الأقباط متحدون - دراسة صادرة عن دير الأنبا مقار تؤكد أن منع المرأة من التناول فكر غير مسيحي
أخر تحديث ١٥:١٦ | الاثنين ٣١ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٢١ | العدد ٤٠٩٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

دراسة صادرة عن دير الأنبا مقار تؤكد أن منع المرأة من التناول فكر غير مسيحي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب – ايهاب رشدى
أصدر دير الانبا مقار بوادى النطرون مؤخرا كتابا بعنوان المرأة والتناول يتناول دراسة أعدها وترجمها الرَّاھب یوئیل المقاري حول المعوقات التى تضعها الكنيسة الارثوذكسية بشأن تناول المرأة خلال فترة الدورة الشهرية  وكذلك  منع دخولها  الكنيسة بعد الولادة لمدة ٤٠ يوم إذا كان المولود ذكر و ٨٠ يوما إذا كان المولود أنثى .
 
العادات ليست عقائد
ويقول معد تلك الدراسة فى مقدمة الكتاب .. وجدنا أنَّ هناك من يعارض دون أنْ يعطِي أي اجابات مقنعة والاكتفاء بالقول " استلمنا كده " ومِن هنا كانت فكرة نشر الفِكر الآبائي بخصوص هذه الموضوعات مِن خلال أقوال الآباء خلال القرون الخمسة الأولى  ، أي فِكر الكنيسة الجامعة الواحدة الرسولي ما قَبل الانقسام ،  واضعين في الاعتبار أنَّ العادات ليست عقائد ، فهناك العديد من المدخلات في قواعد الكنيسة وطقوسها لا تنتمي إلى الفِكر الآبائي .

وقد استشهد فى دراسته بالعديد من اقوال وعظات بعض الاباء الأولين والمعاصرين التى ترفض هذا الفكر تماما وتعتبره فكرا يهوديا لا يمت للمسيحية بصلة .
 
رأى القديس أثناسيوس الرسولى
يتكلم القديس البابا أثناسيوس الرسولى فى رسالة كتبها فى القرن الرابع إلى القديس آمون ، بخصوص موضوع الطهارة الجسدية .. يستنكر فيها تماما تلك النظرة للمرأة حيث يقول  " ما  هي الخطية أو النجاسة التي توجد في إفراز الجسم الطبيعى  . كما لو كان فِكر الإنسان مهتما  بأنْ يجعل مِن إفرازات الأنف أو بصاق الفم  وهي ضرورة طبيعية   أمر يستحق اللَّوم ؟ ويضيف قائلا أن ما تفرزه البطن كلَّها ضرورة طبيعية تحتمها حياة الكائن الحى وبالإضافة إلى ذلك، فإنْ كنا نؤمِن  أنَّما تقوله الكتب الإلهية  إنَّ الإنسان هو عمل الله، فكيف يمكن أنْ ينتج عملاً دنسا مِن  قوة نقية ؟

ويتابع الباب أثناسيوس حديث قائلا .. أية خطية إذن هناك إنْ كان السيد الذي صنع الجسد هو الذي شاء وخلَق القنوات التي تفرز هذه الإفرازات؟ ويستند إلى قول الرب " ليس ما يدخل الفم يدنس بل ما يخرج مت 15 : 11
 
الدسقولية " تعاليم الرسل "
يستشهد الكاتب كذلك بكتاب الدسقولية " تعاليم الرسل " -  إعداد وتقديم د وليم سليمان قلادة طبعة 1979 حيث جاء فى صفحة 416- 417 ما يدحض فكرة النجاسة خلال فترة العادة الشهرية ويؤكد ملازمة الروح القدس لها ، إذا يقول الاباء الرسل . " فان كنت أيتها المرأة المقيمة فى الدم سبعة أيام ( تفتكرين ) أنك صرت مقفرة من الروح القدس لهذا السبب ، فانك إذا مت بغتة تذهبين وقد صرت غريبة من الروح القدس وتعوزك الدالة والرجاء الكائنات لنا عند الله ولكن الروح ساكن فيك بغير افتراق لأن ليس بمحصور فى مكان واحد ، فيجب عليك ان تصلى كل حين وتنالى من الشكر ( التناول ) وتغتنمى حلول الروح القدس عليك .

وفى صفحة 418 من نفس الكتاب يقول الاباء الرسل " لأنه بهذه  الأعمال ) الصلاة و التناول) ، هكذا لا يكون المؤمنون مع المخالِفين، وهي لا تقدر ان تنجس طبيعة الرجل  أعني الزواج كالناموس ، أو الدم القاطِر ، أو فَيض الحِلْم؛ ولا تقدر أنْ تفرق منا الروح القدس . "

ويؤكد الرسل فى صفحة 420 أن هذه الافرازات هى تطهير طبيعي ... أو الولادة وأن ممارسة الاحتراس من الاسرار فى تلك الفترات  بلا طائل وباطل .
 
المطران جورج خضر
وقد تعرض نيافة المطران جورج خضر – مطران جبل لبنان - فى محاضرة له بمؤسسة القديس أنطونيوس للدراسات الابائية عام 2001  لذلك الموضوع ، يصف فيها فكرة منع المرأة من التناول خلال فترات معينة بأنها سيكولوجية ذكورية يجب على الكنيسة أن تتحرر منها ويقول أنها  من الشرق القديم وليست من الانجيل .

ويستطرد المطران خلال محاضرته فيقول " إنَّ النصوص المسيحية الاولى  لا تجعل حائلاً بين الحيض وممارسة الاسرار المقدسة . هذا لا وجود له ، كل شئ مقدس فى المراة بما فى ذلك دمها ، أضف إلى ذلك ان دم المسيح ليس دما بيولوجيا يختلط بدمنا البيولوجى ... ويستطرد قائلا .. المناولة ليست نقل دم ولا يخرج دم المسيح إلى خارج الجسد لو جرح فى حادثة بعد القداس الالهى .

و إذا كان الوضع التشريحى لجسد المرأة يحرمها النعمة فى لحظة من لحظات وجودها فهى قائمة فى دونية الجنس وهى محددة على أنها الجنس الثانى وليس لها الكرامة الكاملة التى وهبها المسيح فيها فى الخلق الثانى .
 
الأب متى المسكين
أما الأب متى المسكين فقد تكلم فى كتابه " فن الحياة الناجحة " عن عظمة المرأة وتكريمها فى العهد الجديد ويقول فى ذلك الشأن " أتعجب كل العجب ويملآنى الحزن والأسى أن أسمع الكهنة يمنعون المرأة من التناول سواء إن كان عليها دمها الشهرى أو دم ولادتها ويعتبرونها نجسة ؟ يا الهى بعد كل ما قدسه المسيح وجعلها عضوة فى جسده وبعد أن اعتبرت فى المسيحية بشبه كنيسة تلد أولادا للمسيح ؟ وهل تحرم التناول اربعين يوما إن كان المولود ذكرا أو ثمانين يوما إن كان المولود بنتا ؟ ويستطرد قائلا .. ألم يقرأ الكاهن فى الانجيل كيف لمست نازفة الدم المسيح ولم يمانع فى ذلك بل شجعها بعد أن شفيت وغفر لها خطاياها ؟ وهل تلمس نازفة الدم المسيح نفسه ثم يمنعها الكاهن أن تتناول من جسده ودمه ؟ وهل نهدم ما بناه الانجيل والمسيح ونقيم الناموس ( هامش 10 )
 
 القمص داود لمعي
القمص دواد لمعى وهى كاهن أرثوذكسى يرفض أيضا ذلك الفكر و يقول فى إحدى عظاته ...  عندما تكون واحدة لديها الـ period  هذا ليس معناه فى هذه اللحظة ان الروح القدس فارقها . هى مازالت مسكن للروح القدس ومازالت الرب بداخلها فلا توجد النظرية القديمة عن النجاسة . هذه نظرة غير مسيحية .

ويبرر القمص داود لمعى هذا التقليد القديم بقوله يبدو أن هذا الطقس كان مرتبط بفكرة ان القداسات كانت طويلة والكنائس بعيدة وظروفها مش سهلة ولم تكن توجد استعدادات صحية ، ففى حالة وجود الـ period  عند السيدة ستذهب للصلاة بالساعات وتسجد . الوضع مش عملى . فالكنيسة عفت البنات والسيدات فى هذا الاسبوع من مجيئهم للعبادة ككل ..واستطرد قائلا "  انا أميل دائما لهذا التفسير أن من أمومة الكنيسة على المراة والبنت فى هذه المرحلة قالت لها خليكى فى بيتك . صلى فى بيتك ما تتعبيش ، أمومة من الكنيسة مش لأنه حاجة غلط . هى ذنبها ايه ؟ مش بتعمل حاجة غلط " وكلكم عارفين لما واحدة بيكون عندها نزيف مرضى بنناولها لأن الموضع مش نجاسة . مرض زى اى مرض .

كما يشجع القمص داود لمعى على ابطال هذه الممانعات فيقول .. يجوز فى مرحلة معينة قد يعاد النظر فى بعض الطقوس .
 
القس بطرس سامى
يقول القس بطرس سامى وكاهن أرثوذكسى خلال اجابته  فى قناة أغابى – برنامج ( بصراحة ) عن بعض الاسئلة التى وردت للبرنامج فى نفس هذا الشأن :

 سؤال : أنا بنت عندى 18 سنة ومش مقتنعة بفكرة انى لا أتناول وانا عندى الـ period  )عادة النساء أو الدورة الشهرية ) أين الحقيقة بينما توجد طوائف أخرى تسمح بتناول البنات والسيدات وهم عندهم العادة ؟

وسؤال آخر حول نفس الأمر : قال لى أبونا فى الكنيسة وانا متعودة أن اغسل اللفائف الخاصة بالاوانى ألا تلمسيها وأنت عند العادة

وآخر : أنا خادمة فى الصعيد وأبى كاهن اعتادت أمى على ترك المنزل والبيات عند أحد أقاربنا عندما تكون عندها العادة ، فلا يسمح أبى وهو كاهن ببيات أمى فى البيت .

ويجيب القس بطرس قائلا .. لماذا فكرة الاربعين يوم والثمانين يوم وهذه كلها من العهد القديم. لأن كل نزف المرأة يعتبر نوعا من النجاسة فى العهد القديم .

فكرة أنَّ الست تكون غير طاهرة هذه المدة ، كانت فكرة في العهد القديم ، وكان المقصود  ن الر جل والست يظلُّوا شاعرين بحاجتهم للتطهير ، وتظل الست شاعرة أنها هي التي أغوت آدم في الأوائل، فتكون في احتياج إلى مد أطول للتطهير لو خلَّفَت بنت وكلها كانت مجرد معانى وجدت فى العهد القديم من أجل ان تعد البشرية لاستقبال المسيح .

ويتابع حديثه فيقول .. إن كل العهد القديم كان رموزا للمسيح ولما جاء العهد الجديد ماذا عمل ؟ جدد طبيعة الانسان ..... وأصبح الرجل والست هما الاثنين رجعوا مرة أخرى للمرتبة الأولى التي فيها المرأة معين نظيره ولم يعد هناك اى أفضلية للرجل عن المرأة .

ويرجح القس بطرس أن تلك الفكرة الخاطئة هى فكرة يهودية انتشرت بسبب أن يهود يوم الخمسين الذين اعتمدوا بعد عظة بطرس الرسول ، كانوا بذار الكنيسة فى العالم كله ، وكيف ان القديس بولس الرسول حارب فى بعض رسائله فكر التهود حيث كانت  المسيحية التى مورست فى الايام الاولى مسيحية يهودية تحتم الختان وتحتم تقديس الناموس وتقديس السبت... و من وقت لآخر بدأت حاجات تتحرر من الطقوس اليهودية لكن استمرت بعض الحاجات التانية مثل موضوع الأربعين يوم والثمانين يوم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter