بقلم: هاني الجزيري
يامصر فى نهاية هذه السنة وبداية السنة القادمة أطلب منك أن تسامحينى
سامحينى لأنى اخطأت فى حقك ولم أقم بواجباتى كاملة تجاهك
سامحينى لأنى لم أبذل الجهد المطلوب لتكونى درة البلاد وأم الدنيا
سامحينى لأنى بعفوية أو قولى بجهل أسأت إليكى ولم احافظ على مظهرك الجميل فأنتى ياحبيبتى والذى يعتبرك كل العالم متحفاً مفتوح يتوق إليه كل البشر . أهملت شوارعك وميادينك وملأتها بالعربات حتى أن زائرك يجد صعوبة فى الوصول إلى مزاراتك التى لايوجد لها مثيل فى أى مكان .
سامحينى لأنى جعلت من طرقك السريعة شبكات لإصطياد الناس إلى الموت ولم أحاول الإرتقاء بقائدى الحافلات وإختيارهم على وضع مهنى وتعليمى عالى حتى أنكى أصبحتى فى مقدمة بلاد العالم فى حوادث الطرق . وعدد القتلى على طرقك فاق عدد من فقدناهم فى حروب ماضية .
سامحينى لأننى لم أدافع عنكى ضد المتشددين والمتطرفين والأحاديين الذين يرفضون الآخر . ويستكثرون على مصر أن تجمع بين أبناءها أكبر ديانتين وجدتا على الأرض . ورفضوا شرف وجود الكنيسةالقبطية أم الكنائس فى العالم بجوار الأزهر أكبر منارة إسلامية فى العالم .
سامحينى لأنى لم أقف ضد التطرف الذى يحصد شباب فى عمر الزهور ويترك جراح صعب نسيانها
سامحينى لأنى تركتك تحزنى على أولادك وهم يرفضون بعضهم البعض . بعد أن كنتى على مر العصور رمزا ًللتسامح والمحبة . فأصبحنا نقاطع جيراننا ونتلاشاهم ونتنافر معهم . ووصل الأمر بنا أن نكفرهم . تحت زعم أننا متدينيين .
سامحينى لأنى لم أستطع ان أمنع جريمة نجع حمادى وتركتك تبكين على اولادك
سامحينى لأنى لم أطلب القصاص بعد من قاتلى شهداء العمرانية وحاربتهم فقط على صفحات الجرائد
سامحينى لأننا تركنا العقل وإتبعنا بعض المتخلفين الذين يحاولون ان يكرهونا فى دنيتنا ويحاولون إغراءنا بآخرتنا كى ننفذ مخططاتهم وننصت إلى تعاليمهم المتطرفة
سامحينى لأنى لم أحارب الجهلاء الذين يرفضون الحياه ويعشقون الموت . والذين هم فى الأصل . يميتونا لكى يحيوا هم .
سامحينى لأنى لم أحارب بالقدر الكافى من يحاولون طمس هويتك النادرة
سامحينى لأنى لم أمنع من يحاولوا تغيير عاداتنا وطباعنا بعادات متخلفة لاتليق بنا .
سامحينى لأنى تركت الفساد يعبث بمقدراتك وثرواتك ولم أقاومه بالقدر الكافى
سامحينى لأنى لم أستطع مقاومة التزوير الذى يحدث أمام عينى وأرفضه ولكنى لم أمنعه
سامحينى لأنى لم أحافظ على زراعتك وصناعتك وثرواتك .
سامحينى لأنى لم أحفظ خيراتك التى وهبتها لكى الطبيعة وتركتها للأهمال والفوضى
سامحينى لأنى لم احافظ على نيلك ومياهك حتى انى أفتقدها الآن .
سامحينى لأنى لم أسعى جيداً لنهضتك وتفوقك وتركت بلاد صغيرة تتخطاكى وتتعداكى
سامحينى لأنى لم احافظ على ريادتك وقيادتك وتقدمك .
سامحينى لأنى أستمعت إلى اغانى هابطة رغم أنكى علمتينى أسمى المعانى
سامحينى لأنى أنصت لألحان سوقية وأنتى صاحبة أرق النغمات .
سامحينى لأن لم أحافظ عليكى كأنظف وأرقى وأنقى وأجمل بلاد العالم
سامحينى لأنك تعلمين ورغم كل مساوئى وتخاذلى أنى أحبك ولكنى لم ادافع عن هذا الحب بالقدر الذى تستحقه حبيبتى .
سامحينى يامصر