الأقباط متحدون - دور مبارك في حرب أكتوبر.. الذي أشاد به البعض وقلل منه الأخر
أخر تحديث ١٤:٢٢ | الخميس ٦ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٦ | العدد ٤٠٧٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

"دور مبارك في حرب أكتوبر".. الذي أشاد به البعض وقلل منه الأخر

الرئيس السابق محمد حسني مبارك
الرئيس السابق محمد حسني مبارك
كتب : هشام عواض
كان الرئيس السابق محمد حسني مبارك، من أبرز ألقابه أنه هو صاحب الضربة الجوية الأولى في حرب أكتوبر والتي كانت بمثابة إشارة لإعلان الحرب، والتي خارت بعدها قوى العدو، ما سمح لبقية قوات الجيش المصري بالتقدم وتحقيق الانتصار، لكن تلك النبرة تغيرت ليبدأ حديث مغاير عن أن دور مبارك في الحرب لم يكن كما كان يصفه طوال 30 عامًا فترة حكمه، وظهرت أصوات تقول إنه  نسب لنفسه بطولات زائفة من أجل كسب شرعية أكبر، وتم تضخيم دوره في الحرب، ومثل عام في ذكرى 6 أكتوبر يتجدد الجدال الدائم حول حجم دور مبارك في الحرب، وأثار تلك المسألة أكثر إيقاف المذيع في التلفزيون المصري جورج رشاد عقب إشادته بدور مبارك في الحرب، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على حرب أكتوبر ودور مبارك.
 
ضربة سلاح الجو في حرب أكتوبر 
انطلقت في تمام الساعة 14:00 من يوم 6 أكتوبر 1973 القوات الجوية المصرية والتي كان رئيسها محمد حسني مبارك، منفذة ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس، وتشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية، مستهدفة محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. وكان مقررًا أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية بعد النجاح الذي حققته الضربة الأولى. وإجمالي ما خسرته الطائرات المصرية في الضربة هو 5 طائرات. وشكك البعض في مشاركة مبارك شخصيا وقيادته مقاتلة في الحرب كيف قائد القوات الجوية يجب أن يجلس في مركز القيادة، وليس أن يركب طائرة ويحلق فيها، لأنه لو ضربت طائرته وسقطت، فكيف ستكون معنويات القوات الجوية؟ ومن سيقود بعد ذلك القوات الجوية كلها بألويتها وبتشكيلاتها؟.
 
دور مبارك في حرب أكتوبر
كان مبارك قائدًا بالوكالة لقاعدة غرب القاهرة الجوية حتى 30 يونيو 1966 وقائدا لقاعدة بني سويف الجوية حتى 5 يونيو 1967 وعينه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في نوفمبر 1967 مديرا للكلية الجوية واستطاع بكفاءته وانضباطه تخريج 600 طيار خلال عام ونصف عام، وقام ناصر بترقيته إلى رتبة عميد وتعيينه رئيسا لأركان القوات الجوية في 12يونيو 1969 وتولى الإشراف على إعداد وتأهيل وتدريب القوات الجوية وبناء المطارات والملاجئ، وعينه السادات قائدا للقوات الجوية في مايو 1972وطلب إليه إعدادها للحرب ومهما يقل الآن عن مبارك فان له دورا قياديا بارزا في إعداد خطة الهجوم الجوي وتحديد مسارات الطائرات أثناء عبور قناة السويس وعودتها بعد تدمير أهداف اختيرت من قبل قادة العمليات وتأمينها من إسقاطها من قبل بطاريات الصواريخ الإسرائيلية أو المصرية.
 
كما قال نبيل شكري قائد سرب الطائرات سابقًا أن حسني مبارك وضع الخطة ودرب الناس واطمأن تمامًا لتدريبهم، وتابع النتائج، وبأوامر من حسني مبارك تم إلغاء الضربة الثانية، وحسني مبارك ضد مبدأ تكتيك الإفراط بالقوة. وأقول باختصار أنه لم يمر قائد للقوات الجوية مثل حسني مبارك، ولكن أنا لا أستطيع أن أعطي رأيي به كرئيس جمهورية، إنما التاريخ هو الذي سيقيمه ويحكم عليه، الآن يحكمون عليه حسب أهوائهم، فشخص استفاد من حسني مبارك يقيمه بشكل جيد، وآخر تضرر في عهد حسني مبارك يحكم عليه بشكل سيء، لذلك حكم وتقييم الأفراد في هذا الوقت ليس بالتقييم الصحيح، وإنما التاريخ هو الذي سيحكم، وسيقول كلمته حول حسني مبارك.
وأضاف "أنا أعتقد أن قيادته في عام 1973 كانت قيادة حكيمة، فمن يستطيع أن ينكر أن حسني مبارك كان قائد القوات الجوية في عام 1973، ونجحت القوات الجوية في مهامها وأعمالها، وهذا يعني أنه ناجح".
 
مبارك بعد انتصار أكتوبر
عقب نجاح القوات الجوية في ضربتها ومشاركتها في الحرب تزايد حضور مبارك وبروز اسمه واعتباره أنه من أبرز المساهمين في الانتصار، فأثمر ذلك على ثقة الرئيس السابق السادات فيه وتعيينه عقب عامين فقط وتحديدًا في العام 75  اختار الرئيس أنور السادات، الفريق محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية آنذاك، نائبًا له، وتحد الكثيرين على قوة الصلة بينهما، بينما البعض شكك في قيمة مبارك حيث نشرت بعد ثورة يناير صورة لغرفة عمليات الجيش إبان الحرب، قيل إنها الصورة الأصلية التي حرفها الرئيس الأسبق، وتضم الصورة بحسب الترتيب العسكري الرئيس الراحل محمد أنور السادات باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبجواره وزير الحربية الفريق أحمد إسماعيل ثم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان، ثم اللواء محمد عبد الغنى الجمسي رئيس غرفة العمليات، ويليهم قادة الأفرع الرئيسية بالجيش وبينهم قادة القوات الجوية والدفاع الجوي والمظلات والجيشين الثاني والثالث الميدانين، وتختلف هذه الصورة عن تلك المتداولة في الإعلام وفيها حل مبارك مكان الشاذلي. وعقب اغتيال السادات تولى مبارك الحكم لمدة 30 عامًا حتى 2011.
 
الحديث حول دور مبارك عقب خروج من الحكم
لم تستمر هالة التعظيم لدور مبارك في الحرب عقب تنحيه عن الحكم وباتت وسائل الإعلام المحلية تتجاهل اسمه عند الحديث عن قادة الحرب، كما حدث في  ملحق في جريدة الأهرام بمناسبة ذكرى الحرب لا يتضمن أي ذكر لاسم مبارك. بينما كان قبل أربع سنوات كان ينظر لمبارك باعتباره أحد أهم قادة حرب أكتوبر بقيادة سلاح الجو الذي نفذ ضربة مركزة مهدت الطريق أمام سلاح المشاة والمدرعات لعبور قناة السويس، وكثيرا ما كانت تحفل القنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة بأغاني وبرامج تبرز هذا الدور.
 
الخلاف حول دور مبارك في الحرب 
قال المؤرخ المصري عاصم الدسوقي "إن الطرفين يدعون، من يمجدون مبارك بشكل مبالغ فيه، ومن يبخسون حقه نهائيا، فكل هذه الأمور حولها لغط، والمناخ السياسي الحالي لا يساعد على البحث عن الحقيقة واستجلائها، وهذه الفترة من تاريخ مصر حولها غموض ولا أحد يعرف الحقيقة ما حدث". وأضاف الدسوقي، في مكالمة هاتفية مع «الغد» صباح اليوم الخميس، "كل المعروف لدينا أن مبارك كان قائد سلاح الجو خلال حرب أكتوبر، وأنه قام بضربة جوية وبهذا الكلام اكتسب مبارك شرعيته للحكم عقب موت السادات في عام 1981، ولهذا السبب تحديدا اختاره السادات ليكون نائبا له في عام 1975»، مواصلًا أما عن مدى تأثير هذه الضربة، فيتم استغلال هذا الأمر سياسيًا من كل الأطراف".
 
حتى الآن الوثائق الرسمية للحرب لم يفرج عنها
بالرغم  من مرور أكثر من 4 عقود على الحرب إلا مصر لم تفرج عن الوثائق الرسمية التي توضح يوميات حرب أكتوبر، ودور كل قائد في الحرب، وما تم جمعه من معلومات عنه كان من خلال حكي قادتها والجنود المشاركون فيها. ويستغل العديد من المؤرخين الذكرى السنوية لحرب أكتوبر ليجددوا مطالبهم بالإفراج عن وثائق الحرب، حيث كتب المؤرخ المصري وأستاذ التاريخ بجامعة هارفارد، على صفحته على موقع فيسبوك مطالبًا بالإفراج عن وثائق الحرب، «إن الطريقة الوحيدة لمعرفة أهمية وثائق حرب أكتوبر وفائدتها هي الاطلاع عليها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter