الأقباط متحدون - تعاطفك وحده مش كفاية
أخر تحديث ٠٠:٢١ | الخميس ٦ يناير ٢٠١١ | ٢٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

تعاطفك وحده مش كفاية

هول مشهد الدماء والأشلاء البشرية المتناثرة في ليلة رأس السنة يجعل القلم عاجز عن التعبير أو الوصف، ولن أتقدم بالعزاء لأسر الضحايا إذ أنه ليس بجرحهم وحدهم بل جرح كل مصري حر شريف لم يفقد إنسانيته بعد.
ولكن بالطبع هناك مَن فقدوا إنسانيتهم ولم يرقوا حتى إلى درجة الحيوانات بل باتوا يضاهون الشيطان في شره، الراقص فرحًا فوق دماء الذبائح البشرية وبحور الدم الملآنة بقطع بشرية!!

ولست هنا لأكتب كما كتب كثيرين عن أسباب المشكلة وطرق حلها ولكن لأصرخ بوجههم كفا كلام وكفا متاجرة بأحزان المتألمين، منذ حدوث الفاجعة بعد دقائق معدودة من العام الجديد، تبارت الفضائيات في تغطية الحدث ونقل صور حية من داخل المذبحة البشرية التي أقيمت، ولم يقف بهم الأمر عند هذا الحد بل ذهب الجميع يبدي رأيه ويدلي بدلوه حول الحدث ، والجميع يكرر كلام كالببغاوات يقال منذ الخمسينيات ولكن دون تحريك ساكن!!
ويقول الخبير أنا شايف أن الحل كذا وآخر مفكر لولبي خطير: والاهي مصر مستهدفة والموساد السبب، وأخرى تسمى مجازًا دكتورة: حقيقي الفاتيكان ورا التفجيرات، وأخرها جهبذ بيقول أن مسيحي قام بكدة عشان المسيحيين عايزين يكسبوا تعاطف الناس؟!!
كل هذه الآراء محض خزعبلات ومردود عليها من طفل صغير،عن أي مؤامرات خارجية تتحدثون؟؟ وعن أي استهداف تعلقون أخطائكوا في وقاحة؟؟ وإلى مَن يقول أنها فعلة نصارى -على حد قوله- لكسب التعاطف، أقول له يا سيد: تعاطفك لوحده مش كفاية، مش هيقدم ولا هيأخر ولا هيحل موقف ولا هيرجع اللي ماتوا –أقصد اتقتلوا-.
يا حضرات السادة الأفاضل أصلحوا الداخل أولاً.
حاسبوا المسئولين الحقيقيين، حاسبوا كل مَن تفوه بكلام يثير حفيظة الرعاع ليقوموا بمظاهرات وإشاعة كلام لا أساس له من الصحة على الكنيسة وقياداتها.

حاسبوا كل مفجر "مفكر" طلع يقول بقين سم في حق الآخر الكافر.
حاسبوا الإعلام الرسمي والفضائيات اللي فتحوا الباب على مصراعيه لرجال الدين مثيري الفتن.
حاسبوا المدرس اللي قال للتلميذ البريء في ابتدائي متسلمش على المسيحي ولا تاكل منه و و و .
حاسبوا الأمن اللي قام بدوره على أكمل وجه في حماية مواطنيين مصريين.
حاسبوا كل منبر ديني خرجت منه سموم تهاجم الآخر.
حاسبوا المتطرفين اللي انتشروا بوسائل المواصلات وبيشتموا في الآخر عيني عينك.
حاسبوا القائمين على أعمال إجرامية ضد مواطنين مصريين وألا يفلتوا من العقاب حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
حاسبوا رجال الدين اللي بيمسحوا عقول الشباب لدخول الجنة والتنعم بملذاتها وإعطاء كاس دم لله ليشرب وينتشي.
حاسبوا اللي وصلوا الشباب لحالة فراغ وانعدام الهدف حتى يلقوا بأنفسهم في أحضان التطرف طمعًا في الحصول على الجنة.
أوقفوا موساد الداخل لنتمكن من مواجهة موساد الخارج الذي تدّعونه.
إلى متى تتكلمون وتتكلمون، توقفوا عن الكلام... بل أخرسوا... أبدأوا بالأفعال والتحرك الإيجابي لإنقاذ مصر الجريحة المأزومة المهزومة.
مصر الآن أشبه بأحد مصابي الإسكندرية بغرفة الإنعاش، تصارع الموت والألم المتغلغل بالأعماق، فلا يكفي أن نقف ونقول لها "معلش يا مصر متزعليش، هتقومي تاني" لكن الحل هو إسعافها والسرعة في مدواتها، هكذا يكون الحل وليس بالطبطبة والكلام اللي لا بيودي ولا بيجيب وبقاله خمسين سنة بيتقال!!!

كفوا عن قول مانشيتات محفوظة، كفوا عن التعاطف بالكلام دون تحرك حقيقي، فليس بالمشاعر وحدها تًحل الأزمات.
كفوا عن تقيبل اللحى، فما علاقة الحدث المأساوي هذا بحفلة التقبيل بين قداسة البابا والشيخ الطيب؟؟؟
لا توجد بينهم مشكلة بالأساس وعليه كفوا عن التقبيل وأجعلوا جرجس ومحمد بالشارع يقبلوا بعض ويتعايشوا.
يا دكتور الطيب ويا دكتور زقزوق: أوقفوا شيوخ الفتنة ودعوا القُبل جانبًا، فتلك القُبل لا تشبع ولا تغني من جوع.
نداء لكل مصري: تعاطفك وحده مش كفاية فلنعمل جميعًا على إصلاح وترميم بقايا الوطن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter