عساسي عبدالحميد
على هامش مؤتمر الشباب المنعقد منذ يومين  بشرم الشيخ قال الرئيس المصري الحاج عب فتاح الفكة أن ثلاجة بيته و طيلة عشر سنوات لم يكن فيها سوى الماء ؛ أي أنه خلال  عشرية كاملة لم يدخل في جوف ثلاجة السيسي لحم أو سمك أو جبن أو فاكهة أو مشروب منعش لذيذ....

(( والله العظيم قعدت 10 سنين وثلاجتي لا يوجد بها سوى المياه فقط ؛ ومحدش سمع صوتي ))

الثلاجة في البيت هي خير وأوضح مؤشر على الوضع المعيشي  الذي يعطي صورة تقريبية للقدرة الشرائية لدى صاحب البيت؛ فمن محتوياتها وشكلها وحجمها يمكننا تلمس الحالة الاقتصادية لصاحبها؛ ما اذا كان من ذوي الشريحة المليونية الواسعة  ذات الدخل المحدود والعائشة على الشظف والكفاف؛ حيث تكون الثلاجة كئيبة وهي مركونة في زاوية المطبخ و قد هرمت واعتلاها الصدأ  وبانت أسلاكها؛ ولن تجد فيها غير الماء كما هي ثلاجة السيسي طيلة عشر سنوات؛وثلاث حبات من الطماطم ومثلهما من البطاطس وربطة بقدونس ملتوية ..

لدى الطبقات المتوسطة قد تجد داخل الثلاجة  من حين لآخر بعضا ما يسد الرمق من لحم وسمك رخيص  وخضروات وفواكه؛ و قد تشكو هي الأخرى من خصاص قد يدوم لأيام ؛ أما المنتمون للطبقة الميسورة و هي القلة القليلة فلديهم  أكثر من ثلاجة من مختلف الأحجام والماركات؛وكلها مملوءة بما لذ وطاب من اللحوم والأسماك والأجبان بأصنافها وألوانها والفواكه الموسمية وغير الموسمية حتى تلك التي تنبت في أدغال افريقيا و أرخبيلات ما وراء البحار كالأناناس والكاكاو والمانجا والكيوي ....

لكن ثلاجة السيسي تحمل صفة الثلاجة العجائبية من دون منازع؛  لأنها وطيلة عشر سنين لم يدخل في جوفها غير الماء؛ الماء فقط  ونظرا لصبر صاحبها و وزهده ووطنيته آثر الا أن لايسمع صوته و يقنع بالماء ...لأنه ليس بالأكل الباذخ يحيى الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ...

بالثلاجة الفارغة الا من الماء استطاع السيسي أن يحصل على منصب رفيع داخل الجيش؛ واستطاع أن يصرف على أبنائه في دراستهم و أن يصير ابنه الأكبر  مسؤولا كبيرا بالرقابة المدنية والثاني بالمخابرات العامة والثالث مهندس بشركة البترول و أن تتخرج ابنته حبوبة باباها  من الأكاديمية البحرية ...

انها فعلا ثلاجة عجائبية ملأها السيسي بالماء فحصل بفضلها وبركتها  أبنائه على وظائف ورتب عالية؛ في حين يمتهن حملة الشواهد العليا بمصر سياقة التوكتوك و بيع الفول المدمس و غسل السيارات والاشتغال في الخردة ...

ثلاجة السيسي هي بمثابة الجرن الذي ملئه السيد المسيح في عرس قانا الجليل فتحول بقدرة قادر وفعل عجائبي  الى خمر معتقة رفيعة تفوق في جودتها ومذاقها نبيذ " ميزون دو لوز " ب بوردو و منطقة شامبان بفرنسا ....

Assassi_64@hotmail.com