كتب: محرر الأقباط متحدون
خلال مشاركته في المؤتمر الوطني الأول للشباب، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة سلام للعالم من أرض السلام.. سيناء التي تجلي الله على أرضها، وأكد فيها أن مصر تنبذ وتكافح وترفض العنف والإرهاب الذي تعاني الدنيا من ويلاته وأن مصر كانت دائمًا أرض الحضارات وحاضنتها منذ أكثر من 7 آلاف عام.. إنها نفس الرسالة التي تبناها المؤتمر، واللافت للنظر أن المؤتمر حرص خلال جلساته وورش العمل التي عقدت خلاله على مناقشة أغلب القضايا التي تهم الشباب والمجتمع المصري عموما بدءً بالمشكلة الاقتصادية والبطالة وأزمة سعر الصرف ووسائل الإعلام ودورها في التأثير علي الرأي العام وصناعة القرار وحظيت قضية تطوير الخطاب الديني ومكافحة الأفكار التكفيرية ونبذ العنف بمساحة واضحة من اهتمام المؤتمر، ومن أهم القضايا التي تناولها المؤتمر هي قضية المواطنة والتي سنوضح أبرز آراء عدد من الشخصيات حولها في الأسطر المقبلة.
تأكيد المؤتمر على قضية المواطنة
انعكس الاهتمام بالمشكلات على ورش العمل التخصصية التي ناقشت هذه القضية في إطار المواطنة علي اهتمام واضح وشهدت نقاشات ثرية تصلح في مجملها لتكون محور عمل وبرنامجًا دائمًا تعمل عليه الحكومة بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة الأزهر والكنيسة والأوقاف والمجتمع المدني حيث أكد المشاركون أن هناك فرقَا واضحَا بين الفكر التكفيري الذي تتم مواجهته بالفكر والحجة والعمل الإرهابي الذي تستلزم مواجهته تضافر جميع مؤسسات الدولة. ومنها لمواطنة وكيفية تحويلها من مجرد فكرة أو شعار إلي سلوك واقعي ملموس كانت محل اهتمام واضحًا من المؤتمر الذي نجح في تجسيدها علي أرض الواقع من خلال هذا التلاحم الشبابي الأكبر من نوعه الذي انصهر فيه شباب مصر في بوتقة الوطنية المصرية.
البابا تواضروس: المؤتمر يؤكد أن الشباب في قلب وعقل الدولة
ومصر تخطو خطوات جادة نحو المواطنة الحقيقية ويتم دعم هذا الاتجاه ليكون محور عمل ثابتًا ودائمًا بحيث تخرج هذه الكلمة البراقة من حيز كتب القانون والمواد الدستورية إلى واقع ملموس في الشارع، حيث أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن "هذا المؤتمر يؤكد أن الشباب في قلب وعقل الدولة بكل أجهزتها التي تعمل جاهدة علي نشر القيم والأفكار الجيدة من خلال الحوار معهم والاستماع إليهم ونحن نثق في أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي قضية المواطنة والتعايش المشترك اهتمامًا حقيقيًا ومساحة من وقته وجهده ونشكره عليها وستبقي مصر دائمًا هي أرض المحبة والتعايش بين كل الثقافات والحضارات التي تعيش على أرضها في تناغم. ويجب علينا نحن أن نقدم في كل لحظة القدوة للشباب وأن نمد جسور الحوار معهم للرد علي كل ما يشغل عقلهم من أفكار".
وزير الأوقاف: خطوة عملية وإيجابية في ترسيخ أسس المواطنة
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في تصريحات خاصة لـ "الجمهورية": "إننا نطالب بأن يوجه نتاج هذا المؤتمر إلى كل المؤسسات التنفيذية بالدولة وقد بدأت هذه المسألة بداية جيدة بين المؤسسات الدينية ويعد النموذج لذلك بيت العائلة بين الأزهر والكنيسة الذي يعد نموذجًا متميزًا لترسيخ مبدأ المواطنة. كما أن العمل الاجتماعي والإنساني المشترك بين جميع المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلية الذي يعني بالإنسان كونه إنسانا بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو عرقه يعد خطوة عملية وإيجابية في ترسيخ أسس المواطنة.
أسامة الأزهري: مهمتنا تحويل المواطنة من فكرة إلى ثقافة
وأكد الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية، أن مهمتنا تحويل المواطنة من فكرة إلى ثقافة شائعة علي النطاق المجتمعي ونحتاج إلي عدة مهارات لتحويل الإرادة إلي إدارة وأن يشارك في ذلك كافة مؤسسات المجتمع الثقافية والدينية والتعليمية وأن نتفق أولا علي هذه الوحدة وحدتنا القومية التي لها أهمية قصوى ولابد من العمل فيها فورًا.
القس بولس حليم: إقرار المواطنة يستلزم تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة
أكد القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية ان إقرار المواطنة يستلزم تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة سواء: الحكومة والشرطة والتعليم والمؤسسات الدينية والقبائل بحيث تصل الرسالة للجميع بأن هذا الأمر يحظي بإرادة سياسية وأن هناك توجها جادا لإرساء قيم المواطنة. مضيفًا لا شك أن دور الإعلام قوي جدا في تقديم النماذج الجيدة. ويضاف إلى ذلك التربية والتعليم التي يجب أن تطور مناهجها لتعلم الإنسانية. وليس مجرد تقديم مناهج خالية من المحتوي المطلوب وأن تهتم وزارة التعليم بتقديم فقرات أنشطة مشتركة للطلاب وتؤدي الي ترسيخ قبول الآخر والتسامح والحوار والتواصل. كما أن المنبر عليه دور هام جدًا سواء في الكنيسة أو الجامع لما يتميز به من قدرة علي التأثير في تكوين فكر الشعب ولابد أن تكون له رسالة واضحة نحو ترسيخ قيم المواطنة وأعتقد أنه عندما يلتف الشعب بقواه السياسية حول قضية النهضة والاهتمام بمستقبله وحاضره فإن ذلك يعلي من قيم المواطنة التي تجعل هناك انتماء حقيقيا من الجميع للوطن. وضرب مثالًا على ذلك بحرب 1973 التي لم يكن أحد يتحدث خلالها عن مسلم ومسيحي وتم إعلاء قيمة الوطن فوق كل انتماء كما أن المشروعات القومية الكبرى قديمها وحديثها يتلف حولها الشعب ويجب أن نهتم بتقديم الإيجابيات التي يتساوي فيها الجميع من خلال العمل علي عدد من الخطوط العريضة لتحقيق المواطنة وهي: إعلاء سيادة الوطن وتفعيل القانون وعدم التمييز الإيجابي أو السلبي.
السيد البدوي: المؤتمر أولى اهتمامًا خاصًا بقضية المواطنة
قال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن أهم ما تميز به المؤتمر هو المصارحة التي تمت بين الشباب والرئيس فالشباب لديه طموحات وأفكار ويجب أن يعلم الحقائق الموجودة ومن الجميل أن الرئيس أعلن أنه سيتم إجراء متابعة شهرية للتوصيات التي يخرج بها المؤتمر، وقد أولى المؤتمر اهتمامًا خاصًا بقضية المواطنة في مناقشاته المختلفة. ولا شك أن المواطنة أصبحت واقعًا ملموسًا ولكن الأمر يستلزم نشر الأفكار والقيم الإيجابية والتصدي للأفكار الدخيلة علي مجتمعنا لينصهر الجميع في حب الوطن مصر وهذا دور هام جدًا يجب أن تتضافر فيه مؤسسات الاعلام مع التعليم وأن يتم إجراء إصلاح تعليمي جاد وفوري لمناهج التعليم تؤكد علي هذا المعني كما يجب أن يشارك الأزهر والكنيسة في هذا الأمر. مطالبًا بضرورة إصلاح الخطاب الدين. والاهتمام بالتأثير الذي يمكن أن تقوم به المدرسة والإعلام في تشكيل عقول النشء بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لأن هذه القضية هي قضية وطن بأكمله وليست قضية مؤسسة واحدة.
سوزي ناشد: المؤتمر كشف عن تلاحم كافة أفراد الشعب بكل أشكاله ودياناته
أكدت الدكتورة سوزي ناشد عضو مجلس النواب وأستاذ القانون بجامعة الإسكندرية أن ما رأيناه في هذا المؤتمر كشف عن تلاحم كافة أفراد الشعب بكل أشكاله ودياناته وقد أثبتنا أن الجميع واحد وأن الجميع ينتمي إلى الوطن مصر ولاشك أن كل من شارك في هذا المؤتمر عليه مسئولية تجاه مجتمعه وأن يساهم في نشر تلك القيم التي لمسها وعايشها في هذا المؤتمر. فالكل يذوب في شيء واحد وهو حب مصر وكل واحد تشرف بالحضور عليه واجب والقضية ليست دعوة يظهر بها الشخص أنه مميز سواب من أعضاء مجلس النواب أو الصحافة.. دورنا أن نرسخ هذه القيم في نفوس الشباب وان ننقل لهم دروس كثيرة سمعناها من الشباب واستمتعنا بها واستفدنا منها وأثبت الشباب خلالها أنه لديه دراية بشئون الوطن وهذه ميزة كبيرة.
سوزي ناشد: نريد إلغاء أي معيار في التعامل مع المواطنين
أوضحت الدكتورة سوزي ناشد أن الشباب قادر على الإبداع ويستطيع أن يبتكر ويقود هذه البلد إلى الأمام وعلينا توسيع دائرة ما سمعناه ورأيناه وبهذا نرسخ الموطنة الحقيقية. والمواطنة موجودة.. صحيح أن هناك تمييزًا في بعض الأحيان ونحن نريد إلغاء أي معيار في التعامل مع المواطنين ونؤكد ضرورة أن يعمل الكل من أجل هذا البلد. وهكذا يتم تفعيل المواطنة وتحريكها عندما يكون ولائي كله للبلد والوطن ومصر.وطالبت الدكتورة سوزي ناشد وسائل الإعلام بعدم الالتفات للسلبيات والقيل والقال فالإنسان يجب أن يعمل ما يستطيعه وأن يثبت حبه وولائه للبلد وأن نعود لثوابتنا الأساسية ونتخلى عن أي قيم غريبة ودخيلة علي مجتمعنا.
هالة أبو علي: يجب الاهتمام بالتعليم لترسيخ قيم المواطنة في الأطفال
أكدت الدكتورة هالة أبوعلي عضو مجلس النواب وتؤكد أن هذا الملتقي تميز بجمع عدد كبير من الفئات العمرية والفكرية والنوعية. وهذا يؤكد أنها عندما تكون هناك قضية ما تطرح يلتف حولها الناس بالنقاش. والخلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية. وطالبت "أبو علي" أن يتم الاهتمام بقضية التسامح وقبول الآخر من مرحلة رياض الأطفال الذي وصلت نسبته في مدارس مصر إلى 46% ومن المخطط أن يتم الوصول بهذه النسبة إلى 80% والأطفال هم المستقبل وعندما يتواجدون مع بعضهم البعض من الصغر من خلال نشاطات موحدة لا تكون قائمة علي مسلم ومسيحي فإن الممارسة الفعلية هي التي تجمعنا حول التعليم الموحد. فالتعليم.. ثم التعليم.. ثم التعليم.. هو الذي يقع عليه دور كبير في ترسيخ هذه القيم وأن يتم بث روح الوطن عند الجميع بحيث لا يكون هناك انتماء لأي شيء سوي للوطن وأطالب بالاهتمام بحصة الألعاب الرياضية التي اختفت من كثير من مدارسنا ومادة التربية الوطنية وأن تلعب مراكز الشباب دورًا في التوعية بفكرة قبول الآخر ودمج كافة أفراد المجتمع في إطار واحد.