" السارق لا يأتي الا ليسرق ويذبح ويهلك.واما انا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل."

يوحنا 10: 10

بل ان الانسان السوي يدرك ذلك جيداً ولذلك نجد الشاعر المهجري الياس فرحات في احدي قصائدة الرائعة  يدعو جميع الناس من كل الالوان والاشكال والاديان ان يدعوا ويتركوا كل  الاختلافات جانباً ويكون الاساس في التعامل هو احترام حق الغير:-

فيم التقاطع والأوطان تجمعنـــا           قم نغسل القلب مما فيه من وضـر.

ما دمت محترمـا حقي فأنت أخي      آمنت بالله أم آمنت بالحجــــر.

ونجد الشاعر الكبير رمزي بشارة يقول هذا المعني مجدداً في الترنيمة الرائعة " عشان ساكتين " والتي  يطلب فيها ان ننظر لبعضنا البعض كأخوة في الانسانية وليس الي شئ اخر سواء اكان الدين ام اللون اوالجنس فيكفي اننا شركاء في الانسانية وكلنا بشر وبني ادمين بحسب تعبيرة :-

بنصليلكم تعيشـــــــــــــــوا بمحبَّه زيِّنا  وتدوقوا من حنــــــــــــــــــان وطيبة ربِّنا

مايهمش إحنا مين مايهمش إنتوا مين وكفايه إن إحنا وإنتوا بشر وبنى آدمين

وضرورى تخلوا بالكوا ... صَحيح إحنا سِكتنالكوا...لكن لينا رَب عظيم بيحارب عَنِّنا

ولكن عفواً وعذراً لكل القراء الاحباء ، فقد كنت انوي ان اهنئكم بالعام الجديد بالطريقة الطبيعية المعتادة ولكن بسبب العمل الاجرامي الخسيس ومذبحة الاسكندرية النكراء ، لم استطع ان استمر في كتابة المقال الخاص بالتهنئة !! فكيف اهنئكم بالعام الجديد وقلبي يعتصر بداخلي من الحزن والالم ؟ كيف اهنئكم بالعام الجديد ودموعي تسبق كلماتي؟ كيف استطيع ان اهنئكم اخوتي وهناك اخوة لنا واخوات ، اباء وامهات ، اطفال صغار في عمر الزهور يتم قتلهم وذبحهم امام وداخل الكنيسة في اثناء صلاتهم من اجل السلام والمحبة ، وهم يستعدون لاستقبال عام جديد راجين من الرب ان يكون سعيداً علي الجميع !! ماذنب هؤلاء الابرياء ؟ وما هي جريمتهم التي يستحقون القتل بسببها ؟ هل كل جريمتهم انهم مسيحين؟ لوكانت هذة تهمة من وجهة نظر الارهابيين فنحن نفتخر بها ونتشرف ونصر عليها ونتمسك بها ، امتياز عظيم لنا ان يدعي علينا اسم المسيح والعار كل العار هو الابتعاد عنة ، فهو الهنا المحب ، ابونا السماوي ، مصدر كل خير وجود وبركة ونعمة ، احساناتة ومراحمة لا تعد ولاتحصي جديدة هي في كل صباح ، هو شمس البر والشفاء تحت اجنحتها ، هو النصيب الصالح ، هو الطريق والحق والحياة.

البر يرفع شان الامة وعار الشعوب الخطية.

امثال 14 : 34

الي الاباء والامهات ، الاخوة والاخوات الشهداء الاطهار : نثق انكم الان في مكان افضل ، نثق انكم تشعرون بالفرح والسعادة لان مع المسيح ذاك افضل جداً ، لانكم تركتم العالم الفاني باوجاعة وقسوتة وحروبة وظلامة وكراهيتة واضطرابة وانتقلتم الي مكان الراحة والهدوء والسلام  والفرح والعزاء والسعادة الابدية الدائمة ، نثق انكم فرحين بوجودكم مع من سبقوكم من الشهداء والقديسين والابرار ، نثق انكم تحبوننا وتصلون لاجلنا .

الي الاباء والامهات ، الاخوة والاخوات المصابين والجرحي : نشعر بالامكم ومعاناتكم ، نحس بكم ونتألم معكم ، ونصلي ان يتمم الرب الشفاء لكم جميعاً ، كما نثق انكم فرحين لانكم نلتم شرف الاضطهاد علي اسم المسيح !

الي الاباء والامهات ، الاخوة والاخوات اهالي الشهداء والمصابين قلوبنا معكم ونشعر بما تشعرون ، عيوننا تدمع وقلوبنا تدمي وتتألم كما انتم ايضاً ، فنحن وانتم جسد واحد ، نحس بكم ونصلي من اجلكم ، نرفع قلوبنا واعيننا نحو الرب طالبين ان يعزينا ويعزيكم ان يسندنا ويسندكم ، يباركنا ويبارككم ، يقوينا ويقويكم ، يصبرنا ويصبركم ، يحمينا ويحميكم ، يسكب بروحة القدوس العزاء السماوي ليغمر قلوبنا وقلوبكم.  

هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر.

رومية 12 : 5

 

فاننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لاننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد.

كورنثوس الاولي 10: 17

لانه كما ان الجسد هو واحد وله اعضاء كثيرة وكل اعضاء الجسد الواحد اذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح ايضا.

كورنثوس الاولي 12 : 12

لاننا جميعنا بروح واحد ايضا اعتمدنا الى جسد واحد يهودا كنا ام يونانيين عبيدا ام احرارا وجميعنا سقينا روحا واحدا.

كورنثوس الاولي 12 : 13

 

من يضعف وانا لا اضعف.من يعثر وانا لا التهب.

كورنثوس الثانية 11 : 29

 

كما علمنا الكتاب المقدس ايضاً ان نشارك بعضنا البعض الافراح وايضاً الاحزان حينما ذكر الوحي المقدس علي لسان بولس الرسول :

 فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين.

رومية 12 : 15

حليم اسكندر