هل تستيقظين أحياناً في الصباح بكدمات غريبة على أي موضع من جسمكِ، من دون التعرّض في وقت سابق للإصابة؟ قد تظنين أنّ التفسير المنطقي الوحيد لحصول ذلك هو أنكِ تعرضت لإصابة ما خلال سيركِ خلال النوم، أو أنكِ بكل بساطة نسيت حصول ذلك، ولكنكِ مخطئة! فهناك سبب طبي يجهله الكثيرون وراء حدوث هذه الظاهرة.
في الواقع، تبين أن ظهور البقع هذه يرتبط بالتركيبة الجينية لديكِ؛ وبالتفاصيل، فإن بشرتنا مكوّنة من عدّة طبقات من الكولاجين، والتي تجعلها مرنة، وقادرة على تحمّل الضغط الخارجي، إلى جانب حماية الأعضاء الداخلية والعظام. الأبحاث في هذا الخصوص بيّنت بأنّ التركيبة الجينية تحدّد نسبة الكولاجين لدى كل فرد.
في هذا السياق، يشير العلماء إلى أن وكلّما كانت كمية الكولاجين في البشرة قليلة، كلّما كان الفرد أكثر عرضة لظهور اللكمات الملوّنة على بشرته.
فالكدمات تحدث عندما تنفجر شرايين الدم الصغيرة تحت البشرة، ما يتسبّب بتسرّب الدم وظهور اللون الأخضر المائل إلى الأزرق في المراحل الأولية. وكلّما تماثلت هذه الكدمات إلى الشفاء، كلّما بدأ لونها بالإصفرار، لتزول تدريجياً. تجدر الإشارة إلى أنكِ تستطيعين تسريع شفاء الكدمات بخلطات طبيعية تحضرينها في المنزل.
وحسب الإحصائيات، تبين أنّ النساء يستيقظن بكدمات غير مفسّرة بنسبة أكبر مقارنة بالرجال، وذلك لأنّ بشرة المرأة تحمل نسبة أقلّ من الكولاجين في بشرتها. أضيفي إلى ذلك إفرازها لهرمون الإيستروجين، والذي يعزّز إحتمال إصابتها بهذه الكدمات أيضاً.
كذلك، من المعروف بأنّ المرأة تخزّن الدهون بنسبة أكبر في جسمها من الخصر ونزولاً، في حين أن الرجل يخزّن الدهون بنسبة أكبر فوق الخصر. وبالتالي، فإنّ إحتمال تشكّل الكدمات يزيد لدى المرأة في الساقين خصوصاً، علماً بأنّ الأنسجة الدهنية تحتوي على نسبة أعلى من خلايا الدم الحرّة، وهو عامل آخر لظهور الكدمات.
وعلى رغم أنّ هذه الكدمات شائعة وعرضية، إلاّ أن لا يجب الإستخفاف بها في حال كانت دائمة الظهور، خصوصاً أنّ ذلك قد يكون من عوارض النقص الغذائي في الجسم لأحد الفيتامينات أو المعادن.
لذلك، لا تتردّدي في مراجعة طبيبكِ إن بدأت هذه الكدمات تقلقكِ وتظهر بشكل مستمر!