ايلاف | الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١٦ -
٢١:
٠٩ ص +02:00 EET
صورة أرشيفية
كشفت دراسة ريادية جديدة أن 5 في المئة من البشر مبرمجون وراثياً لأن يشيخوا أسرع ويموتوا أبكر من الآخرين، وتوصل علماء في جامعة كاليفورنيا ـ لوس انجلوس ـ الى أوضح دليل حتى الآن على أن لكل فرد "ساعته الداخلية" التي تتحرك عقاربها بإيقاع يختلف عن الآخرين.
ويعني هذا ان خطر الموت المبكر يزيد عند بعض الأفراد بنسبة 50 في المئة على الآخرين بصرف النظر عما يدخنون أو يشربون أو يأكلون، ويمكن ان تفسر الدراسة لماذا يموت البعض قبل الأوان رغم انهم يعيشون حياة مريحة خالية من التوترات والضغوط النفسية ويمارسون النشاط البدني ويتبعون نظاماً غذائياً صحياً.
واشاد خبراء بالاكتشاف قائلين إنه اختراق علمي يمكن أن يؤدي ذات يوم الى طرق تبطئ عملية الشيخوخة، وقال ستيف هوفارث، رئيس فريق الباحثين الذين اجروا الدراسة، "إن نمط الحياة الصحي قد يساعد في إطالة العمر، ولكن عملية شيخوختنا المتأصلة فينا تمنعنا من خداع الموت الى الأبد".
وقام فريق الباحثين بتحليل المادة الوراثية في عينات من دم أكثر من 13 الف شخص في الولايات المتحدة واوروبا، ثم حساب معدل شيخوخة كل فرد باستخدام ساعة صممها رئيس الفريق هوفارث خصيصاً لهذا الغرض.
الساعة "التخلقية"
وتحسب الساعة "التخلقية" التي سجلت جامعة كاليفورنيا براءة اختراعها باسمها، شيخوخة الأنسجة والدم بدراسة تحلل الحمض النووي بمرور الزمن. ثم أخذ العلماء هذه البيانات التي تمثل العمر "البيولوجي" لكل شخص وقارنوه بعمره الحقيقي لحساب متوسط العمر، الذي من المتوقع ان يعيشه.
وفوجئ العلماء حين وجدوا أن بعض الأشخاص، بمن فيهم اشخاص أصحاء متعافون، محكوم عليهم بيولوجياً بالموت في سن أصغر من اقرانهم.
وكان معدل الشيخوخة اسرع بين 5 في المئة من المتطوعين، البالغ عددهم 13 الف شخص، متسبباً في زيادة احتمالات اصابتهم بمرض يؤدي الى موتهم المبكر بنسبة 50 في المئة مقارنة مع الآخرين.
ونقلت صحيفة الديلي ميل عن الدكتور ثميستوكليس اسيميس استاذ امراض القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة ستانفورد، الذي شارك في البحث، أنه "ليس معروفاً حتى الآن لماذا وكيف تحدد هذه الساعة الداخلية زمن حياتنا".
وتساءل الدكتور اسيميس "هل ان التغيّرات التخلقية المرتبطة بالشيخوخة الزمنية سبب مباشر لموت كبار السن؟ هل أنها تزيد احتمالات الاصابة بأمراض معينة أو تشل قدرة المرء على مقاومة استفحال المرض بعد حدوث الاصابة؟". واضاف "أن المطلوب مزيد من البحث للاجابة عن هذه الأسئلة".
وقال الدكتور هورفاث "إن نتائج الدراسة بصرف النظر عن ذلك تقدم أدلة حاسمة على كيف نستطيع أن نبقي سكاننا الذين يتقدم بهم العمر شباباً فترة أطول. ويجب أن نجد تدخلات طبية تطيل العيش الصحي 5 سنوات الى 20 سنة اضافية".
واشار رئيس فريق الباحثين الى "أن الساعة التخلقية تمكّن العلماء من أن يقيموا بسرعة تأثير العلاجات المضادة للشيخوخة في غضون ثلاث سنوات فقط".