الأقباط متحدون - استشهاد العميد رجائي أسئلة مشروعة
أخر تحديث ٠٧:٣٩ | الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٤ | العدد ٤٠٩٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

استشهاد العميد رجائي أسئلة مشروعة

استشهاد العميد رجائي
استشهاد العميد رجائي

د. مينا ملاك عازر
أنا لا أكتب لأوجع قلب سيادتك من هول ألم زوجة الشهيد ولوعتها ومصابها وفراقها لزوجها، وصدمتها وهي تراه مسجى في دمائه، لا أكتب لأستدر تعاطفك أو أستفز مشاعرك وتغتاظ من هؤلاء القتلة، فكل هذا ليحدث لا يحتاج سطوري ولا لكلماتي لكنني أكتب اليوم لكي ما أثير عاصفة ذهنية في  عقل سيادتك تنقلنا من حالة الحزن التي تعمينا عن التساؤل، وتضعنا في حالة التأمل التي تجبرنا على التفكير.


هل فكرت سيادتك من سرب لهؤلاء القتلة عنوان سيادة العميد؟ وكيف وصلوا لمكانه وراقبوه وعرفوا موعد خروجه من البيت دون أن ينتبه أحد لتلك المراقبة؟ لو أن المنفذين حقاً هم الهاربين لتوهم من سجن المستقبل - وأنا بالمناسبة لا أستبعد هذا مطلقاً- لكن من المؤكد كان هناك من يهيئ لهم الأجواء ويراقب مسرح الجريمة. ومن ثمة، فأين  كان من يحرسون هذا الرجل ذو الرتبة الرفيعة والقيمة السامية؟ هل أدركوا أنه مراقب أم لم يدركوا؟ لو أدركوا ولم يفعلوا شيء فهي مصيبة أما لو لم يدركوا فالمصيبة أعظم، فكيف للمناط لهم حراسة هذه الشخصية أن يكونوا بهذا التراخي الأمني والحس الأمني المتدني.


لماذا دائماً نحن نكتفي برد الفعل؟ ننتظر تفجيرهم حاجز أمني فنقوم بعمليات عسكرية، يهربون من السجون  فنتابعهم متابعة حمقاء، ففي الوقت الذي نظنهم فيه هاربين ينفذون عملية في أدق نقطة في صفوفك، ما يعني أنك مكشوف لهم في حين أنك لا تستطيع أن تكشفهم وتواجههم.


لماذا هم يفكرون خارج الصندوق؟ ونحن لا نفكر أصلاً، لماذا عدالتنا بطيئة حتى تتيح لهم أن يرتعوا في السجون إلى أن يهربوا منها؟ لماذا لدينا خلل في تطبيق القانون حتى يستطيعوا أن يحصلوا على أحكام بالبراءة وأن ينقضوا الأحكام الصادرة ضدهم ؟ لماذا لا نستطيع مجابهتهم في كل نقطة من نقاط الصراع ونتركهم يضربوننا في أدق الأهداف؟ لماذا نبقى نحارب أجسادهم ونرعى أفكارهم؟ فنقتل عشرات منهم فيأتي بدل منهم مئات، لماذا لا يجتمع الجميع على ضرب الفكر والجسد في وقت واحد حتى نتخلص منهم؟ لماذا ذلك التهاون في تأمين بيانات مقاتلي القوات المسلحة؟ وهذا التهاون في تأمين السجون؟ والتراخي في القيام بالأعمال الأمنية، وإلى متى سيبقى الفساد البوابة الملكية لتهريب الإرهابيين وتسريب المعلومات وتخريب البلاد والاقتصاد، وكله تحت سمع وبصر الدولة وبرعايتها في كثير  من الأحيان.


صديقي القارئ، أعتذر لو كنت صادماً قاسياً لكن الحدث يحتاج للمزيد من المواجهة لنصبح قادرين على المجابهة الحقيقية وليس القصف الجوي لمعاقلهم المادية في حين أن مؤسسات الدولة تبيع أفكارهم لتساهم في نشرها لتعوض تنظيماتهم عن خسائرهم المادية في الرجال.


المختصر المفيد نحتاج للجدية في أداء أعمالنا، وإعمال الضمير، واتقاء الله لإبقاء الوطن..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter