كتب: هشام عواض
شيرين عبادي..شخصية حقوقية إيرانية من الطراز الرفيع دائبت على مقاومة قمع الحقوق والحريات في بلادها إيران، والدفاع عن المرأة و الأقليات الدينية ولها باع في الدفاع عن حقوق الأقلية البهائية، هي المحامية التي امتدحتها لجنة نوبل عندما منحتها جائزتها للسلام، بصفتها شخصية شجاعة لم تذعن للتهديدات التي هددت أمنها الشخصي وسلامتها، وهي بالفعل تحدث الظروف التي اضطرتها إلى الإقامة بالخارج لكنها لم تتخلى عن واجبها تجاه شعبها، لتصبح أيقونة لكل الحقوقيين في إيران، ويذاع صداها خارج إيران في أنحاء العالم مما دعى الكثير من الجامعات حول أنحاء العالم إلى منحها العديد من درجة الدكتوراه الفخرية و التكريمات من المنظمات والمؤسسات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، وفي الأسطر التالية نكشف عن أبرز 10 معلومات حول حياة ونضال الحقوقية الإيرانية الشجاعة شيرين عبادي.
- نشأت شيرين عبادي في مدينة همدان في شمال غرب إيرانَ في يوم 21 يونيو عام 1947، في أسرة متعلمة أكاديمية لا تفرق وتميز بين البنين والبنات، كما كان حادث عند باقي الأسر الإيرانية، ووالدها محمد علي عبادي، محامي معروف ويعمل في مجال القانون التجاري.
- في عام 1965 التحقت عبادي بكلية الحقوق، وحصلت على شهادتها في القانون بعد ثلاث سنوات ونصف، ثم خاضت اختبارات التأهيل لقسم العدل، وبعد 6 أشهر تقلدت منصبها كقاضية وذلك في مارس 1969، وخلال عملها كقاضية واصلت تعليمها، لإلى أن حصلت على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة طهران، في العام 1971.
- أصبحت عبادي أول قاضية في إيران عام 1975، بعدما شغلت منصب رئيس هيئة في محكمة طهران،إلا أن بعد 4 سنوات قامت الثورة الإسلامية، وتم إقصاء عبادي وزميلاتها من مناصبهن، وشغلن في وظائف كتابية، مما أدى في الأخير إلى استقالة عبادي، واختارت العمر كمحامية حرة.
- كان أول حضور شيرين عبادي على الساحة العالمية في عام 1997 عندما وقع حادث قتل الطفلة أريان غولشاني الباغة 9 أعوام، التي تعرضت للضرب المبرح والقتل من قبَل والدها وعمها، حيث كانت الطفلة قد انَتقلَت إلى حَضانة أَبيهَا بعد طلاقِ والدَيها رُغم توسُّلات الأم للمحكَمة وسجلِّ الأب المُتوَرط فِي قضَايا تزويرٍ وإِدمَان مُخدرات، وتعرضتِ الطفلة للحبس والتَّعذيب من قِبل والدِها، ومُنعت من الذَّهابِ إلى مدرَستها، كما قامَ عمُّها برفسِها لترتطِم رأسُها بجدَار الغرفةِ وتصابَ بارتجاجٍ دماغيٍّ تمُوت إثرَه بعد ساعاتٍ. وقامَت شِيرين بِتَنظيم مراسمَ عزَاءٍ وهميَّة للطِّفلَة لتنتَهزَ الفرصةَ للتَّوعيةِ بالقانُونِ المدنيِّ، وقامَ عمُّ جوَاد -زَوجهَا- رجلُ الدِّين بإلقَاء خُطبَة عصماءَ عَن الاعتِداء علَى الأطفَال هزَّت مشاعرَ الحضُور. أخيرًا عُقدَت المحاكَمةُ، وحكِم علَى الأبِ وزَوجته الأُخرى بالسَّجن لسنَة، وعلَى أَخيهِ قاتِل الطِّفلة بالإعدام. وقَد لاقَت القَضية صَدى عَالميًّا؛ إذ أجرَت شبكةُ "سي إن إن" مقابَلةً مَع شيرين عِبادي ووالِدة أريَان.
- تعرضت شيرين عبادي للاعتقال في عام 1999 وذلك بعدما قامت بتصوير فيديو أمير جماعة شبه عسكرية تنتج العنف ضد المعارضين وهو يعترف بقيامه بارتكاب أعمال عنف ضد الطلاب المتظاهرين، وقدمت الفيديو أمام المحكمة، إلا أن تم اعتقالها مدة 3 أسابيع قم الحكم بسجنها 5 سنوات، وتعليق رخصة المحاماة، إلا أن بعد ذلك تم الإفراج عنها بكفالة مالية.
- دعمت وأيدت شيرين عبادي الثورة الإسلامية بزعامة الخميني في بدايتها ضد نظام الشاه،وظلت مؤيدة لها حتى أن رحل الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، إلا أنها تراجعت عن تأييد الثورة لما رأيته من سياسات اعتبرتها هزيمة شخصية لها، منها فرض الحجاب على النساء وإقصائها من منصبها كقاضية.
- في عام 2003 منحت لجنة نوبل جائزتها للسلام للمناضلة شيرين عبادي، وهي المرة الأولى التي تمنح فيها هذه الجائزة الرفيعة إلى امرأة مسلمة، وامتدحتها لجنة نوبل لعملها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وقال أولي دانبولد ميوس رئيس لجنة نوبل المؤلفة من خمسة أعضاء إن "اسهام عبادي الأساسي تمثل في نضالها الميداني لتأكيد أنه ليس هناك تناقض بين الإسلام وحقوق الإنسان الأساسية. وأننا نأمل أن تكون الجائزة مصدر الهام لكل من يكافح من أجل حقوق الانسان والديمقراطية في بلدها وفي العالم الإسلامي وفي كل الدول التي تحتاج فيها المعركة من أجل حقوق الإنسان إلى مصدر الهام ودعم"، كما ذكرت الشرق الأوسط.
- ألفت شيرين عبادي عدة كتب ومؤلفات وهي القَوانين الجنَائيَّة، طهرَان 1972، النَّاشر: البَنك الوطني الإيرَانِي. حقُوق الطِّفل: دراسَة في الجَوانبِ القَانونيَّة لحُقوقِ الطِّفل في إيرَان، تمَّت ترجمتُه إلى الإنجليزِية بواسطَة مُحمد زمِيران، نُشر بواسطة اليونيسف 1993. القَوانين الطِّبية: طهرَان، الناشر: زافار 1988. العُمال الشَّباب (Young Workers): طهران 1989، الناشر: روشنجاران. قَانون حقُوق التَّأليف والنَّشر: طهران 1989، الناشر: روشنجاران. القَوانين المِعمارية: طهرَان 1991، النَّاشر: روشنجاران. حُقوق اللاجئِين: طهران 1993. تاريخ وتوثِيق حقُوق الإنسَان في إيرَان: طهران 1993، الناشر: روشنجاران. التَّقاليد والحدَاثة: طهران 1995، الناشر: روشنجاران. قانُون الطِّفل المقَارَن: طهران 1997، الناشر: كانون (ترجمه إلى الإنجليزية حميد ماراشي، ونشر في طهران عام 1998 بواسطة مركز الأمم المتحدة للإعلام). حقُوق المَرأة: طهران 2002. إيرَان تستَيقظ..مذكِّرات الثَّورة والأمَل: نُشرت الطبعة الإنجليزية بواسطة دار راندوم هاوس 2006، والطبعة العربية بواسطة دار الساقي 2011. القفَص الذهبي ثلاثة إخوَة، ثلاثَة خياراتٍ ومصير واحد 2008. حتى نتحرَّرَ جميعًا 8 مارس 2016، النَّاشر: راندوم هاوس.
- عبرت المناضلة في إحدى المناسبات عن تأييدها للبرنامج النووي في بلادها قائلةً: "بالإضَافة إلى كونِه مبررًّا اقتصاديًّا، فهو أيضاً من دواعِي الفَخر لأمة ذات تاريخٍ عريقٍ، ولا تجرؤُ حكومةٌ إيرانِية أيًّا كانت أيديولوجيتها أو ديموقرَاطيتها أن توقفَ البرنَامج"، لكن تراجعت عن ذلك في عام 2012 حيث أعرَبت عن قلقِها الشَّديد إزاءَ المُفاعل؛ قائلة: "إن الشَّعب الإيرَاني يريدُ وقفَ تخصيب اليورانيوم لكن الحكومة لا تستَجيب، إن النَّاس خائفُون من كارثةِ ككارثة فوكوشيما. نحن ننشُد السَّلام والأمنِ والرَّفاهيةِ الاقتصاديَّة، ولا يمكننا التَّخلي عن حقوقنا الأخرى من أجل الطاقة النووية".
- نالت شيرين عبادي العديد من التكريات حول العالم والجوائز وأيضًا درجات الدكتوراة الفخرية والتي وصلت لـ17 دكوراة، تَكريم هيومان رايتس ووتش 1996. جائِزة رافتو لحقُوق الإنسَان في النرويج 2001، جائزة نُوبل، أكتوبر 2003. جائزة القَادة ال21 في القَرن الحَادي والعشرِين من موقِع (Women's eNews) عام 2004. جائزة الدِّيمقراطِية الدَّولية، 2004. جائزة جيمس باركس مورتون الأديَّان من مركزِ حوارِ الأديَان في نيويورك، 2004. جائِزة محَامي العَام، 2004. دكتوراة في القَانون، جامعة ويليامز 2004. دكتوراة في القَانون، جامعة براون، 2004. دكتوراة في القَانون، جامعة كولومبيا البريطانية، 2004. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة ميريلاند (كوليج بارك)، 2004. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة تورنتو، 2004. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة سايمون فريزر، 2004. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة اكوريري، أيسلندا، 2004.
الدُّكتوراة الفخرِية من الجامعة الكاثوليكية الأسترالية، 2005. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة سان فرانسيسكو، 2005. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة كونكورديا، 2005. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة يورك، كندا، 2005. الدُّكتوراة الفخرِية من جامعة جان مولان ليون 3، 2005. جائزة اللوحة الذهبية من أكاديمية الإنجازات الدولية في واشنطن، 2005. وسام جوقة الشرف، 2006. الدكتوراة الفخرية من جامعة لويولا، شيكاغو 2007. الدكتوراة الفخرية من جامعة ذا نيو سكول، 2007. الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة ماركيت، 2009. جائزة المواطَنة الفخرية بباريس 29 مارس 2010. جائزة بون الدولية للديمقراطية، ألمانيا، 20 مايو 2010. الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة كامبريدج، 2011. الدكتوراة الفخرية من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندن 2012. الدكتوراة الفخرية في القانون من جمعية القانون في كندا العليا. جائزة فولفغانغ فريدمان التذكارية من جامعة كولومبيا، 2012. كما حصلت على المركز الـ 47 ضمن أكثر 100 سيدة إلهامًا في العالم في تقرير نشرته مجلة "سولت" الأمريكية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، 7 مارس 2016.