بقلم: مينا ملاك عازر
في لقاء جمعني مع أحد أصدقائي الذين يعملون في المكتب الإعلامي التابع لأحد المجالس القومية المتخصصة، سألني الصديق الذي لم أكن قد قابلته من مدة طويلة عمن أتوقع أن يحل محل المهندس "حسن صقر"- رئيس المجلس القومي للرياضة- والذي، وعلى حد قول الصديق، لن يجدد له ثانيةً؛ إذ أنه قد تم التجديد له سنتين سابقتين، ومن المؤكَّد رحيله عن كرسيه قريبًا، فقلت له: لا أعلم، حيث إنني لا أحب التوقع بتغيير. فكرَّر سؤاله- وهو مُصِر على أن يأخذ مني إجابة- ومع إصراري على عدم الرد، قال لي: أنا أتوقَّع السيد "محمد كمال" ليأتي كبديل. فقلت له: ولكنني لا أرى اهتمامًا له بالرياضة. فقال لي: سيتولى وزارة الشباب والرياضة، حيث أنه متوقَّع إلغاء مجلسي الشباب والرياضة، وإدماجهما في أثناء التغيير الوزاري المرتقب. فابتسمت، وقلت في عقل بالي: إذن لن يتم تغيير وزاري، ولن يأتي السيد "محمد كمال"، هذا إن لم يبق المهندس "حسن صقر" في مكانه، ويتم التجديد له رغم أنف المتوقِّعين.

حقًا أعزائي، هذا حالنا في "مصر"!! كلما توقَّعنا تغيير لا يأت، وكلما توقَّعنا استقرار يتغير، وكلما أعلنا عن توقعات تؤكد رحيل شخص بقى، أو قدوم شخص لا يأت!! وللأسف هذا حالنا، لا نعرف ماذا يحكم قدوم ورحيل الأشخاص في "مصر"؟ فليس هناك قواعد ثابتة نستطيع أن نعمِّمها، ومن خلالها نفهُّم ماذا سيجري على أي ساحة. والمثال صارخ في رحيل وزير الري السابق الذي لم يعلن في حينها عن سبب لرحيله، ولما تم القبض على الجاسوس المصري الجنسية الذي يعمل لصالح "إسرائيل"، صارت شائعات بأنه السبب الحقيقي في الإطاحة بوزير الري السابق، حيث أنه سرَّب معلومات خطيرة لـ"إسرائيل" كشفها رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس "مبارك" أثناء لقاء جمعهما. ولكن رغم الشائعات هذه، إلا أن النفي ظهر من قبل الحكومة، وهو نفي يقضي على أي محاولة لأي أحد يتدخل في شأن لا يعنيه وهو شأن التغيير.

لذا أحبائي، أرجوكم ألا تتوقعوا أن يحدث تغيير وزاري حتى يحدث. ولا تتوقعوا أن يأتوا رجال متميِّزين حتى يأتوا. ولا تتوقعوا رحيل رجال لم يقوموا بدورهم وواجبهم كما ينبغي!! أرجو أن تتوقعوا عكس ما نطمح حتى يحدث ما نطمح فيه، وأظنه حل متميِّز نستطيع من خلاله أن نقود البلد نحو الأفضل. وليس هناك دليل خير من الانتخابات السابقة- سواء لمجلس الشعب أو لمجلس الشورى- التي توقَّعناها انتخابات نزيهة فأتت مزوَّرة! وتمنيناها شريفة؛ فماتت شريفة، ومات الأمل في معارضة جيدة وجادة..

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :