"عودة الجماهير".. حلم يراود الكثيرين لإعادة الإثارة للكرة.. والبعض يخشى عودة العنف
هشام عواض
٤٧:
٠٣
م +02:00 EET
الخميس ٣ نوفمبر ٢٠١٦
كتب: هشام عواض
ملاعب خاوية ومدرجات يسيطر عليها الصمت منذ سنوات ومباريات تقام بدون حضور جماهيري، هذه هي الحالة التي تعيشيها الكرة المصرية منذ واقعة مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي مطلع شهر فبراير 2012، ومنذ ذلك الحين اكتفت الجماهير بالمساندة التلفزيونية خلف الشاشات، الحضور الجماهيري غاب عن المسابقة المحلية مما افقدها المتعة والإثارة واقتصر الحضور الجماهيري على المباريات الأفريقية فقط وبأعداد محدودة وهو ما أثر سلبًا على مستوى اللاعبين وأداء المباريات، وفي العام الماضي كان هناك محاولات فردية لإعادة الجماهير في مباراة الزمالك وإنبي فحدثت كارثة بإعادة الجماهير بقتل 20 شخص، مما أدى إلى توقف المسابقة لمدة 40 يومًا حدادًا على الضحايا، رغبة كبيرة لدى الكثيرين لعودة الجماهير للمدرجات، لكن يتبخر الأمر ويعود الوضع كما هو عليه، فهناك من يتحجج بالظروف التي تمر بها البلاد، ونستعرض في هذا التقرير حول رأيين متضادين حول هذه المسألة.
جمهور الرياضة يمثل 70% من الشعب ولا الدولة تثق به ولا هو يثق بها
قال هيثم نبيل مدير تحرير يلا كورة، إن المفترض أن يكون هناك نوع من الاتفاق ما بين المواطن والدولة، بأن المواطن يذهب للاستاد لممارسة هوايته المفضلة وهي التشجيع، وعلى الدولة أن تقوم بدورها في تأمينه، لكن طوال السنوات الماضية أن الطرفين لا يقومان بمهامهما، وأدى ذلك إلى وجود أزمة ثقة بينهما، وجمهور الرياضة في مصر 70% من الشعب، وهنا تكمن المشكلة أن هناك 70% من الشعب لا يثق في الدولة ولا الدولة تثق بهم، وهم الاثنين مسئولين على ما يجري.
المسئولية تقع بشكل أكبر على الجمهور
قال عمرو وهبي، المدير التنفيذي لشركة بريزنتيشين، إن المسئولية تقع بشكل أكبر على الجمهور لأن نسق دخول الجمهور للملعب يعلمها جيدًا ويعرف حدوده وإلتزماتها، لكن خلال السنوات الماضية حدثت مشاكل، حدثت بعد الفوضى وانفلات أمني معين، وهناك وجه مشرك عاصرناه، في 2006 و2009 تم تحقيق أكبر حضور جماهير حدث في جميع البطولات، فالشكل الطبيعي للجمهور كينونته اختلفت مالت إلى الفوضى عن الاستمتاع والإلتزام، فالتعصب والشغب لم يكن موجود قبل ذلك، ولهذا المسئولية تقع على المشجع.
معاناة الجماهير في الملاعب قديمة العهد
قال "نبيل"، إن بالطبع الجمهور يتحمل جزء من المسئولية بنسبة 60%، وهناك تجارب ناجحة لكنها ظاهريًا، فبالمنطق كان يجب أن نذهب قبل المباراة بمقدار 7 أو 8 ساعات، فهناك معاناة منذ سنوات بعيدة، ومنذ 2006 عقدنا في الموقع يلا كورة مع ألتراس أهلاوي وألتراس الزمالك، أننا نريد أن يتم عقد قمة الناديين بدون مشاكل، وبالفعل لم يكن هناك أي مشاكل، فالمسئولية تقع على الجمهور بشكل كبير لكن بالأساس الدولة هي من تتحمل العاتق.
2006 نقطة فاصلة في تنظيم المباريات والبطولات وللحضور الجماهيري
أكد "وهبي"، أنه يجب التفرقة بين عدم وجود بنية أساسية لاستاد القاهرة على سبيل المثال منذ 2006، أما بعد 2006 فتم العمل على التطوير والاهتمام بالاستاد في بطولة الشباب ومنها النجاح في التنظيم والإخلاء وغيرها، واختلف عن تنظيم بطولة 86 بأن قديمًا كان التنظيم بسيط والأمن المركزي هو المنظم، أما في 2006 كان الأمن للنظام واللجنة لتنظيم، وكذلك كان في الدوري العام، وأصبح مفهوم أن التنظيم للجهة المنظمة والجهة المسئولة عن المباراة، ولائحة اتحاد الكرة ساعدت على الشغب فلم تكن تستغل كل الأساليب القوية للاتحاد الدولي لمنع هذا الشغب.
لا يوجد كتاب يشتمل على قواعد تنظيم المباريات
قال "وهبي" إن ليس في مصر نظام معين محدد لتنظيم المباريات والبطولات تسير عليه مر كلها بل أن كل منطقة تسيير على نظام معين، وأطالب بوجود كتاب محدد تنظيم، ومن خلال تعاملي مع الأمن ليس عندهم مشاكل للتنظيم، بل انهم يريدون التعرف على الكود أو الستايل بوك، لكن ليس متواجد ستايل بوك، بل انم الامر عشوائي مثل مشكلة أزمة المرور كذلك، وأزمة الشغب في مصر من أسبابها عدم تطبيق اتحاد الكرة لقرارات الاتحاد الدولي الفيفا وتوقيع العقوبات، وتطبيق العقوبات الرادعة تجبر الآخرين على احترام القانون، وأيضًا عدم التطرق لحلول أخرى غير منع الجمهور مثل الخصم من النقاط.
اتحاد الكرة فقد دورة وأصبح فقط ينظم المباريات
أكد "نبيل" أن لا يعقل عودة الجماهير ولا يجد طرف يقوم بدوره لا اتحاد الكرة ولا تة ولا الجمهور، واتحاد الكرة بالأخص لا يقوم بدورة بل اقتصر دوره فقط في تنظم المبارات، ويصبح اتحاد الكرة قوى وله دور عندما يعاقب نادي إذا أخطأ فيهب درجة ثانية مثل ما يحدث في الخارج، ولو موجود تحاد قوى يقول هناك قواعد معينة يجب أن يلتزم بها، فمصر دولة ويجب ان يتم التعامل معها فأكنها الدولة.
4 عناصر للعملية التنظيمية لأي مباراة يجب توافرهم
قال عمرو وهبي، إن العملية التنظيمية في أي مباراة تتكون من 4 عناصر وهي المنشأة أي الاستاد و النادي المنظم، والأمن واتحاد الكرة، فالجهات الأربعة مع بعضهم يكملون بعضهم، فسينتج الحلول، ويجب أن نتأكد هل الاستاذ جاهز للمباراة من حيث التأمين والأسوار والمداخل والمخارج وكاميرات المراقبة، ثم هل اتحاد الكرة وضع نظام وأسس لدخول وخروج الجماهير أم لا، ثم هل النادي درب كوادره على عملية التنظيم أم لا ، وأخيرًا هل الأمن هل تعامل مع كل ما سبق وفهمه وقدر على العمل معه، وفي الأخير يكون أمام الجمهور منظومة كاملة متكاملة متوفر له كل شئ نظام واستاد مؤمن وتأمين، فالفيفا تنظر للجمهور على أنه زبون فيجب أن يتم تقديم له خدمة جيدة.
اقتراح باستخراج "كارنيه تشجيع" للجمهور
قال هيثم نبيل، إننا في الموقع قدمنا مقترح للرئاسة لعودة الجماهير وهي أن يكون الحضور الجماهيري في النصف الثاني فقط من الدوري في كل الأندية لمدة موسمين أو ثلاثة، لأحد الأندية فقط، ولضمان تكافئ الفرص أن تلعب بدون جماهير، وأن تعترض أو توافق على حضور جمهور الفريق المنافس، مؤكدًا على أن الحالة الثقافية الرياضية للجمهور في مصر ليست موجودة حاليًا، وأن لا يمكن الحكم على أي عواقب مباراة محلية أو أفريقية فالمباريات حالتها مختلفة، ونقترح أن كل مشجع لديه كارنيه له ومدون به ببياناته الشخصية، ويتم إصدار هذا الكارنيه من النادي بالتعاون مع الآن.
الكلمات المتعلقة