قال الإخوانى عصام العريان فى حوار تليفزيونى إن دعوة الإخوان والجماعة الإسلامية فى الجامعة للحجاب كان همهم الأول وجسرهم المهم للتسلل والعبور إلى العقل المصرى واختراقه والسيطرة عليه، كان هذا الرمز لديهم هو حربهم الأولى التى يراق على جوانبها الدم، وهم كانوا خبثاء فى التركيز على هذه النقطة التى نجحوا فيها وفى خلال سنوات قليلة استطاعوا نشر فكرتهم وإقناع نساء مصر بأن حجابهن هو أساس دينهن وأنه فريضة سادسة، وسر اختيارهم اللئيم للحجاب كمعركة أولى وحاسمة كان أولاً لأنه رمز سريع فى الشارع لانتصار فكرتهم لكن أى موضوع آخر كنشر الاقتصاد الإسلامى أو منع فوائد البنوك أو إلغاء قوانين التقاضى التى يعتبرونها وضعية.. إلخ، كل هذا سيستغرق وقتاً طويلاً ولن تظهر سطوتهم وبشائر نجاحهم فيه بحسم وبإعلان يومى متحرك مثلما حدث مع معركتهم لفرض الحجاب، ثانياً لأنه من السهل ببعض كتب وبرامج ولافتات وكتابات على الحائط من قبيل الحجاب قبل الحساب، كلها تعد بعذاب وشد من الشعر وإلقاء فى السعير سبعين خريفاً لمجرد إظهار خصلة شعر.. إلخ، كل هذا يجعل من السهل السيطرة على النساء بزرع إحساس الخوف والذنب والرعب من المصير المنتظر للسافرة وبذلك يضمنون الانتصار السريع السهل المضمون، هذا ما يفسر لنا معركة فرض الحجاب على طالبات المدارس التى يخوضها الآن فلول وبقايا الإخوان فى وزارة التربية والتعليم، وهى الوزارة التى تضم أكبر عدد من الإخوان والسلفيين فى كل المؤسسات والهيئات المصرية،
مما يجعلنا نطلق عليها وزارة تورا بورا للتربية والتحجيب!! معركة هى طبق الأصل من معركتهم فى السبعينات ولكن مع اختلاف فى التفاصيل والمرحلة السنية، هذه المعركة لا بد أن ننتبه لها وألا نجعلها تمر مرور الكرام بطناش الدولة وتراخيها بحجة أن أمامها مهام أكثر خطورة من محاسبة مدرسات ونظار ووكلاء وزارة تعليم على فرضهم للحجاب، والسؤال من نصّب هؤلاء وصايا على الأخلاق والدين؟! من الذى منح تلك المدرسة مهمة توزيع صكوك الغفران؟! من الذى سمح لتلك الناظرة أو هذا المدير أو الوكيل بافتتاح بوتيك لبيع قطع غيار الفضيلة واحتكار سوقها وسمسرتها؟! لا تعلموا البنات النفاق الاجتماعى منذ نعومة أظافرهن، المشهد المزمن الراكور الذى نراه مع خروج البنات من المدارس وخلع بعضهن للحجاب فى الشارع بمجرد الخروج من الفصل!!
هو مشهد يلخص حالة الفصام المصرية بدقة، إرسال رسائل نفسية إلى البنت أن الأخلاق تختزل فى قطعة قماش، رسائل بأنك الأفضل والأكثر عفة وأن السافرة التى يداعب الهواء الفاسق شعرها النجس هى أقل منك تديناً وأنها ستشوى فى نار جهنم وستجذب إن شاء الله من تلك الخصلات وتهوى سبعين خريفاً فى سعير لا تهدأ ألسنة اللهب فيه!! هذا المشهد من الباربكيو البشرى الذى ستتعرض له زميلتها السافرة الجالسة إلى جانبها والتى برغم أخلاقها وذكائها وتعاونها إلا أنها قد صدر عليها فرمان الوزارة وبالطبع فرمان المجتمع بأنها إلى جهنم وبئس المصير وبأنها مشروع عاهرة مؤجل ينتظر ختم الفتوى!! وزارة التربية والتعليم مهمتها أن تقدم لنا العلم وليست مهمتها أن تدخلنا الجنة وتوصلنا إلى الفردوس عبر حجاب أو من خلال خمار.
نقلا عن الوطن