الأقباط متحدون - ترشيد النفاق ، ضرورة
  • ٠٩:١٤
  • الأحد , ٣٠ اكتوبر ٢٠١٦
English version

ترشيد النفاق ، ضرورة

مدحت بشاي

بشائيات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٣٠ اكتوبر ٢٠١٦

مدحت بشاي
مدحت بشاي
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
 
تعليقاً على حدوتة " تلاجة الرئيس" كتبت سيناريست العمل الواحد " لميس جابر" مقالاً مطولاً للدفاع وصد الهجمات الكلامية  التافهة  المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على مقولة الرئيس ، استعرضت فيه الكاتبة تاريخ عائلتها وتعاملهم اليومي مع بياعين اللبن والعيش والخضار ، والتطور الطبيعي في بيتهم من استخدام القلل القناوي وحتى كانت " النملية " اللي ضلفها سلك يسمح بتهوية الأكل ، ووصولا للتلاجة اللي فعلا ــ على حد قولها ــ كان الغرض منها ولمدة طويلة تبريد المياه ، وإنه في تلك الفترة من تاريخ البلاد والعباد كان الناس لاتخزن الأكل وتشتري كميات صغيرة ، وتسترسل الكاتبة في دفاعات ما كان الرئيس السيسي في حاجة إليها ، بل أن مثل تلك الكتابات والمواقف التافهة تجعل من حكاوي تحمل التصيد لعبارات يمكن تحميلها أكثر من معنى ، وكأن مؤسسة الرئاسة قد قامت بتكليف البعض من نخبة النفاق لعمل الواجب ، رغم أن الرئيس كان واضحاً في مقولته عندما أشار أنه ينتسب لعائلة ميسورة أى أنه يشير لأهمية الاعتماد على الذات في بناء الشخصية والمستقبل ، ولا يحتاج إلى دفاع كتائب نفاق مؤذية وفجة ... 
وتكمل السييناريست " جابر" .." لقد أصبح التطاول والاستهزاء نوعاً من التسلية والهزل والبحث عن نكتة وضحكة. لقد بات الفيس بوك مثل الحائط، بإمكانك أن تختفى خلفه ثم تخرج فجأة وتلقى بحجر يصيب من حولك ثم تعود مسرعاً لتختفى ولن يحاسبك أحد، ثم تناشد الرئيس : 
" سيدى الرئيس، لا تتبسّط فى خطابك ولا تصدّق شعورك بالقرب والحب والتوحد، فهناك من يسعد بالتصيد، ويتربص بالكلمات، ويتسلى على حساب الأخلاق والاحترام والأصول للأسف الشديد."
وكان للكاتبة لميس جابر، عضو مجلس النواب "المعينة" من الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مقابلة صحفية قالت فيها أن الثوار في مظاهرات 25 يناير 2011، التي أطاحت بحكم الرئيس محمد حسني مبارك ونظامه ، "قتلوا أنفسهم".وأضافت جابر في حوار لها مع جريدة "الوطن" في الذكرى الخامسة للثورة: "ما حدث في أحداث يناير، سلوك غريب وليست ثورة ، وأضافت لميس: "يناير مؤامرة كاملة الأركان، وأتمنى أن يحذف شهر يناير من العام ويكون أول شهور السنة هو فبراير مباشرة"، وأن أمريكا استغلت الإسلاميين في الوطن العربي لتنفيذ مخطط "سايكس بيكو" الثاني.
أذكر ، وعندما وجد الرئيس خلطاً في تقييم دور وأهمية ثورة 25 يناير ومن يمايزون بينها وبين ثورة يونيه  ، كان واضحاً في رسالته عبر خطابه للأمة بمناسبة الاحتفال بعيدها ، فقال " نحتفل اليوم معا بالذكرى الخامسة لثورة الشعب المصرى فى الخامس والعشرين من يناير، التى ضحى خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم من أجل دفع دماء جديدة فى شرايين مصر،  تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات ، وتؤسس لمصر الجديدة..التى يحيا أبناؤها بكرامة إنسانية فى ظل عدالة اجتماعية تسود ربـوع بـلادنـا.إن أى عمل إنسانى يخضع للتقييم .. وما اعترى تلك الثورة من انحراف عن المسار الذى أراده لها الشعب لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء .. وإنما جاء نتاجا خالصا لمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة .. وأن يستغلوا الزخم الذى أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة.." 
لقد انطلق أمثال تلك الكاتبة يقذفون بنفايات صناديقهم السوداء ( قد يكون بعضها صادقاً أو يبدو ذلك للناظرين الطيبين ) ، وتئتلف شراذمهم ليكتبوا ويتغنوا بأحاديث المؤامرات الخارجية والداخلية ( قد يكون بعضها صادقاً أو يبدو ذلك للناظرين الطيبين أيضاً ) ، ويخرجون من جديد في تجمعات الجراد الرذيل لينالوا من حصاد يناير المدفوع الثمن من عيون الطبيب " أحمد حرارة " ، ونبل وصدق وبراءة الشيخ "عفت" ، وروعة راية " مينا " الفتى الذي ضرب أروع الأمثلة في الفداء والطهارة الثورية ، وغيرهم كثيرون .. مئات الشهداء و أصجاب العاهات خلفتهم تلك الثورة ( قد يكون البعض منهم استجاب لنداهة الشر والغرور فيما بعد ليبيعوا الوطن لمن قرروا الشراء باستخدام كل الحيل ، وهم نفر قليل ينبغى محاسبتهم لو كانوا مازالوا بيننا ، ولم يلحقوا بمن هربوا بمجرد استشعار كشف بشاعاتهم ، ولكن يبقى على الأرض وللأن من قدموا أروع الأمثلة في حب الوطن ، وأبدعوا فنونا و أنماط فنية وثقافية جديدة تم تجاهلها بغير سبب معلوم  ).. 
وعليه ، أطرح علامات الاستفهام التالية لكل هؤلاء :
كيف لنائب في برلمان مابعد ثورة لشعب ثار وحلم بمصر جديدة ودفع مهر ثورته بشكل أبهر الدنيا ، أن يكره حتى شهر الثورة ويطالب باستظراف رذيل حذفه من شهور السنة ، هل تصور هؤلاء رد فعل أهالي الشهداء والمصابين وهم يتابعون تلك الإهانات التي تسفه دور كل من كان في الميادين وصب اللعنات على الثورة وأيامها !!!!
لماذا قبل نواب أعداء يناير دخول البرلمان ــ برلمان يناير ويونيوــ وفق تعريف الدستور الموافق عليه بأغلبية هائلة ، وباعتماد رئيس منتخب ، وجيش عظيم ساند تلك الثورة وأدت قياداته التحية لشهداء ميادين التحرير على هواء تليقزيونات الدنيا ؟!... ألا يخجلون وهم قد أقسموا على دستور يخالفونه وكأنهم قد غادروا مناطق احترام من انتخبوهم وجيشهم ودستور البلاد ورئيسها ؟!!
قالت الست لميس " أنا لساني متبرى منى أصلاً، ولا أستطيع أن أقول إلا ما أنا مقتنعة به، وأي شيء غير مقتنعة به لا أقوله، واحتمال أن السيسي له رؤية فى أن يكسب بعض الشباب اللي مقتنع إن 25 يناير ثورة، وخطاب من فى موقع الرئاسة يكون مختلفاً عنى، ولا يوجد رئيس يمكن أن يتحدث مثلما تتحدث الأغلبية والمعارضة، فلا بد أن يكون خطابه متوازناً." ... يا مجلس النواب ويا مؤسسة الرئاسة تلك العبارة بين قوسين وغيرها كثير لنواب وأعلاميين وكتاب رأي يكررون نفس ذات الادعاءات ، فهل هذا يمكن قبوله من قبيل طرح وجهات النظر ؟!
أخيراً ، هل نعتبر دفاع لميس جابر عبر مقالها الأخير المطول عن الرئيس ضد من تناولوا حدوتة " ثلاجة الرئيس الفاضية " بخيابة وتفاهة هو نوع من رد الجميل لرئيس رشحها ، وأخطأت هي في حق ثورة دافع واعترف بها الرئيس والدستور ؟!