الأقباط متحدون - إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية
أخر تحديث ٠٠:٢٨ | السبت ١ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢١ | العدد ٤٠٦٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية

 أوباما
أوباما

د.عبدالخالق حسين
ذكرنا في عدة مقالات سابقة لنا (1، 2، 3)، أن النظام السعودي مقبل على الانهيار، إن عاجلاً أو آجلاً. وآخر مؤشر لتأكيد هذا التوقع، إضافة إلى مؤشرات كثيرة أخرى، هو إقدام المجلسين التشريعيين (الشيوخ والكونغرس) الأمريكي على إلغاء فيتو الرئيس أوباما على قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” الذي صوت عليه الكونغرس الأمريكي قبل أيام بأغلبية ساحقة، والذي يسمح لعوائل ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بمقاضاة السعودية ومسؤوليتها، كونها راعية للإرهاب، خاصة وأن 15 من 19 من الإرهابيين كانوا سعوديين، وأن السعودية تستخدم عقيدتها الوهابية التكفيرية المتشددة لتجنيد الإرهابيين في العالم.

فقد صوت مجلس الشيوخ الأمريكي أولا لمصلحة رفض فيتو الرئيس بـ 97 صوتا مقابل صوت واحد فقط، ومن ثم صوت مجلس النواب (الكونغرس) أيضا على رفض الفيتو بأغلبية 348 صوتا مقابل 76. وبذلك يصبح القانون الذي يحمل اسم "العدالة ضد رعاة الإرهاب" ساريا.(4)

ومن هذا القانون، وإلغاء الكونغرس لفيتو الرئيس أوباما، دليل واضح على أن أمريكا لم تعد بحاجة إلى السعودية وثرواتها النفطية، واستخدام عقيدتها الوهابية لتأسيس المنظمات الإرهابية التي استخدمتها أمريكا أيام الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان، كما واستخدمتها فيما بعد هراوة في العراق وسوريا وليبيا واليمن لتغيير حكوماتها أو سياساتها. فأهم هذه الأهداف قد تحققت، خاصة في افغانستان، بل وتحولت هذه التنظيمات الإرهابية إلى وبال على أمريكا وحتى على السعودية نفسها، والعالم، أشبه بفرانكنشتاين الذي قتل خالقه.

والسؤال هنا، هل حقاً كان أوبما جاداً ومقتنعاً بجدوى استخدامه حق النقض (فيتو) ضد القانون المشار إليه من أجل إنقاذ السعودية، الحليفة التاريخية لأمريكا من الملاحقات القانونية التي تكلفها مئات المليارات وربما ترليونات من الدولارات؟

إن ذريعة أوباما لاستخدامه حق النقض هو أن تنفيذ هذا القانون له مردودات سلبية مدمرة ضد مصالح أمريكا في الخارج، خاصة ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، الذين تسببوا بالكثير من الكوارث في مختلف مناطق العالم، مما يعطي الحق لعوائل ضحايا السي آي أيه في الخارج باتخاذ إجراءات مماثلة ضد أمريكا. ولكن هذا العذر غير صحيح، فأمريكا لم ولن تهتم لأية شكوى ضدها في مجال حقوق الإنسان وإسقاط حكومات بانقلابات عسكرية. لذلك أعتقد أن أوباما كسياسي محنك، وحريص على مصلحة بلاده وشعبه بالدرجة الأولى، وعلى مصالحه الشخصية بالدرجة الثانية، ويعرف كيف يتعامل مع هؤلاء البدو، حكام السعودية (شيم البدوي وخذ عباته)، فهو يريد إبقاء شعرة معاوية مع السعودية عند مغادرته البيت الأبيض قريباً، ويعرف مسبقاً أن استخدامه لحق النقض سينقضه المجلسان، لذلك ففيتو أوباما كان مجرد تمثيلية، و ذر الرماد في العيون، للحفاظ على علاقاته الشخصية مع العائلة الحاكمة.

والغريب أن عضو واحد فقط من مجموع 98 في مجلس الشيوخ اعترض على إجهاض النقض، وكذلك الغالبية العظمى من مجلس النواب (الكونغرس)، صوتوا ضد الفيتو الرئاسي، كما بينا في أعلاه، وهذا دليل واضح على ما يكنه ممثلو الشعب الأمريكي من عداء ضد السعودية التي انتهى دورها في خدمة أمريكا. والجدير بالذكر أن السيدة هيلاري كلنتون مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، وكذلك دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري وقفا ضد قرار النقض، أي مع قرار الكونغرس. وهذا دليل على أن الناخب الأمريكي ضد السعودية، ومع تجريمها.

فالسعودية وبسبب سياساتها الإجرامية ضد دول المنطقة، ودورها في نشر الإرهاب في العالم، وشنها الحروب المدمرة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، التي كلفتها مئات المليارات، ولأول مرة تعاني عجزا في موازنتها تقدر بـ 88 مليار دولار لهذا العام، مما دعى ملك السعودية إلى إعلان حالة التقشف، ومن هذه الاجراءات تخفيض رواتب المسؤولين ما بين 15 إلى 20 بالمائة إضافة إلى تخفيض صرفياتها في المجالات الأخرى.

والجدير بالذكر، إن تثبيت قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الأمريكي، يفتح الباب أمام جميع الدول التي تضررت من الإرهاب السعودي الوهابي، وتحت أي اسم كان، القاعدة، جبهة النصرة، داعش، بكوحرام...الخ، مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن، والدول الغربية، أن تقاضي السعودية وقطر وتركيا، وتطالبها بدفع التعويضات عما ألحقها من أضرار بشرية ومادية والتي تقدر بترليونات.

يقول السيد عبدالباري عطوان في مقاله الأخير في صحيفة (رأي اليوم) في هذا الخصوص، أن"امريكا ورطت السلطات السعودية في حرب في سورية، وأخرى في اليمن، وثالثة في ليبيا، وقبل كل هذا وذاك في أفغانستان، ثم تخلت عنها، وانقلبت عليها، وتركتها تواجه مصيرها، لوحدها، في إطار خططها الانتقامية التي جرى وضعها في غرف سوداء مظلمة قبل عدة سنوات".

هذا الكلام يمثل نصف الحقيقة، نعم، السياسات السعودية هي في خدمة أمريكا وإسرائيل، ولكن معظم هذه السياسات تخدم مصالح العائلة السعودية الحاكمة أيضاً، وخاصة في محاربة الديمقراطية، وزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، وما نشرته من قتل وخراب في العراق وسوريا واليمن وليبيا. فالسعودية ومن خلال التنظيمات الإسلامية الإرهابية التي تمولها، سرقت انتفاضات الربيع العربي وحرفتها عن أهدافها لإجهاض الديمقراطية والإصلاح السياسي في البلاد العربية، وخلق المزيد من المشاكل لشعوبها، لإظهار الديمقراطية بأنها شر مطلق لا يتلاءم مع "قيمنا العربية الإسلامية"، ولسان حالها يقول: "أنظروا إلى حال العراق!!". لذلك فرغم كون السعودية حليفة تاريخية ومطيعة لأمريكا، ولكن في بعض الأحيان، السعودية هي التي توجه أمريكا لتغيير مواقفها، كما حصل بعد تحرير الكويت عندما دعا الرئيس بوش الأب، الشعب العراقي لينتفض ضد صدام وإسقاطه، ولما نجحت الانتفاضة في 14 محافظة، ارتعب السعوديون منها، وأقنعوا بوش أن إسقاط صدام سيخدم الشيعة في العراق والخمينية في إيران. لذلك غيَّر بوش موقفه من الانتفاضة وعمل على إجهاضها، قائلاً: "شيطان تعرفه أسلم من شيطان لا تعرفه" Devil you know better than devil you don’t know

ولكن مع كل هذه التحفظات، فإن إجهاض فيتو أوباما يعتبر صفعة أمريكية جديدة في وجه السعودية، ودليل آخر على أن دورها قد انتهى، ومصير هذا النظام المجرم إلى مزبلة التاريخ، وإلى جهنم و بئس المصير.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- د.عبدالخالق حسين: هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=859

2- - د.عبدالخالق حسين:هل اقتربت نهاية آل سعود؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=818

3- د.عبدالخالق حسين: حول انهيار السعودية، مرة أخرى
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=860

4- الكونغرس الأمريكي يرفض فيتو اوباما على قانون يسمح بمقاضاة السعودية بشأن هجمات سبتمبر
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/09/160928_us_senate_rejects_obama_veto

5- تقرير امريكي يدعو للأستعداد إلى انهيار السعودية
http://www.akhbaar.org/home/2016/9/217248.html


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع