د. رافت فهيم جندي
الانتخابات الامريكية اهم انتخابات في العالم فليس هناك دولة متداخلة ومؤثرة في العالم مثل أمريكا وفى أي حدث عالمي سواء حلو ام مر نبحث عن التدخل الأمريكي، ولهذا فالانتخابات الامريكية يتابعها العالم كله، وبينما يركز الامريكان على اقتصادهم يركز باقي العالم على السياسة الخارجية وأيضا الاقتصاد الأمريكي المؤثر في العالم والتنافس هذه المرة به عوامل غير مسبوقة، منها انها اول سيده تصل لهذه الدرجة ومنها أنه هناك اتهامات بتدخل روسيا.
هل ينتخب الامريكان من تكذب بأناقة وتغطى فشل سيأسى؟ وتفعل عكس ما تقول وتمحو أكثر من 33 ألف من بريدها الإلكتروني الذي قد يدمغها؟ ام الشخص الذي يتباهى بإباحيته موثقة بفيديوهات لم يكن يعلم انها ستكون ضده في يوم من ذات الأيام؟
استخدام كلينتون لبريدها الإلكتروني الشخصي لم يكن خطأ كما تقول ولكنها فعلته قصدا عامدة متعمدة حتى يمكنها ازالته دون ملاحقة، فلا سنها او خبرتها السياسية يقبل منهما القول "أوبس كانت غلطة"
ولقد كان تهديد ترامب لها جديا انها تستحق السجن، نيكسون لم يشارك في التصنت على الحزب الاخر ولكنه عتم عليه وانتهى الأمر باستقالته أي انه لم يفعل الخطأ ولكنه تستر عليه، فكم يكون مصير من يفعله بنفسه عامدا متعمدا.
المرجح انه كان بهذه الرسائل الالكترونية مخاطبات بشأن تسهيلات لداعش وكان هذا متماشيا مع الادارة الامريكية الحالية في هذا الصدد الذي يقول انه يحارب داعش بينما هو من اسسهم واقامهم ومولهم باتفاق سعودي خليجي تركي أمريكي.
هل ينتخب الأمريكي من تحرش بالسيدات وتباهى بهذا وهو ناجح إداريا جدا؟ ام من شاركت في قتل وتشريد السوريين والعراقيين على مختلف اجناسهم وتنكر هذا بحذف الايميلات التي تدمغ فعلتها؟
لقد اجتذب ترامب أصوات الكثيرين بصدقه الفج، ثم عاد للاعتدال بعدها في بعض النقاط ومنها تشككه في انتماء كل المسلمين الأمريكيين وأقصر تحفظه على فحص السجلات بأكثر دقة لمن يأتون منهم لأمريكا، ومع هذا فان الاستطلاعات والمقالات من الناحية العربية معظمها مؤيدة لترامب الذي يفهمون صدقه في ابراز مشاعره عكس كلينتون التي تتصرف بإجرام الانيق الذي يرسل من يقتل وهي ترتدى قفازا ملونا تزرع به الزهور في حديقتها. ونيكسون وكارتر واوباما عندما زاروا القاهرة استقبلهم المصريون بكل ترحيب بينما قذفوا كلينتون بالطماطم والبيض بسبب احساسهم ان الامريكان مشاركين في مؤامرة وصول مرسى للرئاسة.
يكاد الاعلام الأمريكي ان يكون معظمه ان لم يكن كله يحارب ترامب ولكن أحيانا يكون هذا السلاح له نتائج عكسية مع الناخب، وشبكات التواصل الاجتماعي أوقفت ان يكون الاعلام الممول هو الأداة الوحيدة للتأثير على البشر، وبينما ترامب هو من مول حملته الانتخابية هناك من مول حملة كلينتون وله اغراضه بينما هي لم تشارك بها من مالها الخاص.
هل امريكا كلها لم يكن بها غير من هي كاذبة ومن هو إباحي؟ ومن سيأتي للبيت الأبيض؟ السفالة الانيقة مع فشل سيأسى؟ ام السفالة الفجة مع نجاح ادارى؟