الأقباط متحدون - مذبحة سيدة النجاة.. الذكرى السادسة للجريمة التي ارتكبها داعش وهزت العراق
  • ٠٩:٣٤
  • الاثنين , ٣١ اكتوبر ٢٠١٦
English version

"مذبحة سيدة النجاة".. الذكرى السادسة للجريمة التي ارتكبها "داعش" وهزت العراق

٤٣: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ٣١ اكتوبر ٢٠١٦

مذبحة سيدة النجاة
مذبحة سيدة النجاة
كتب: هشام عواض
عصر يوم 31 أكتوبر 2010، خلال أداء مراسم القداس بكنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك  بحي الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد، اقتحم مجموعة من المسلحين المنتمين لتنظيم دولة العراق الإسلامية التابع لتنظيم القاعدة، والذي لاحقًا باسم تنظيم "داعش"، الكنيسة مستهدفين المصلين لقتلهم وعدم ترك أحد على قيد الحياة، فقامت احتجازهم كرهائن وفجر أحد الإرهابيين نفسهم، وحدث إطلاق نار وتفجيرات، مسببين قتل وجرح المئات ممن كانوا بداخل الكنيسة وصلت أعدادهم إلى 58 حالة وفاة وكان من بينهم الأب وسيم صبيح والأب ثائر سعد الله، وإصابة 78 شخص. وفشلت الجهود الأمنية لإنقاذ الموقف قبل قتل وجرح الرهائن، ففشلوا في تحريرهم، وجاءت تصريحات المسئولين الأمنيين العراقيين مؤكدين نجاح عملية اقتحام الكنسية وتحرير جميع الرهائن والاعتراف بمقتل اثنين فقط، وأظهرت أعداد جثث القتلى والجرحى الذين توزعوا على مستشفيات بغداد  والذين تجاوز عددهم المائة وعشرين بين قتيل وجريح. تلك المزاعم، وتمر اليوم الذكرى السادسة لتلك المذبحة ونتناول شهادات من عاصروا تلك المجزرة وتفاصيلها.
 
ارتكاب "داعش" مذبحة كنيسة سيدة النجاة
أكدت مصادر أمنية وشهود من أهالي المنطقة نحو الساعة السادسة إلا ربعًا من عصر الأحد حين ترجل المسلحون من سيارتين في الشارع الواقع خلف الكنسية وبدأوا بإطلاق النار على عناصر الأمن أعقبه تفجير سيارة مفخخة في الموقع، الذي جاء على يد مسلحون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، والذين بدأوا منذ ذلك الوقت وقبله بقليل في السعي للانتشار ومد عملياتهم في المناطق العراقية لبث الرعب وإرهاب العراقيين، إلى أن حدثت انطلاقتهم الكبرى في 2014 وسيطرتهم على الموصل وعدد من المدن العراقية وتوسعهم أكثر وأكثر إلى أن وصلوا لسوريا وأعلنوا دولتهم المزعومة "ألدولة الإسلامية"، مما أدى إلى تكاتف عالمي لمجابهة التنظيم. حادث كنيسة سيدة النجاة قابله بسخط أهالي المنطقة من مختلف الديانات الذين أدانوا هذا العمل وتضامنوا مع أهالي الضحايا. وحمل مسئولون مسيحيون في الدولة السياسيين المتصارعين على تشكيل الحكمة مسؤولية العنف الذي تشهده البلاد، متهمين جهات داخلية وأخرى خارجية بإثارة العنف. وأضيف إلى ذلك عدم تشكيل الحكومة كان سببًا رئيسيات لكن هنالك أيضًا أجندات خارجية تستهدف كل العراق ، بالإضافة إلى الحراسات أمام الكنائس ودور العبادة والجوامع ليست كافية لا قدرة ولا تسليحًا ولا تجهيزًا ولا عدة المفروض الحكومة تتحمل مسؤوليتها في هذا الملف وأن تهتم بأمر المواطنين العراقيين.
 
شماس بالكنيسة: أدخلنا 70 شخص بغرفة الشمامسة لحمايتهم بعد انفجار بسور الكنيسة
قال شماس بالكنيسة وأحد شهود العيان خلال الحادث أنه في في الساعة 5والربع قبل انتهاء الكرازة، سمعنا صوت إطلاق  نيران من خارج الكنيسة، مثل ما يشابه المواجهة المسلحة، وفجر أحد الإرهابيين نفسه بجوار الكنيسة واقتحموا المسلحين سيارة ملغومة بجدار الكنيسة، وقمنا بإدخال المتواجدين البالغين قرابة 70 : 75 شخص  إلى غرفة الشمامسة لحمايتهم. وكنا محاصرين قرابة 4 ساعات والنصف، غير قادرين على الخروج بعد سماعنا أصوات الانفجارات بالخارج، فأطفئوا الكهرباء عن الكنيسة، وكان معنا نساء وأطفال والأب رفائيل صلى علينا.
 
رهينة تروي شهادتها في الحادث
 إحدى الرهائن التي استطاعت أن تنجو من الهجوم، وروت أنها كانت في الصف الأول من الكنيسة عندما وقع الانفجار واستطاعت مع أكثر من خمسين من المصلين الدخول إلى غرفة السكريستية الواقعة خلف مذبح الكنيسة وقاموا بإخفاء باب الغرفة بخزانة إلا أن المسلحين اكتشفوا أمرهم بعد فترة وجيزة والقوا ثلاث رمانات يدوية على المتجمعين داخلها فقتل من قتل وجرح من جرح. 
 
شاهدة عيان: انبطحنًا أرضًا وأطلقوا النار فوق رؤوسنا وصاحوا "الله أكبر" وفجروا أنفسهم
قالت الدكتورة ثناء ناصر، شاهد عيان، إن أغلق المسلحون أبواب الكنيسة بعد دخولهم واحتجازهم لنا كرهائن، شعرت بالرعب الشديد، كانوا خمسة أشخاص أو ستة لا أعلم بالتحديد لأننا جميعًا انبطحنًا أرضًا وكنا لا نستطيع أن نرفع رؤوسنا لنرى أي شئ، كان معهم قنبلة، وأطلقوا النار فوق روؤسنا ، كان التدمير يطال كل شئ الأنوار ، جدول المواعيد، أيقونة الصليب، تمثال السيدة العذراء، كل شئ. وبعد ذلك بدأوا يصيحون "الله أكبر" وفجروا أنفسهم.
 
كنت أرقد تحت طاولة والناس من حولي قتلى. احد الكهنة استشهد أمام عينيى لفظ أنفاسه الأخيرة على ذراعي ولأنني طبيب كنت أحاول بكل ما أوتيت من قوة إنقاذ البعض ولكن للأسف لم أستطع لان الطلقات كانت قريبة جدا مني. كنت أغطي أذناي من شدة دوي الانفجارات وصوت الرصاص. أخيرًا وصل إلينا الجنود العراقيون لتحريرنا مستخدمين أشعة الليزر واخذوا الرهائن إلى الخارج. قامت القوات العراقية بأداء واجبها على أكمل وجه، أنهم يستحقون الشكر. ولكن لاأظن أنني استطيع البقاء في العراق بعد الآن، اعتقد هذا رأي المسيحيين العراقيين أيضًا.
 
شاهدة: كمسلمة أشعر بالاستياء والاشمئزاز وهذا سيدمر المجتمع
تبعد الكنيسة من منزلي مسافة 500 متر. كانت الساعة الخامسة مساء بتوقيت العراق يوم الأحد عندما أخذت سيارتي للذهاب لشراء بعض الاحتياجات المنزلية ومررت بهذه المنطقة التي بها الكنيسة، سمعت أصوات إطلاق النار وأصوات تفجيرات، الأمر الذي جعلني أعود إلى منزلي بأقصى سرعة ممكنة. إحدى بناتي كانت خائفة جدًا على صديقتها المسيحية التي من عادتها الذهاب للصلاة في هذه الكنيسة. حاولت ابنتي الاتصال بصديقتها على هاتفها الخلوي، فرد عليها صديق آخر يخبرها بأن صديقتها أخذت رهينة بالفعل وأنها محتجزة داخل الكنيسة. انهارت ابنتي فور سماعها هذا الخبر عن صديقتها ولم يكن هناك الكثير الذي يمكن القيام به، كنا نعلم أن الجيش سيكون على الطريق بعد الانفجارات. كنا على اتصال مع عائلة الفتاة لنخبرهم بالأمر. عند منتصف الليل سمعنا انها نجت من هذا الحادث وترقد في المستشفى لتعالج من بعض الشظايا التي أصابتها. والدة الفتاة أيضًا كانت محتجزة معها في الكنيسة ونجت أيضا من هذا الحادث. ولكن بنتا أخرى من بناتي عادت الآن إلى المنزل بعد حضورها جنازة والد صديقتها الذي قتل في هذا الهجوم. أنا كمسلمة أشعر بالاستياء والاشمئزاز لما حدث. هذا ليس أبدأ من مبادئ الإسلام. هذه الكنيسة واحدة من أكبر الكنائس في بغداد. يأتي إليها المسيحيون من كافة أنحاء المدينة ليصلوا فيها، هذا سيدمر المجتمع.
 
شاهد عيان: سمعنا أول تفجير وتلاه سلسة تفجيرات وقريبة أحد أصدقائي قالت إن 2 كهنة قتلا
قال لبان ناجي وهو من سكان حي الكرادة ببغداد، وشاهد عيان، كنت في زيارة أحد جيراني وكان منزله قريبا جدًا من كنيسة سيدة النجاة. كانت الساعة في حدود الخامسة والنصف بالتوقيت المحلي عندما سمعنا أول تفجير والذي تلاه بعد ذلك سلسلة من التفجيرات وأصوات إطلاق نار. كانت هذه
التفجيرات المتلاحقة وأصوات إطلاق النار قوية جدًا لدرجة إنني شعرت بأن المنزل يهتز من قوة الانفجار.استمعنا إلى الكثير من أصوات إطلاق النار وعربات الإسعاف والمروحيات التي تحلق في السماء. كانت إحدى الرهائن المحتجزين قريبة لأحد أصدقائي المقربين، وعندما خرجت قالت لنا إن اثنين من الكهنة قتلا وأحدهم كان بجانبها. هي الآن ترقد في المستشفى في حالة لا بأس بها.
 
إنني مصدوم جدًا من هول ما حدث ولا استطيع أن اصدق ، كل هذا يحدث في الكنيسة؟ هل هذا أسلوب جديد سيتبعونه في العراق؟ ماذا بعد ؟ المستشفيات ؟ المدارس؟.
الكلمات المتعلقة