هل يؤثر انخفاض الدولار بالسوق السوداء على أسعار السلع في الفترة المقبلة؟
اقتصاد | مصراوي
الاربعاء ٢ نوفمبر ٢٠١٦
اختلف خبراء اقتصاد، في توقعاتهم بشأن تأثير انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء على أسعار السلع في الأسواق خلال الفترة المقبلة، حيث رأى فريق أن السوق ستتوقف عن التعامل لحين اتخاذ إجراءات المركزي بشأن الجنيه، وبالتالي سيتوقف الاستيراد بشكل كبير، بينما رهن الفريق الآخر انخفاض أسعار السلع باستمرار تراجع الدولار لمدة طويلة.
وشهد سعر الدولار في السوق السوداء تراجعًا ملحوظًا خلال يومين ماضيين بنحو جنيهين على الأقل من 18 جنيهًا، وسط تضارب في الأسعار.
ومن جانبه، توقع أحمد آدم الخبير المصرفي، عدم تأثر أسعار السلع بالتراجع الذي سجله الدولار أمام الجنيه في السوق السوداء، منوهًا إلى أن السوق تشهد حالة من الترقب لما ستنتهي إليه هذه الموجة، والتعاملات ستتوقف بشكل كبير انتظارًا لإجراءات البنك المركزي بشأن الجنيه في البنوك.
وقال آدم خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، إن البنك المركزي قد يلجأ لتخفيض سعر الجنيه في البنوك، لأن التعويم صعب في الوضع الحالي حيث سيترك السعر للعرض والطلب وهو ما سيرفع أسعار العملات الأجنبية وخاصة الدولار بسبب نقص موارد العملات في الفترة الحالية.
وأضاف أن البنك المركزي يقوم بضخ نحو نصف مليار دولار في السوق لتغطية الاستيراد شهريًا بينما تصل احتياجات السوق إلى نحو 4 مليارات دولار، وبالتالي هناك نقص كبير يتم سده من السوق السوداء، وفي حالة التعويم قد يشهد الجنيه تراجعًا كبيرًا حتى لو تم الحصول على الشريحة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي المقدرة بنحو 2.5 مليار دولار.
وكانت مصر طلبت قرضًا من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار على 3 سنوات، وسط توقعات باتخاذ البنك المركزي بتحريك سعر الجنيه قبل اجتماع المجلس التنفيذي للصندوق للبت في طلب القرض، والمتوقع أن يتم قبل نهاية العام بحسب شريف إسماعيل رئيس الوزراء.
ويطرح البنك المركزي عطاءً دوريًا يوم الثلاثاء من كل أسبوع لبيع 120 مليون دولار للبنوك لتغطية احتياجات الواردات من السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج.
وتوقع آدم أن يصل سعر الدولار بالسوق السوداء في الفترة الحالية إلى مستوى منخفض عما كان عليه، وبالتالي يقوم البنك المركزي بخفض الجنيه في البنوك ليصل إلى سعر واحد في كل من البنوك والسوق السوداء مع تشديد الإجراءات الأمنية وهو ما قد يساعد على استمرار سعر الدولار منخفضًا لفترة، ثم يشهد ارتفاعًا مثلما حدث مع خفض الجنيه في مارس الماضي.
وقام البنك المركزي بخفض الجنيه أمام الدولار في البنوك بنحو 105 قرش في مارس الماضي ليصل سعر الدولار إلى 8.88 جنيه، مع إعلان اتخاذ سياسة أكثر مرونة لسعر الصرف، ولكن البنك لم يقم بتحريك الجنيه منذ ذلك الوقت، وواصل سعر الدولار في السوق السوداء ارتفاعه من 9 جنيهات وقتها إلى نحو 18 جنيهًا أول أمس قبل التراجع.
ومن ناحيتها، توقعت الدكتورة عالية المهدي العميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تنخفض أسعار السلع في الأسواق ولكن في حالة استمرار انخفاض الدولار أمام الجنيه لفترة طويلة تصل إلى شهر أو شهرين.
وطالبت المهدي، البنك المركزي بتعويم الجنيه وترك سعره للعرض والطلب لتوفيره في الأسواق وبالتالي عدم ارتفاع سعر الدولار بشكل مبالغ فيه مثلما حدث في الفترة الأخيرة وبالتالي تأثر نشاط الاستيراد بشكل كبير.