كتب: هشام عواض
في صباح يوم 6 أكتوبر عام 1981 وفي مشهد مأساوي تجسدت فيه كل معاني الغدر والخيانة، جاء اغتيال قائد الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على يد عدد من المتشددين من أعضاء الجماعة الإسلامية، وذلك خلال احتفاله مع رجاله من القوات المسلحة بمرور 8 سنوات على النصر، ونفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص لاحقًا في أبريل 1982، وفي في الأسطر التالية نبرز أهم 10 شهادات ومعلومات حول اغتيال السادات.
- في الـ12.20 نزل خالد الإسلامبولي من السيارة التي كان بها خلال العرض، وألقى قنبلة ثم عاد وأخذ رشاش السائق وطار مسرعًا إلى المنصة، وكان قد سبقه حسين عباس، القناص بالقوات المسلحة، وهو ضمن فريق الاغتيال المنفذ للعملية، باطلاق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات.
- توجه الإسلامبولي وأطلق طلقات جديدة إلى صدر السادات، في الوقت الذي ألقى فيه كل من عطا طايل بقنبلة ثانية، لم تصل إلى المنصة، ولم تنفجر، وعبدالحميد عبدالسلام بقنبلة ثالثة نسي أن ينزع فتيلها فوصلت إلى الصف الأول ولم تنفجر هي الأخرى بعدها قفز الثلاثة وهم يصوّبون نيرانهم نحو الرئيس وكانوا يلتصقون بالمنصة يمطرونه بالرصاص. وصعد عبدالحميد عبدالسلام سلم المنصة من اليسار، وتوجه إلى السادات، وطعنه بمقدمة سلاحه وأطلق عليه دفعة جديدة من الطلقات، وأصيب وقتها الاسلامبولي في ساحة العرض وتم القبض عليه ومحاكمته ومن ثم إعدامه رميا بالرصاص في 1982.
- من المشاركين الأساسيين مع خالد الإسلامبولي، عبود الزمر وهو ضابط بالمخابرات الحربية شارك في تخطيط و تنفيذ في عملية الاغتيال وهو الذي اختار فكرة الهجوم بشكل مباشر على المنصة من الأمام من خلال عدة بدائل كانت مطروحة آنذاك منها مهاجمة المنصة بواسطة إحدى طائرات العرض العسكري أو مهاجمة استراحة السادات أثناء إقامته فيها . وصدر عليه حكمان بالسجن في قضيتي اغتيال السادات 25 عامًا وتنظيم الجهاد 15 عامًا وقد قررت المحكمة في 2007 التنحي عن النظر في الاستشكال الذي تقدم به عبود الزمر، وحسين عباس قناص بالقوات المسلحة ، كان ضمن فريق الاغتيال المنفذ للعملية ، وكان يجلس فوق سيارة نقل الجنود التي كانت تقل فريق التنفيذ ، وانتظر حتى حصل على فرصة اقتناص السادات وبالفعل أطلق طلقة واحدة اخترقت رقبة الرئيس الراحل وكانت من الأسباب الرئيسية لوفاته، وبعد قنص السادات ترجل من السيارة وتابع ما حدث لزملائه من خلال تسلله إلى منصة المشاهدين ثم رحل كأي شخص عادى ولم يتم القبض عليه إلا بعد ثلاثة أيام من خلال اعترافات زملاؤه تحت التعذيب. عطا طايل: ملازم أول مهندس احتياط. عبد الحميد عبد السلام: ضابط سابق بالدفاع الجوي.
- لم يكن السادات هو الضحية الوحيدة لحادث المنصة، ولكنه تسبب في وفاة سبعة آخرين، جاء على رأسهم اللواء أركان حرب حسن علام كبير الياوران، محمد يوسف رشوان المصور الخاص بالرئيس، المهندس سمير حلمي إبراهيم، سعيد عبدالرؤوف بكر، والأنبا صموئيل، خلفان ناصر محمد، عُماني الجنسية وشانج لوي صيني الجنسية. والناجين محمد حسني مبارك نائب رئيس مصر وقتها، المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع.
- كشف السيد الديب، حارس الرئيس الراحل محمد أنور السادات الخاص، عن تفاصيل اليوم الأخير في حياة الرئيس الراحل، لبرنامج "البيت بيتك" أنه كان متواجدًا خلف المنصة، وتوجه لسيارة الرئيس لإحضار منديل له، وأثناء ذهابه سمع صوت طلقات، وعندما عاد وجد الكراسي واقفة، وبحث عن الرئيس فوجده ملقى على الأرض، ولم ير من قتله، لافتًا إلى أن الرئيس السادات كان واقفًا يحييهم أثناء ضربه بالنار، وكان هناك حارس يقف أمام المنصة، والرئيس طالبه بالصعود خلف المنصة قبل اغتياله بـ10 دقائق، وقال "أخذنا الرئيس وتوجهنا لمستشفى المعادي العسكري، وحاولوا إسعافه لكن قضاء الله نفذ".
- أدلى حسني مبارك شهادته لمجلة "المصور" يوم 26 أكتوبر سنة 1981 وكانت كالتالي "أعتقد أن للمباغتة وصدمة المفاجأة أثرها لأن الحادث لم يستغرق فى مجمله سوى 45 ثانية، وعلى كل فإن التحقيق جرى مع حرسه الخاص، ولكن الملابسات والوقائع المحيطة لا تكشف عن شبهة إهمال أو تراخ من حرسه الخاص، والواقع أننا منذ سنوات بعيدة، اعتدنا واعتاد الرئيس السادات أن يكون فى المنصة، دون أن تكون هناك حراسة مسلحة بأية رشاشات، فقط كان يحمل حراسه المسدس، لقد كان الرئيس السادات نفسه يرفض وجود أى رشاش فى يد أى من حراس المنصة، لأن الرئيس كان يشعر أنه موجود وسط أبنائه، كما أنه كان عازفاً عن الالتزام بأية مقاييس أمنية، كان متفائلاً لا يتوقع شيئًا" "كان الرئيس السادات بجوارى مباشرة، وبعد ذلك حملوه وكان فى حالة إغماء، ثم ركبت سيارة لا أعرف إن كانت سيارة المخابرات العامة أم لا، وذهبنا إلى المستشفى فى المعادى، وعندما دخلت المستشفى أبلغنى الأطباء بأنه لا فائدة لكل هذه الضجة".
- قال محمد ياسين محمد همام الديب، القيادي التاريخي بالجماعة الإسلامية، في حوار له مع جريدة الشروق، عن دوؤه في اغتيال الرئيس الراحل السادات، "أنا الذي اشتريت 200 طلقة، وأرسلتها لخالد الإسلامبولي والأعضاء فى القاهرة لاستعمالها في عملية الاغتيال، كما أنني اشتريت الأسلحة، التى استخدمت فى مهاجمة مديرية أمن أسيوط، وقسمي الشرطة أول وثان أسيوط.. وفى يوم 6 أكتوبر كنت استقبلت أكثر من 100 أخ من أسوان وقنا والمنيا، وأسكنتهم فى شقق لتنفيذ أحداث أسيوط، حيث كان التنسيق إن أخانا خالد يقتل السادات، وفى نفس التوقيت نقوم باقتحام مديرية أمن أسيوط، ثم نتحرك إلى المنيا وسوهاج لاقتحام المنشآت المهمة، كانت خطة بسيطة وأقرب إلى السذاجة. عندما تأخر الشيخ أسامة والرد من القاهرة حدثت «لخبطة»، وقلنا إن الشيخ خالد لن ينفذ عملية الاغتيال، وفجأة كنت أجلس مع الشيخ على الشريف نشاهد التليفزيون، وسمعنا خبر عملية الاغتيال.
- قال السفير الإسرائيلي موشيه ساسون، الذي تواجد على المنصة بشهادته يوم قُتل السادات والذي قد أثار الجدل في أروقة تل أبيب حول مشاركته المحتملة فى العرض العسكري في السادس من أكتوبر وكأن إسرائيل تعترف بانتصار مصر عليها، وأكد السفير أن قوات حراسته من الإسرائيليين كانت الوحيدة المسلحة على المنصة وحاول ضابط صغير منعهم وفقاً للتعليمات فرفضوا ووافق "اللواء الكبير" على حملهم للأسلحة لحظة اغتيال السادات ومع ذلك لم يستعملوها فى الدفاع عنه رغم أن ذلك كان فى قدرتهم، وقال إنه لحظة اغتيال السادات دفعني ضابط الموساد المرافق لي لكي أنزل أسفل المقاعد وأنا أترجم للسفير السويدي الجالس إلى جواري ما يجرى ومتصوراً أنها مجرد ألعاب نارية فإذا هم أربعة من الجنود يفتحون نار جهنم على المنصة، وأضاف أن عملية قتل السادات ومرافقيه لم تستغرق سوى 30 ثانية فقط وفق شهادة السفير وضابط الموساد الذى تعامل بإستعلاء شديد مع المسئولين المصريين وكان أغلب الضباط ينفذون طلباته وكأنها أوامر.
- الملازم خالد الإسلامبولي، هو العضو الأبرز في قتلة السادات والذي قال في تحقيقات النيابة بعد اغتيال السادات،''لقد ترددت في الاشتراك في العرض العسكري ثم وافقت بعد إلحاح الرائد مكرم عبد العال لقد خطرت في ذهني فجأة أن إرادة الله شاءت أن تتيح لي أنا هذه الفرصة لتنفيذ هذه المهمة المقدسة''. وحينما سأله المحقق ''لماذا قررت اغتيال السادات؟''، رد قائلًا'' أن القوانين التي يجري بها الحكم في البلاد لا تتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعه وبالتالي فإن المسلمين كانوا يعانون كافة صنوف المشقات، كما أن السادات أجرى صلحا مع اليهود، وإعتقل علماء المسلمين وإضطهدهم وأهانهم''.
- أكد الدكتور طارق الزمر، المتحدث الرسمي بإسم الجماعة الإسلامية، إنه لم يشارك في أي عملية اغتيال في أثناء اعتقاله، وعندما كان خارج السجن تمنى أن يشارك في اغتيال السادات لكن وقتها كان مطلوبا فقط من له خبرة العمل داخل الجيش ". مضيفًا أن خالد الإسلامبولي - الذي اغتال السادات- يعتبر شهيدًا وليس السادات.وأضاف الزمر خلال لقائه ببرنامج "زمن الإخوان" أن حادث اغتيال السادات كان أهم قضية بالنسبة للجماعة ورغم وجوده خلف الأسوار عدة مرات، إلا أنه استطاع أن يحاكم النظام السياسي من داخل قفص الاتهام، ونجح فى إلقاء أول "عبوة" اعتراضية على نظام مبارك منذ عام 1982.