تعتبر مخطوطات وادي القمران واحدة من أعظم وأهم الاكتشافات الأثرية التي حدثت في القرن العشرين ؛ فلقد كشفت عن قدم وأصالة الكتاب المقدس في عهده القديم . ولقد قام مجموعة من علماء الآثار والكيمياء واللغات والخطوط بدرسة هذه المخطوطات ووصلوا إلي نتيجة واحدة هي صحة كل ما جاء في العهد القديم من معلومات في أدق التفاصيل .وترجع قصة اكتشاف مخطوطات وادي القمران الي ربيع عام 1947 ؛ حيث كان أحد البدو ويدعي "محمد الديب " يرعي قطيعا من الماعز ؛فتاهت منه أحداها فأخذ يبحث عنها ؛ وفيما هو يبحث عنها ؛قذف أحد الكهوف بحجر علها تكون مختبأة داخله ؛فسمع صوت فخار يتحطم ؛فأطل برأسه داخل الكهف فوجده مملؤا جرارا ؛ فأهتم بإستخراج بعض ما تبقي من هذه الجرار سليما ؛فأكتشف أنها تحوي في داخلها أوراقا قديمة ؛فقام ببيعها إلي أحد تجار التحف ويدعي"المعلم اسكندر خليل الشهير بكاندو " . فشعر أن هذه الأوراق قد يكون لها بعض الأهمية فأهتم بعرضها علي مطران السريان الأرثوذكس وقتها ويدعي "أثناسيوس يشوع صموئيل " ولما كان المطران لا يجيد اللغة العبرية ؛قام بعرضها علي البروفيسر سوكينيك أستاذ الأثار العبرية في القدس ؛فأكد أن هذه هي محتويات سفر أشعياء وأنها ذات أهمية بالغة ؛ثم رفع الأمر الي المدرسة الأمريكية للبحوث الشرقية American School of Oriental Research ؛ وقام بفحصها الدكتور وليم اولبرايت ( 1891- 1971 ) عميد علماء الآثار الكتابية المعروف بجامعة جون هوبكنز( وهو يعتبر واحدا من أهم مؤسسي علم آثار الكتاب المقدس Biblical Archeology ) ؛ فكتب عنها تقريرا بتاريخ 15 مارس 1947 قال فيه " تهاني القلبية علي اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث . يا له من اكتشاف مذهل ! لا يمكن أن يوجد ظل شك في العالم كله في أصالة هذه المخطوطة إنه أعظم إكتشاف لمخطوطات قديمة في العصر الحديث" . وقال أنه ترجع إلي حوالي عام 100 ق . م " . " وأمر بتشكيل لجنة رسمية مكونة كل من مستر جورج هاردنج مدير دائرة الآثار الفلسطينية ؛ والأب رولان دي فو الدومنيكاني مدير معهد أبحاث الكتاب المقدس في القدس والمعروف بأسم المدرسة التوراتية . ولقد أكدوا أصالة وأهمية هذه الإكتشافات . ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل رفعوا الأمر إلي مجموعة أخري من العلماء العظام ؛فتشكل فريق علمي مكون من الآتي أسمائهم :- 

1-د سيكهان أستاذ في جامعة واشنطون .

2-الدكتور كروس الأستاذ في جامعة شيكاغو .

3- الدكتور أليجرو الأستاذ في جامعة مانشتسر .

4- الدكتور ستاركي من مركز الأبحاث العلمية في باريس .

5- الدكتور شتروجنل الأستاذ في جامعة أكسفورد . 

6- الدكتور هانزنجر الأستاذ في جامعة جونتجن في ألمانيا . 

7- الدكتور ميليك الأستاذ في مركز الأبحاث العلمية في باريس . 

ولقد ظهرت نتيجة أبحاثهم في مجلد ضخم صدر عن جامعة اكسفورد بعنوان " اكتشافات في صحراء اليهودية Discoveries in the Judean Disserts " . ولقد أنتهت نتيجة أبحاثهم أن هذه المخطوطات ترجع إلي فترة تاريخية تمتد من نحو سنة 250 ق.م حتي عام 68م . وفيما يلي قائمة بمحتويات وعدد المخطوطات التي تم العثور عليها بعد فحص وجرد محتويات أحدي عشر كهفا من كهوف منطقة وادي القمران خلال الفترة من (1947- 1956 ) وذلك طبقا لإحصائية جامعة أكسفورد والتي وردت في هذا المجلد السابق ذكره .

مسلسل أسم السفر عدد المخطوطات المكتشفة 

1 سفر التكوين 15 مخطوطة

2 سفر الخروج 5 مخطوطات

3 سفر اللاويين 8 مخطوطات 

4 سفر التثنية 25 مخطوطة 

5 سفر يشوع 2 مخطوطة 

6 سفر القضاة 3 مخطوطات

7 سفر راعوث 4 مخطوطات

8 سفري صموئيل الأول والثاني 4 مخطوطات 

9- سفري الملوك الأول والثاني 4 مخطوطات 

10- سفري الأخبار الأيام 1 مخطوطة 

11- سفر عزرا 1 مخطوطة 

12- سفر نحميا 1 مخطوطة 

13- سفر أيوب 4 مخطوطات 

14- سفر المزامير 27 مخطوطة 

15- سفر الأمثال 2 مخطوطة 

16- سفر الجامعة 2 مخطوطة 

17- سفر نشيد الأنشاد 4 مخطوطات 

18- سفر أشعياء 18 مخطوطة 

19- سفر حزقيال 6 مخطوطات 

20- سفر دانيال 8 مخطوطات 

21- أسفار الأنبياء الصغار 8 مخطوطات

 

وترجع ملكية هذه الخطوطات إلي مجموعة عرفت في كتب التاريخ ب"نساك وادي القمران " أو الأسينيون " وهي جماعة من النساك تكونت في القرنين الاخيرين قبل الميلاد . أما من هم ؟ وما هي قصتهم ؟ ولماذا وجدت هذه المخطوطات في كهوفهم ؟ فهذا يحتاج إلي مقال آخر مستقل . 

نشرت بمجلة الكلمة عدد شهر أكتوبر 2016