بقلم :  زكريا رمزى زكى 

العوا ملك المتناقضات يملك الاستاذ محمد سليم العوا اسلوبا فى الحديث والكتابة يجذب القارىء والمستمع اليه , وهو ما نسميه بالكاريزما وخاصة لو كانت كتابات الاستاذ العوا تتعلق فى أغلبها بقضايا طائفية ، ومثل هذه القضابا لها كثير من المتابعين والمحللين , فالناس تعشق الحديث فى ثلاثة أشياء هما الدين والجنس والرياضة ( كرة القدم ) . ومثل الاستاذ العوا يعرف (من أين تأكل الكتف )كما يقولون ـ فبالرغم من أنه يعمل محامى قرر أن لا يعيش فى دنيا المغمورين , وأن يصعد الى سماء ذوى الشهرة ولم يجد طريق الى هذه الشهرة الا عن طريق تبنى القضايا الدينية التى دائما ما يكون الاقباط فيها طرف . فذاع صيت الرجل وأصبح يشار اليه بالبنان والعقل الراجح ، لأنه بالنسبة لهولاء يخرج ما فى داخل أفئدتهم بمهاجمته الدائمة للأقباط . وقد تطرف البعض فى تقديره الى أن طليوا منه أن يرشح نفسه الى رئاسة الجمهورية . ولكن هذا الرجل يملك عقل راجح فلا ينخرط فى السياسة حتى لا يكون من المغضوب عليهم من النظام , لأنه فى مثل هذا الوضع البعيد عن مثل تلك المشاحنات السياسية هو المستفيد فخاض فى غمار التنكيل بالاقباط فكريا . ودعنا فى هذا المقال نكشف تناقضات الدكتور محمد سليم العوا فى كثير من المواقع واللقاءات . فهو صاحب التصريح الشهير بان الكنائس يتم اخفاء الاسلحة بداخلها وان اسرائيل تمد الكنائس بالأسلحة التى سوف تستخدم للاعداد لهجوم مسلح على المسلمين . ثم يتراجع عن هذه التصريحات التى أشعلت الأجواء ويقول أن الأقباط والمسلمين أخوة منذ 14 قرنأ . ثم يقول فى أحد تصريحاته مقدما النصيحة للبابا شنودة والانبا بيشوى وبانه عليهم بأن يعملا على توحيد صف المسلمين والمسيحيين معا كأبناء وطن واحد، وأن يعملا على تهدئة لغة الخطاب الديني التي تستفز المشاعر الدينية وتزيد من جو الاحتقان الطائفي الذي أصبحت تعاني منه البلاد. وفى أحد التصريحات المستفزة للعوا يقول أن نسبة الأقباط المعاصرين تبلغ نسبتهم من حجم السكان الأصلي ما بين 5.4 % أو 5.5% أو 6 %، ولا تزيد عن هذا، وأن أقباط يقولون أن هذه النسبة خطأ، وأن أمريكا لديه إحصائيات غير ذلك. ومن هنا نقول للسيد العوا انت محامى ام عالم اسلامى أم موظف فى هيئة الاحصاء من اين اتيت لنا بهذا الاحصاء الغريب والعجيب الذى لا تملكه الدولة . اذا أردت أن ترى مثل هذا العدد فى مكان واحد للاقباط فلتذهب الى زيارة أحد الأديرة مثل مارجرجس بالرزيقات وانت ترى هذه النسبة . ثم يفاجئنا بتصريح أن المسلمين يجب عليهم أن يدافعوا عن الكنائس اذا تعرضت للخطر . ثم يخرج علينا بتصريح مفاده ان بناء الكنائس أسهل من بناء المساجد . لمن توجه كلامك سيادة الدكتور هل لنا أم لأخوتنا المسلمين الذين لا يصدقون مثل هذه الافتراءات والهراءات لانها صادرة من شخص يعرج بين الفرقتين حتى على الصعيد الاسلامى فهو نراه دائما ما يتنقل بين الشيعة والسنة ويريد ان يقرب بينهما . وهو يعتقد فى نفسه أنه مصلح هذا الزمان الذى جاد به لكى ينشر العدل والخير ، بين أهله الذين ضلوا طريقهم وهو سيعيدهم الى الطريق المستقيم . وهنا نقول يا ايها العوا ليس لك بالاقباط شأن اتركهم وشأنهم ، فالاقباط يحبون الجميع حتى انت لا يستطيعون ان يكرهوك بالرغم ماقدمته لهم من سم الكلام . لأن وصيتهم العظمى هى أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم الراسل زكريا رمزى زكى