المؤتمر الوطني السابع
كلمة الأستاذ علاء شلبي
الأمين العام – المنظمة العربية لحقوق الإنسان
الزميلات والزملاء أعضاء الرابطة الموقرين
السيدات والسادة الموقرين
أتشرف بأن أنضم إلى جمعكم الكريم في هذا اليوم البهيج، اليوم الذي نُعده عيداً لا للرابطة ولتونس وحدها، بل لكل حركة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في المنطقة العربية وخارجها.
ينعقد مؤتمركم هذا في أوج النشوة التي نعيشها لسببين رئيسيين، الأول هو أن بلدنا الغالي والعزيز تونس تمضي قدما على المسار الصحيح بتضامن وتكاتف كافة أبنائها، على نحو مكنها من تجاوز عثرات تكبل العديد من مجتمعاتنا العربية تعوق مسيرتها في سياق إقليمي بالغ الاضطراب وكثيف التحديات.
والسبب الثاني هو أن المجتمع التونسي العظيم قد تمكن عبر آلياته الوطنية المتمثلة في رباعية الحوار الوطني بأطرافها الموقرين وبينهم الرابطة من إرساء نموذج عالمي آخاذ يرسي دروساً وعبراً حول مكانة وقدرة المجتمع المدني متى التصق بقضايا وطنه وعبر عن الناس على نحو أمين، لم تغلبه نوازعه، ولم يصعد الأبراج العاجية متعالياً على نبض الناس، وكان وسيلتهم للتنظيم والتعبير والضغط، موفراً الفرصة لفرقاء الوطن أن يتفقوا على الوطن.
وأضيف بأن هناك حاجة ماسة للعمل على توثيق تجربة الحركة الحقوقية والمجتمع المدني في تونس لتعميم الدروس المستفادة، وخاصة في كيفية إسهام الحقوقيون وزملائهم في المجتمع المدني في صيانة السلم الأهلي واحتواء المخاطر المحتملة في فترات الاضطراب السياسي والحد من الاستقطابات غير الصحية، وكذا في صيانة وتعزيز اللحمة الوطنية في مواجهة أخطار الإرهاب التي باتت السلاح الأمضى في تقويض مجتمعاتنا وهدم استقرارها.
السيدات والسادة
للرابطة كأول جماعة حقوقية في المنطقة العربية مكانتها الخاصة في تاريخنا العربي والأفريقي أيضاً، حيث كانت النموذج الأول القادر على النجاح والاستمرار، والذي أرسى نموذجاً لحركة حقوقية وطنية راسخة تنبع من مجتمعها وتُسهم في تطوره بالمعاني القانونية والسياسية والثقافية، وهو النموذج الذي أتاح لزملائكم في المنطقة العربية الاقتداء به والسعي لتعميمه.
كما أن لمؤتمر الرابطة الوطني تاريخه الخاص المميز، حيث ينظر المراقبون لمؤتمر الرابطة للعام 2000 باعتباره المقدمة الحقيقية الملموسة للتأريخ لحراك شعبي دام لنحو عقد من الزمان لبلوغ ثورة الياسمين، وتحقيق مطالب الشعب التونسي العظيم التي استندت على جوهر مقاصد حقوق الإنسان من حرية وكرامة وعدل. ذلك أن الرابطة ومنذ تأسيسها كانت ملكاً للناس، وخاصة مع تمسكها بقواعد العمل الأساسي كمؤسسة عضوية ملتزمة بمبادئ الحكم الديمقراطي والشفافية والعلنية، ما يمنحها قوتها المطلوبة لتلبية طموحات الناس.
السيدات والسادة
وفي الختام، أؤكد لكم أن آمالنا تتعلق بتجربتكم في الرابطة وتجربة كل المجتمع والدولة في تونس الغالية، آملين في تحقيق آمال شعبنا الغالي في النماء ورد الأخطار، وكذا آمال الشعوب العربية في تجاوز المحن التي تكاد تعصف بالعديد من مجتمعات المنطقة وجوارها.
ولا يفوتني أن أنقل إليكم تحيات زميلاتي وزملائي أعضاء مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان الذين يحتفلون معكم اليوم وتغمرهم مشاعر الفخر والاعتزاز بزمالتكم وبعضوية رابطتكم الموقرة في منظمتكم العربية، وهي علاقة كانت وستظل موضع انتباه الجميع لما أنجزته على امتداد 30 عاماً من التعاون المؤسساتي، ولعل من أبرز ثمارها تأسيس المعهد العربي لحقوق الإنسان الذي هو كذلك محل فخارنا واعتزازنا المشترك.
مع أطيب التمنيات بالتوفيق ودوام النجاح