الأقباط متحدون - التوحيد والإيمان.. مشترك يجمع اليهودية والإسلام
أخر تحديث ٠٩:٢٣ | الأحد ٢٣ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٣ | العدد ٤٠٩١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

التوحيد والإيمان.. مشترك يجمع اليهودية والإسلام

التوحيد والإيمان.. مشترك يجمع اليهودية والإسلام
التوحيد والإيمان.. مشترك يجمع اليهودية والإسلام

محرر الأقباط متحدون
تتميز الديانتان اليهودية والإسلامية بملامح مشتركة ومتشابهة عديدة، خاصة فيما يتعلق بأركان الإيمان والنظر إلى الإله. ففي كلا الديانتين الرب واحد أحد، لم يلد ولم يولد ولا شريك له. وكلاهما تحرمان رسم أو تجسيد الرب بأي شكل من الأشكال أو عبادة غيره.


وحدانية الرب في القرآن والتوراة
يؤكد القرآن في أكثر من سورة وآية على توحيد الرب وتحريم الشرك به. وخير مثال على وحدانية الإله هو ما جاء في سورة الإخلاص، والتي نصها: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ".


ومثل القرآن يكرس الكتاب المقدس أيضا إصحاحات كثيرة للتأكيد على توحيد الرب والتحذير من الشرك به ومن عبادة الآلهة الكنعانية والمؤابية والإيدومية وغيرها من الآلهة. وجزء من أهم الأوامر المتعلقة بالتوحيد وردت في إطار الوصايا الأربع الأولى من الوصايا العشر، التي أنزلها الرب لبني إسرائيل بيد النبي موسى على جبل سيناء (الخروج 20):


ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً:
أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.


لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.
لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.


تحريم تصوير وتجسيد الرب
يحرم في اليهودية كما في الإسلام، رسم أي صورة تصف الرب أو تجسده، ويشمل هذا التحريم الملائكة أيضا. كما وصدرت على مر العصور فتاوى عديدة تحرم دخول الكنائس العائدة للطوائف المسيحية التي تزين حيطانها برسومات تدعي أنها تصويرأو تجسيد للرب.


وجدير بالذكر أن أهم جزء في الصلاة اليهودية "قراءة شماع" يشمل الإعلان الحاسم بالإيمان بوحدانية الرب، إذ يذكر النبي موسى في سفر التثنية 6: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ".


وتتم تلاوة هذه الفقرة 3 مرات يوميا تعبيرا عن أهمية توحيد الرب في اليهودية، وهي مثل الجزء الأول من الشهادة الإسلامية التي تنص على أن "لا إله إلا الله". ويمكن مقارنة أهمية الشهادة في الإسلام بأهمية
ما جاء في سفر التثنية 6.


أسماء وصفات الرب
في الإسلام هناك 99 إسما وصفة للرب تعرف بـ "أسماء الله الحسنى". في حين أن اليهودية لا تحدد عدد تلك الصفات. لكن هناك الكثير من الأسماء والصفات المشتركة أو المتشابهة للرب في الديانتين، منها:


الرحيم – راحوم، الجبار – هاجيبور، المحيي والمميت – ميميت وميحايي، مالك الملك – ميلخ ملخي هاملاخيم.


كما أن هناك مصطلحات موازية بينهما مثل: الأول والآخر (ريشون في أحارون)، الكبير (هاجادول)، الخالق (بوري عولام).


إضافة لذلك هناك فقرة مهمة جدا بالنسبة لليهودية في الكتاب المقدس تصف صلاة الاستغفار التي أداها النبي موسى بعد أن خطّأ بني إسرائيل بعبادة العجل الذهبي (سفر الخروج 34): فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ (قدام موسى)، وَنَادَى...: الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً..."


تعتبر هذه الفقرة من أهم آيات الكتاب المقدس وتسمى بـ "فضائل الرب الـ 13". وتتم تلاوة هذه الفقرة في إطار صلوات الاستغفار، خاصة في أيام شهر أيلول (شهر الرحمة والاستغفار) كما في الصلوات اليومية أيضا. وترى اليهودية بهذه الكلمات صفات الرب الأساسية كما شاهدها النبي موسى مباشرة.


أركان الإيمان اليهودي
الحاخام موشيه بن ميمون (موسى بن ميمون) كان أحد أبرز الأحبار والفلاسفة والمفكرين بل وحتى الأطباء اليهود. عاش في الأندلس ومصر وأرض إسرائيل في القرن الثاني عشر. وكان الحاخام بن ميمون والذي يسمى اختصارا "رمبم" من أكبر المتعلمين اليهود، حيث احتل مرتبة مهمة جدا بين من وضعوا الفلسفة اليهودية الحديثة. وقد تأثر رمبم بالفلاسفة المسلمين في العصور الوسطى وخاصة بالمفكر والفيلسوف والطبيب المسلم ابن سينا من القرن العاشر الميلادي.


حدد بن ميمون ثلاثة عشر ركنا أساسيا للإيمان اليهودي، يجب التمسك بها:
- الرب موجود وهو خالق كل شيء.
- الرب واحد أحد.
- الرب ليس جسما.
- الرب هو القديم والكون تأسس منه.
- الرب هو الوحيد الذي يجب أن يعبده الانسان.
- النبوة قائمة والرب يقدر على التحدث مع الناس.


- النبي موسى أكبر أنبياء التاريخ، فهو كان الوحيد الذي تنبأ مباشرة بلا ضعف وبحال اليقظة الكاملة
وكلما رغب في ذلك.


- أسفار التوراة الخمسة أسفار سماوية جاءت كلها من الرب.
- التوراة لن يتغير أبدا.
- الرب يعلم أعمال المخلوقات كلها ويهتم بها.
- الرب يضمن الثواب والعقاب لمن يستحقها.
- مجيء المسيح من نسل الملك داود في يوم من الأيام.
- قيامة الموتى في الآخرة.


قبلت أغلبية الفرق اليهودية هذه الأركان معتبرة إياها أهم ملامح الإيمان اليهودي. وانتشرت بشكل واسع جدا حتى أصبحت على مر العصور ترنيمة دينية مشهورة ومحبوبة ترنَّم في الكنس أيام السبت، وخاصة من قبل الأطفال.


ولا داعي للتعمق بهذا البند لكي نلاحظ كم تشمل من المشترك مع ديانات أخرى، خاصة الإسلام الذي يؤكد على أغلبية هذه الأركان. إذ أن أركان الإيمان في الإسلام هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقضاء والقدر خيره وشره.


وبهذا نرى أن المشترك بين الإيمان والمبادئ والتعاليم في الديانتين اليهودية والإسلامية أكبر مما قد يعتقده المرء.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter