بقلم : بولا وجيه
مونيكا تيمور -الفتاة الجميلة صاحبة المشاعر الطيبة-هي شابة قررت أن تتبرع بشعرها لصالح إحدى الفتيات المريضة بالسرطان -عفي الله عن جميع أبنائنا-وظل الموضوع عادي جداً وكانت لم تقصد منه نوال أي شهرة بأي شكل من الأشكال، وعرفت القصة من خلال حساب صديقي "جورج إلياس" على الفيس بوك عندما أشار إليها في منشور يحكي عن قصتها، وبالفعل أعجبتني القصة وأعجبت بتصرفها جداً جداً.
وكان الموضوع طبيعياً ولكن وجدت أن صحيفة "اليوم السابع" نشرت الموضوع على موقعها الإليكتروني وصفحتهم الخاصة علي الفيس بوك ومن هنا بدأت أشعر بـ"القرف"، ولكن ليست من تصرفات الأستاذة مونيكا تيمور، ولكن من تعليقات البعض علي تصرفها هذا!، وكأن في مصر 91 مليوناً من الحكام علي أفعال الآخرين!، فهناك من وصف فعلها بالتافه أو السفيه والذي لا قيمة له!، وهناك من رأي أن هذا لا يهم!، وهناك من رأي أن التبرع المادي كان سيصبح أفضل من هذا بكثير!، وهناك من رأي أنها تفعل هذا كله فقط في سبيل أن تنال قسطاً من الشهرة كي تزيد عدد متابعيها علي الفيس بوك، ولكن للأسف أريد أن أعرف من أين أتي البعض بتلك التفاهة والقسوة في ذات الوقت؟.
مونيكا -مع حفظ الألقاب-كانت لا تفكر في شيء بالتأكيد من وراء هذا الموضوع إلا وهو أن تسعد تلك الطفلة، وللعلم أنا لم يسبق لي وأن عرفتها أو حتي تحدثت معها، ولكن هذا ما عرفته من خلال ما كُتب عنها، لذلك لا أعرف لماذا أصبحنا نحكم علي الناس وتصرفاتهم كأننا نعرف جيداً ما في نواياهم، وكأننا غفلنا عن حقيقة واضحة وضوح الشمس وهي أن الله وحده الذي يعرف نوايا الناس وهو الوحيد فاحص القلوب والكلي!، لماذا نريد دائماً أن نفسد فرحة الأخرين وهم يريدون أن يفرحون غيرهم!، لماذا لا نتذوق كلامنا قبل أن نطعمه للآخرين!، صدقني لو فكرت في كلامك بعض الأحيان، ستجد أنك لن تتحمل أن يقال لك عشر ما تقوله للآخرين، لذلك لا تُسمع للناس ما لا تطيق أن تسمعه، وتذكر أن الكلمة الحلوة والطيبة صدقة.
ومن جانبي أنا، أشجع مونيكا على فعلها النبيل هذا، وأقول لها: "أن فعلها هذا أقوي بكثير من الدعم المادي، فالدعم المعنوي أهم في حياة أي مريض"، وأتمني أن أصبح يوماً قوياً ومحباً مثلك لدرجة تجعلني أتبرع بشعري مثلك.