وعد بلفور.. 99 عامًا على رسالة غيرت وجه المنطقة.. فلسطين مازالت تُطالب بالاعتذار.. وبريطانيا: لندع التاريخ للمؤرخين
نعيم يوسف
الخميس ٣ نوفمبر ٢٠١٦
رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج برر الوعد بالحرب العالمية الأولى
كتب - نعيم يوسف
99 عامًا من اللهيب
"لنترك التاريخ للمؤرخين ونركز جهودنا على إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".. هكذا علق إدوين سموأل، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على الذكرى الـ99 لوعد بلفور والتي تذكرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء.
رسالة تُنشئ دولة
ما يُعرف بـ"وعد بلفور" هو عبارة عن رسالة أرسلها وزير خارجية بريطانيا في ذلك الوقت آرثر جيمس بلفور ، إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد -هو مصرفي بريطاني، وسياسي، وعالم حيوان- يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، بوعد من الحكومة البريطانية -آنذاك- وأرسلت في تاريخ الثاني من نوفمبر عام 1917، أي قبل شهر واحد من احتلال القوات البريطانية لفلسطين.
130 كلمة
خلال الرسالة التي جاء نصها أقل من 130 كلمة، بينما نص الوعد نفسه في نسخته الإنجليزية 67 كلمة، أعرب وزير الخارجية البريطاني عن سعادته باتخاذ حكومة بلاده هذا القرار الذي وصفه بأنه "ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية"، مطالبًا "روتشيلد" بأن يخطر الاتحاد الصهيوني بهذا التصريح.
نص الرسالة
جاء نص الوعد البريطاني في الرسالة المرسلة كالأتي: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
رسالة تتخذ طابعًا رسميًا
رغم كون الوعد مجرد رسالة إلا أنها اتخذت طابعا رسميا ودوليا فيما بعد، حيث تضمن مؤتمر سان ريمو الذي حصلت فيه بريطانيا على حق الانتداب على فلسطين من دول الحلفاء، نص هذا الخطاب، كما تضمنه صك الانتداب البريطاني الصادر من عصبة الأمم المتحدة عام 1922، بالإضافة إلى أن دستور فلسطين الذي أنشأته بريطانيا بعد احتلالها لها تضمن أيضا نص التصريح.
تبرير لويد جورج
عندما بعث "بلفور" هذا الخطاب إلى صديقه اليهودي، كان "لويد جورج"، هو من يترأس حكومة جلالة الملك والتي اتخذت هذا القرار، وقد برر هذا القرار في كتاب "الحقيقة حول معاهدات الصلح" بأنه كان ضروريا لكسب تأييد اليهود في الحرب العالمية الأولى لبريطانيا ضد ألمانيا.
العرب والوعد
على الصعيد العربي يشتهر هذا الوعد بمقولة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، وقد طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر الماضي، من بريطانيا تقديم اعتذارًا لشعب بلاده، عن هذا الوعد الذي تسبب في القضية الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيل، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على الوعد، العام المقبل.
الموقف البريطاني بعد 99 عامًا
في حديثه لقناة الجزيرة بمناسبة مرور 99 عامًا على ذكرى وعد بلفور، طالب إدوين سموأل، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من الدبلوماسيين والسياسيين التركيز على حل للصراع الحالي، مضيفا "لا يمكن أن لا نتعاطف مع الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الإحتلال ونحن نسعى جاهدين إلى أن يتم استئناف عملية السّلام"، و"لنترك التاريخ للمؤرخين ونركّز جهودنا على إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
الموقف الفلسطيني بعد 99 عامًا
من جانبه أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن الوزارة طالبت بريطانيا رسميا بإلغاء وعد بلفور القاضي وإصدار وعد جديد يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وذلك خلال لقاء جمعه مع نظيره البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين الماضي، في العاصمة البريطانية لندن.