يقول دكتور صالح عبد الكريم الاستشاري التربوي، وصاحب موسوعة تنمية الانتباه والتركيز، إن كثيرا من الآباء يهتمون بتربية أطفالهم بدنيا وصحياً فقط، دون الانتباه إلى أن أطفالنا بحاجة إلى تنمية وتدريب عقلي أيضاً، حتى نساعدهم على النمو العقلي السليم، ومساعدتهم في تخطي أي مشكلات قد يعانون منها. 

 

وإذا كنت تعاني مع طفلك وتشعر وكأنه لا يسمعك أول خطوة هي فحصه عضوياً، فإذا لم يكن لديه أي مشكلة في السمع، فهو غالبًا يعاني من ضعف الانتباه السمعي، وهذه المشكلة لا تؤثر سلبيا فقط على التحصيل الدراسي، وإنما على شخصيته ونجاحه في حياته بشكل عام.

 

ويكفي أن نعرف أن الطفل الذي يعاني من ضعف الانتباه السمعي لا يحصل سوى على 30% من المعلومات التي يسمعها أثناء الحصة في المدرسة، بالإضافة إلى أنه يواجه صعوبة شديدة في اجتياز الاختبارات الشفوية، لأنه لا يسمع السؤال جيدًا أو يسمعه بشكل محرّف أو منقوص.

 

ويمكنك التغلب على هذه المشكلة ببعض التدريبات البسيطة في المنزل.

 

ضعف الانتباه والتركيز لا يتربط بمستوى ذكاء ابنك، ولكن معناه أنه يواجه صعوبة في ربط الكلمات التي يسمعها بمعانيها، ومع التدريب يمكن أن يتحسن تركيزه وتنمية انتباهه بشكل كبير.

 

الفكرة في هذه التدريبات أنها ألعاب، والعلاج باللعب هو أكثر الطرق فعالية مع التعامل مع الأطفال، ومن خلالها يمكننا زيادة معدل النمو العقلي والتحصيل الدراسي، وفي نفس الوقت تنمية التواصل بينك وبين طفلك، وكل هذا له تأثيرات إيجابية على شخصية الطفل ويزيد من ثقته بنفسه.

 

أفضل وقت هو أثناء المذاكرة، لجذب انتباهه أكثر؛ فالطفل من عمر عامين وحتى ست سنوات قدرته على الجلوس تكون من 8 وحتى 15 دقيقة، وإذا كان الطفل يعاني من فرط الحركة لن يجلس أكثر من عشر دقائق.

 

ولذلك مثلا مع طفل عمره 6 سنوات نقسم الوقت 10 دقائق مذاكرة ثم لعب، وهكذا، وبذلك ستتحول المذاكرة لشيء ممتع، بدلاً من شعور الطفل بأنه على موعد مع الكابوس اليومي.