لا يفوّت فرصة إلا وينال من المسيحيين، لا يفوّت لافتة يتيمة ترحب ببابا المسيحيين فى مطروح إلا وأنكرها، ولا يفوّت مناسبة إلا ويزدرى المسيحية، وهناك بلاغات ضده بالكوم لدى النائب العام ولكنه لا يرتدع، مطلوق على المسيحيين، نفسه ومنى عينه يختفى المسيحيون من مصر، ولا يبقى منهم على الأرض ديار.
العصاب الذى ينتاب الدكتور ياسر برهامى من المسيحيين صار حالة مستعصية، لا يمر يوم إلا ويوجّه إهانة للمسيحيين، حتى الترحيب بالبابا تواضروس فى مطروح فى لافتة يحزنه ويفتى بعدم جوازه، ويلوم صحبه على إتيان هذه اللافتة يكاد يخرجهم من الإسلام بعدما أخرجهم قبلاً من الدعوة السلفية وقال فيهم قولاً حزيناً.
أعلم أن لافتة الترحيب بالبابا فى مطروح تمرر عيشة برهامى، غُصة فى حلقه، مطروح اعتمدها برهامى سلفاً ضيعة سلفية ويسوءه كثيراً أن يذهب البابا إلى معقله الأثير، ويحل ضيفاً ويرحب به فرع «الدعوة السلفية» بمطروح فى لافتة ترحيب، هيتجنن حتى مطروح التى تصوت دوماً للتيار السلفى، وهذا ما أخرجه عن شعوره وطفق يفتى بحرمة الترحيب بالضيف الكبير.
أخطر ما تمخضت عنه «العركة الفتوية» بين برهامى والسلفيين فى مطروح هو الموقف من المسيحيين، برهامى ثبت يقينا أنه يكره المسيحيين كراهية التحريم، ولا يغادر أبدا منطقة «أهل الذمة»، ويمنى نفسه بالولاية عليهم، وهو أَلَدُّ الخصام.
برهامى يتخذ من المسيحيين أعداء، ويتعمد الحط من شأن البابا، وهذا لا يحتمله المسيحيون على دينهم وعلى رمز كنيستهم، ويتأذون، ولكنه سادر فى غيه، ويستمرئ الكيد، ويغيظهم، ويحك أنوفهم، ويستنفر غضبهم، برهامى مصرٌّ على إشعال غضبة الأقباط، وهذا خطر داهم لو تعلمون.
حنانيك يا دكتور، أكلما طالعت مواقع السلفية وجدتك حاضراً بمقولات لا تغادر مربع الكراهية، لماذا كل هذه الكراهية للمسيحيين؟ هل هناك تفسير بيقين؟ مَن رشح البابا عدواً لكم؟ ماذا بينك شخصيا وبين المسيحيين؟ لماذا هكذا تتعمد أذيتهم بالقول والتحريض؟ هلا راجعت أقوالك خلال أعوام مضت؟ هل تحتملها على نفسك وعلى شيعتك وعلى المسلمين جميعا؟
المسيحيون جد غاضبين، ويرون أن برهامى والتابعين يستهدفونهم، ويخططون لإخراجهم من ديارهم، وإذا كان برهامى لا يأبه بالمسيحيين ولا يرعوى لقانون أو دستور، أخشى أنه يستفز المسيحيين العاديين. المسيحيون ضجوا بالشكوى وبلغت مكتب النائب العام فى بلاغات.
حرت فعلاً فى فهم شخصية برهامى، ولماذا يرشح نفسه عدواً للمسيحيين، أخشى أن ردود بعض المسيحيين عليه بالبلاغات تسعده، يغبطه نكد المسيحيين، أهكذا تتقرب إلى الله بالحط على المسيحيين؟ فلتكف أذاك عنهم، هو أنت متسلط على المسيحيين، خليك فى حالك يصلح حالك، هتبقى أنت والزمن على المسيحيين، إذا كنت مستكبراً فالله أكبر.
ماذا تروم؟ إذا ظللت هكذا تستفز المسيحيين فأخشى أن الاستفزاز يولد استفزازاً، وويل للمستفزين. لا يكفى أبدا أن تعلن الدولة وتعلى من حقوق المواطنة للجميع وتترك أمثال برهامى ينغصون حياة المسيحيين، برهامى ينشر الكراهية فى المجتمع، لم يعد برهامى يحتمل، المسيحيون غاضبون ويظنون فى الدولة الظنون، كيف تصمت الدولة على ما يشيعه برهامى من غل للذين آمنوا بالمصرية وقالوا إنا مصريون؟!
برهامى صار عبئاً ثقيلاً على الدولة المصرية، ويحمّل الوطن ما لا يحتمل فى هذا الظرف العصيب، وكأن مشاكل مصر خلت إلا من زيارة البابا تواضروس إلى مطروح، البابا تبرع بالأرض ومليون جنيه لبناء مستشفى «المحبة»، هل تعرف المحبة يا برهامى؟! هذا درس البابا لمن لا يعرف المحبة، والله محبة!.
نقلا عن المصري اليوم