الصدفة لا تصنع العظماء وإنما القدر الذي كُتب على جبينهم يفعل ذلك. ثمة أناس قدر لهم أن يكونوا مختلفين، خُلِقوا ليُحفر اسمهم مُخلَّدًا في التاريخ، وكلما صعب الطريق الذي سلكوه إلى ذلك، كلما استحقوا بجدارة ما وصلوا إليه في نهايته.
ملكة صنعت أسطورتها متحدية الكثير من العقبات: ظروف قاسية، وعادات مجتمع بدا الطريق الذي اختارته غريبًا عليه، وحروب تخر أمامها الجبار، ولكنها من بين كل هذا خرجت أصلب مما تمكنت أي فنانة غيرها أن تفعل.
كانت طفلة بعمر الثانية عشر، كلما ذهبت إلى إحدى حفلات الزفاف تتحسس طريقها بخجل نحو المجهر. وبصوت يكاد يُسمع تردد "أريد أن أغني". كأن شيئًا خفيًا كان يدفعها إلى فعل التصرف ذاته في كل مرة.
إنها ميثاء علي بن هزيم الشامسي، التي ولدت في 13 فبراير/ شباط 1969 في أبو ظبي، لأب إماراتي كان فنانًا شعبيًّا وأم إماراتية، درست الشريعة الإسلامية في جامعة دبي، ولكنّها لم تكمل دراستها بسبب حلمها باحتراف الغناء
كشفت أحلام من خلال حوار سابق معها أن اسم أحلام جاء نزولا على رغبة والدها الذي أراد تقديم الشكر لممرضة مصرية تدعى أحلام أنقذت ابنته من الموت أثناء طفولتها فأطلق على ابنته اسمها.
فقدت أحلام والدها بعمر الثالثة والعشرين ووجدت نفسها مضطرة أن تكون مسؤولة عن أشقائها الأحد عشر، بالرغم من أنها لم تكن أكبرهم، فكانت أحلام الثالثة بين أشقائها بعد شقيقتيها فجر وسارة.
درست أحلام الشريعة الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية، وبعد وفاة والدها اضطرت إلى العمل، وكان أول عمل حصلت عليه أثناء الجامعة هو معلمة للقرآن الكريم في حضانة للأطفال، وذلك لأنها كانت تجيد ترتيل القرآن، وكان راتبها آنذاك 1500 درهم، وهو أول راتب حصلت عليه، بالإضافة إلى راتب كانت تمنحها إياه الجامعة نظير تفوقها الدراسي، وكان حينها 500 درهم.
بعدما تخطت أحلام سنوات المراهقة أصبحت أثناء الجامعة أكثر يقينًا من تلك الرغبة التي تدفعها نحو طريق واحد وهو احتراف الغناء، ومع ذلك اليقين بدأت عيونها تكتشف العقبات الكبيرة التي يعج بها ذلك الطريق.
روت أحلام في حوار سابق لها، مستعيدة ذكريات تلك الفترة قائلة: حاولت على مدار ثلاث سنوات اقناع أمي أن أحترف الغناء، وكان الأمر صعبًا بالطبع.
تابعت: اكتشف أخي محمد بالصدفة أنني بدأت الغناء، كاد يقتلني حينها، وقد هددني بذلك بالفعل، لذلك تركت أهلي في الامارات وتوجهت إلى الكويت لأقيم عند أقرباي لفترة حتى تهدأ الأوضاع مع أخي.
تعد أحلام الشامسي اليوم إحدى أكثر الفنانات في الشرق الأوسط ثراءً وأعلاهنّ أجراً حسب مجلّة "أرب بيزنيس"
تزوجت أحلام عام 2003 من نجم الرالي القطري مبارك الهاجري، ولها منه ثلاثة أولاد، فاهد من مواليد 2004، فاطمة من مواليد 2008، ولولوة من مواليد عام 2010.
معظم ألبومات أحلام من إنتاج شركة فنون الإمارات، التي أنتجت ألبومها الأول عام 1995بعنوان "أحبك موت"، ثم توالت الألبومات، في عام 1969 "مع السلامة"، 1997 "كيف أرضي"، 1998 "ما يصح إلا الصحيح"، 1999 "طبيعي"، 2000 "مختلف"، 2001 "لعلمك بس"، 2003 "أحسن"، 2006 "الثقل صنعة"، 2009 "هذا أنا"، 2013 "موعدك".
ارتبط اسم أحلام بالمهرجانات الغنائية الخليجية والعربية، ففي الخليج شاركت أحلام في جميع المهرجانات، مثل "هلا فبراير"، "ليالي فبراير" في دولة الكويت، كما شاركت في مهرجان الأغنية العربية في قطر، كما حلت ضيفة على مهرجان التسوق في دبي "مهرجان ليالي دبي"، إضافة لمهرجانات مسقط، وخريف صلالة في سلطنة عمان، عدا عن المشاركات في مهرجانات البحرين.
أما على مستوى الوطن العربي، فقد شاركت في مهرجانات جرش للثقافة والفنون في الأردن، كما شاركت كأول فنانة عربية تغني في مهرجان فلسطين، إضافة لسوريا، ليبيا، الجزائر، المغرب، لبنان، مصر، تونس، كما شاركت في مهرجان اليونيسكو، ومهرجان الليدو في فرنسا، إضافة لمهرجان في واشنطن أمريكا، ومهرجانات عديدة في لندن.
كما شاركت في البرنامج الغنائي لاكتشاف المواهب "Arab Idol" "محبوب العرب" على شاشة MBC، كعضوة في لجنة التحكيم، وقد تميزت بعفويتها وشخصيتها القوية، وآرائها الصريحة، كما لفتت النظر بأزيائها ومجوهراتها، خاصة حين أطلت في الحلقة النهائية من الموسم الأول عام 2012 بفستان مرصع بالماس.
لقبت أحلام بعدة ألقاب خلال مشوارها الفني كان أهمهم لقب الملكة ولقب فنانة العرب ولقب فنانة الخليج الأولى الذي لقبها به الفنان محمد عبده.
انتقدها البعض بسبب ادعائهم بأنها قامت بتشبيه نفسها بكوكب الشرق أم كلثوم، ولكنها في لقاء تليفزيوني معها من خلال برنامج "المتاهة" كشفت أنها لم تشبه نفسها بأم كلثوم ولا يمكن لاحد أن يشبه أم كلثوم، ولا يمكن لأحد ان يشبه إلا نفسه فهي أحلام.