الأقباط متحدون | دماء الأبرياء في رقبة مَن؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٠٢ | الثلاثاء ٤ يناير ٢٠١١ | ٢٦ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

دماء الأبرياء في رقبة مَن؟

الثلاثاء ٤ يناير ٢٠١١ - ٠٤: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد عادل عطا
مع أحداث كنيسة القديسين التي سالت خلالها دماء المسلمين قبل المسيحيين حدثت حالة من التوحد بين صفوف المسلمين والمسيحيين وسمعت هتافات يحيا لهلال مع الصليب وتبرع المسلم بدمه لإنقاذ أخيه المسيحي وتوافدت على الإسكندرية كافة طوائف المجتمع المصري من وزراء ورؤساء اللجان النوعية بمجلس الشعب وإعلاميين لتغطية الحدث إعلاميا كما انتقلت قيادات وزارة العدل أيضا إلى الإسكندرية للتحقيق في الحادث .
كل طوائف الشعب استنكرت هذا الحادث الإرهابي القذر الخسيس وكان أول يوم في السنة الميلادية يوم حزن عام على الشعب المصري وسارعت كل الجهات بتقديم العزاء لأسر الضحايا والمصابين.
 وتناولت وسائل الإعلام أن ذلك الحدث الإرهابي هو حادث منظم من خلال جهات خارجية بهدف إشعال الفتنه الطائفية بمصر وأن أسلوب التفجير الانتحاري لا يمكن للجهات الأمنية أن تتوقعه وكأن الضحايا فقدوا أرواحهم بفعل القضاء والقدر .

وأنني لا اتفق مع هذا الفكر وارى أن هناك مسئول عن هذا الحادث المتوقع وهذا المسئول يحمل العديد من الأسماء وأول هذه الأسماء هو (الجوع ) فعندما يجوع الشخص ولا يجد ما يقتات به ويهون على أهل وطنه ولا يجد من يسد جوعه يشعر بعدم الانتماء إلى ذلك الوطن ويتولد لديه إحساس بالرغبة في الانتقام من وطن يحرص فيه الأغنياء على توفير أجود أنواع الغذاء لما يقتنوه من حيوانات ولا يعنيهم ادميا تتمزق أحشائه من الجوع – فإذا توافرت هذه الرغبة في الانتقام يصبح الإنسان صيد سهل لأصحاب الفكر الارهابى ويكون ذلك الإنسان هو المنفذ لتنفيذ اى مخطط ارهابى .
وثاني  هذه الأسماء هو ( الفقر ) فعندما يشعر الأب بعجزه عن الإنفاق على أسرته وسد حاجتها الضرورية يبداء في الانكسار – حينما تطالبه ابنته بمال لشراء كسوه تسترها ويجد نفسه عاجزا عن ذلك ويغمض عينيه عن تلك الكسوة الغالية التي ترتديها ابنته وهى عائدة بعد منتصف الليل أو ذلك الخاتم الذهبي الذي تضعه في يدها وتليفونها المحمول الذي يجاوز إضعاف دخله الشهري – يتولد لديه إحساس بأنه يبيع ابنته فهل أرواح الأبرياء عند ذلك الأب سوف تكون اغلي من شرفه وشرف ابنته – لا اعتقد – ويتحول أيضا ذلك الشخص إلى سيد أكثر سهولة لأصحاب الفكر الارهابى.

وما أن يلوحون له بقدر من المال يستخدمه لاستعادة قوامته على أسرته ينفذ لهم ما يطلبون حتى لو كان ما يطلبونه هو شراء مفرقعات أو تنفيذ مخطط ارهابى.
والاسم الثالث هو ( الحاجه ) فعندما نجد شاب قد انهي تعليمه الجامعي  - بعد أن استدان والده واحني ظهر والدته من العمل لدى الغير أو الخياطة على ماكينة – ولم يجد فرصه عمل ويمتد به العمر ويفقد محبوبته التي تزوجت من احد الأغنياء ويجد زملاء دراسته يتنكرون إليه ويجد أبواب الوسطه مغلقة أمامه – ويشعر بالحاجة والعوز يصبح صيد ثمين لأصحاب الفكر الارهابى – فيستقطبونه ويزوجونه ويبثون سمومهم ويحللون له الحرام ويحرمون له الحلال ويشعرونه بان أدائه لمطالبهم هو عمل عظيم لا يقدر عليه زملائه ممن تنكروا له – فينقاد إلى أصحاب هذا الفكر ويصبح احد منفذي الإعمال الإرهابية .

ذلك المسئول عن الحادث وان اتخذ من أسماء الجوع والفقر والحاجه أسماء له إلا انه له أسماء أخرى كثيرة منها الجهل والإحساس بالمهانة وانتقاص الكرامة وفقد الأمية في التعامل .
ومن هنا أرى أن المسئول عن ذلك الحادث يسكن العشوائيات وبيوت الدعارة يسكن في فئة المهمشين من هذا الوطن تلك الفئة التي صورها فيلم ( إبراهيم الأبيض ) و ( حين ميسرة)من شباب فقد هويته وأصبح قابل لأداء اى عمل مقابل المال قتلت حاجته إلى المال ما تبقى لديه من وازع ديني أو أخلاق – فمن حارب من اجل الحصول على قطعه قماش يستخدمها مرشحي الانتخابات ليصنع منها سروالا ليستر عورته لا يلام على اى فعل بعد ذلك -
فإذا أردنا محاربة الإرهاب وقتله في المهد علينا بمحاربة الجوع والفقر والجهل والدعارة والرشوة والفساد والمحسوبية وعلينا احترام حقوق المواطنة وعدم امتهان الفرد وانتقاص كرامته – واجدنى في النهاية أبكى على أشلاء ضحايا حادث كنيسة القديسين التي سالت دمائهم على أيدي الفقر والجوع.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :