الأمل فدَعْكم من "صناعة الاكتئاب". أدعوكم إلى الانضمام إلينا في السعي لتنمية قوة إسرائيل. إن قوتنا ناجمة عن هويتنا والإيمان بعدالة طريقنا وتراث إسرائيل وقيم التقدم والديمقراطية والصلة الوثقى ببلادنا. كما أن هذه القوة مُستمدّة، ربما بالمقام الأول، من التكافل فيما بيننا، وهو ذاك التكافل الخاص بأبنائنا الأعزاء أورون شاؤول [مجند آخر قتِل في قطاع غزة عام 2014 ويرجَّح احتفاظ حماس برفاته] وهدار غولدين وإفرا مينغيستو [المذكوريْن أعلاه في بداية الكلمة] حيث لن تهدأ لنا البال إلى حين إعادتهم إلى الوطن.

وأعتقد بأنه يجدر بنا، خلال كل المناقشات والمباحثات المتوقعة سواء اليوم أو فيما بعد، وكذلك على صعيد الخطاب العام الذي قد تقتضي الضرورة في بعض الأحيان أن يكون حاداً وصريحاً ولكن يجب أن يكون أيضاً مستنداً إلى ضبط النفس واحترام الآخر.. [مستدركاً] أرجو الإشارة إلى آية أخرى من آيات التكافل فيما بيننا. إذ أقيمت الليلة الماضية في حيفا، بحضور ألف شخص، أمسية مؤثرة لجمعية "يد [العون الممدودة] إلى الصديق" المعنية بأحوال المواطنين الناجين من المحرقة النازية. وحضرت زوجتي هذه الأمسية أيضاً ضمن الفعاليات الكثيرة التي تقوم بها من أجل الناجين من المحرقة. وكان من واجبها تتويج ملكة الجمال للمواطنات [المسنّات] اللائي كن قد نجَوْنَ من المحرقة النازية (علماً بأن هناك نوعاً من الجمال لن يتلاشى أبداً..). كما شاركت في الحفل جوقة غناء للناجين من المحرقة وهي الجوقة الأكبر سناً في العالم حيث يبلغ متوسط عمر أفرادها 91 عاماً وكانت موسوعة "غينيس" قد سجلت هذا الرقم القياسي.. وقد وقفت جوقة الغناء على خشبة المسرح وقدمت أغنية تسرد قصة بقاء أفرادها. إنهم كانوا قد مرّوا بويلات التهلكة والجحيم ثم عادوا إلى وطننا وساهموا في إعمار بلادنا وبناء دولتنا، مما يوحي بأعمق حقيقة، ذلك لأن جذورنا ضاربة عميقاً في تراب الوطن، فيما نقوم برفع أعالي الشجرة أكثر وأكثر دون أن ننسى من أين جئنا وإلى أين نحن سائرون. هذه هي القوة وهذا هو الأمل.

بنيامين نتانياهو,إسرائيل,الوطن اليهودي, الرئيس الأميركي,

الكلمات المتعلقة