الأقباط متحدون - انزل عن الصليب
  • ١٠:٥٧
  • السبت , ١٥ اكتوبر ٢٠١٦
English version

انزل عن الصليب

سامية عياد

مع الكرازة

٥٤: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٥ اكتوبر ٢٠١٦

الأنبا يوسف أسقف تكساس
الأنبا يوسف أسقف تكساس

عرض/ سامية عياد
دعوة وجهت مرتين للسيد المسيح للتخلى عن الصليب والنزول منه ، دعوة غلفت بالاستهزاء والتحدى أتت من المجتازون مرة ومن رؤساء الكهنة مرة أخرى ، تجربة قد يتعرض لها الإنسان المسيحى ...

نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "انزل عن الصليب" حدثنا عن تجربة التخلى عن الصليب التى لابد وأن يتعرض لها الإنسان المسيحى مثلما تعرض لها المسيح وهو معلق على عود الصليب مرة من المجتازون بخصوص بنوته لله إذ قيل له "إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب !" ومرة من رؤساء الكهنة بخصوص كونه ملكا لإسرائيل إذ قيل له "إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به!" ، هذه الدعوة هى صوت الإنسان العتيق داخلنا مقاوما الباب الضيق "انزل عن الصليب" هو شعار الذات التى تريد التحرر من نير الوصية ، هو صوت العالم الذى يدعونا الى الباب الواسع ، هى دعوة عدو الخير ذاته للتخلى عن الجهاد ، هى دعوة أقرب المقربين الأبناء ، الأهل أو الأخوة للتخلى عن الكمال المسيحى الذى يرضى الرب كما فعلت زوجة أيوب التى قالت له "أنت متمسك بعد بكمالك؟" ، وكما فعل أقرباء يسوع معه عندما "خرجوا ليمسكوه ، لأنهم قالوا : إنه مختل!" .

من محبة الرب إنه يعلم ضعف الإنسان ويعلم أن قبوله للألم هو عمل يفوق طبيعته الساقطة بالتالى يدبر الله حياته بطريقة تجعله مسمر على الصليب بحيث لا ينزل عنه فلا يفقد خلاصه وأبديته "لأن الذى يحبه الرب يؤدبه ، ويجلد كل ابن " ، ما يحيط حول الإنسان من امراض وحوادث وكوارث طبيعية وحروب وما الى ذلك من أمور يضطر الإنسان الخضوع لها بدون إرادته لكنها تصير له ضمانا لدخول الملكوت إن قبلها بشكر .

الإلم يزيدنا صمود وتمسك بالصليب مهما كان درجته ، الألم سلاح للكف عن الخطية والتأهيل لمعاينة ملكوته ..