الأقباط متحدون | أفغانستان.. معرض صور نادرة يُستعيد ذكريات الأيام الخوالي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٩ | الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أفغانستان.. معرض صور نادرة يُستعيد ذكريات الأيام الخوالي

سويس إنفو | الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ - ٤٦: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 البان.. الحرب.. التفجيرات.. البُـرقع.. كثيرا ما تُختزل رُؤيتنا ومعرفَـتنا لأفغانستان في هذه الصُـور، إلا أن معرضا يقام في مدينة أسكونا (جنوب سويسرا) أراد أن يسلِّـط الضوء على التاريخ الأفغاني، الذي طالما بقيَـت صورته غائبة عن الأذهان، وحرِص على أن يُـعيد للذّاكرة صورة العاصمة كابُـل، يوم أن كان يُـطلَـق عليها في ماض غير بعيد "باريس الشرق".

ومن الصعب أن يخطُـر ببال الإنسان الغربي واقع أفغانستان قبل قرن من الزمان، أي في حدود عام 1900، حين كان هذا البلد الآسيوي يتمتّـع بمباني فارهة وبمنطقة صناعية متميِّـزة وبنمط عمراني ومدَني رائع، وبمُـستوى حضاري متناقض تماما مع صورته الحالية، التي نشاهدها صباح مساء عبْـر وسائل الإعلام، والتي لا تبدو منها إلا صورة بلاد بدائية ومتخلِّـفة، دمَّـرتها الصِّـراعات والحروب.
ومما يجدر بالذِّكر، أن أحد المهندسين البريطانيين، كان مكلّـفا بالإشراف على بعض أعمال البناء في أفغانستان، أشار في مطلَـع القرن الماضي إلى أن أجهزة الدولة هناك حقّـقت الاكتفاء الذّاتي في المجالات الرئيسية، التي هي من متطلَّـبات الحياة في البلاد، وهذا معناه أن أفغانستان كانت دولة متقدِّمة، خاصة وأن عاصمتها كابُـل كان يُقال لها باريس الشرق وكانت تُـضاهي الكثير من العواصم الأوروبية.
وقد دعم معرض الصور الفوتوغرافية المسمى بـ "وجه أفغانستان الضائع" والمُقام في مونتي فيريتا (أسكونا) هذه الحقيقة، من خلال عرضه لنحْـو ثمانين صورة تمّ إحرازها من أرشيف الزوجيْـن ماي ورولاندو سكينازي، اللّـذين عاشا لغاية عام 1978 في كابُـل وأقاما مكتبة للصُـور، جمعا فيها ما يقرُب من أربع آلاف صورة، تُـعتبَـر مرآة حقيقية للبلاد منذ عام 1900 فصاعِـدا
النساء والجنود والمباني
ويركِّـز المعرض، الذي يُـشرِف عليه كلٌّ من الصحفي الإيطالي فاليريو بيلّيتزاري والمصوِّر السويسري روبيرتو غريتسي من أهالي تيتشينو (جنوب سويسرا) على صُـور الأشخاص، خاصة من النساء والجنود، وعلى صُـور المباني والمنشآت، كالقصور والمعالِـم التِّـذكارية والطُّـرق والجُـسور، عِـلما بأنه تمّ اختيار هذه الصور بقصْـد وعناية، لأنها تعكِـس وجه البلد ومستوى التَّـخطيط المدني لمناطقه الحضرية إبّـان تلك الحِـقبة، ويظهر من خلالها التَّـناقض الواضح مع حالة الأنقاض، التي آلت إليه البلاد في العقود الأخيرة.
ومما يُـثير الاهتمام، الصورة الفوتوغرافية التي تمّ التِـقاطها في عام 1926 لأول مجمَّـع صناعي في كابُـل، والذي كان يُـعرف باسم "ماشينخانا" ويعود إنشاؤه لعام 1890، وكان يعمَـل فيه نحْـو ستة آلاف عامل ويضمّ العديد من الوُرَش الصناعية وينتج مختلَـف الأسلحة والذخائر والأدوات والمُـعدّات، فضلا عن الصناعات الخشبية وصناعة السّـروج والصابون والشموع.
ومما يُـثير الاهتمام أيضا، صُـور الجيش الأفغاني، باعتبار أن مظهَـره العصري لا يزال يُـمثل حتى اليوم مفْـخَـرة وطنية، كما لا تزال الرّوح القتالية ومِـهنة حمل السلاح، تحتلاّن المرتبة الأولى في سُـلَّـم المِـهن الاجتماعية وترمُـزان إلى الوفاء والحماس الوطنييْـن.
تؤكد ماي سكينازي أنها "تعرّفت في النصف الأول من القرن العشرين على أفغانستان أخرى" (Pedrazzini)
نساء بدون حجاب
ويوجد في المعرض صورة فوتوغرافية تعود إلى بداية القرن العشرين، يظهر فيها الأمير حبيب الله وهو ذاهب إلى المسجد الكبير في كابُـل، حيث العربة الملكية مُـحاطة بوِحدة من الفُـرسان يرتَـدون زيَّـهم العسكري الرّاقي، في دلالة على أن التقليد الفيكتوري كان مألُـوفا عند البلاط الملَـكي في أفغانستان.
ومما يحظى بالأهمية الخاصة لدى زائر المعرض، الصور التي تظهَـر فيها النساء، كتلك التي تضُـم أول دُفعة من الطالبات المعتدات بأنفسهم، حيث لم تكن تضع النساء الحجاب، وهذا يعني أنهنّ كُـن يعِـشن في رحابة شتان أن يرقى إليها الإرغام على لبس البُـرقع الذي مارسته حركة طالبان.
وثمة صورة فوتوغرافية أخرى تعود إلى عام 1928، التُقِـطت خلال الزيارة الرسمية التي قام بها حكام أفغانستان إلى أوروبا، وتظهر فيها الملِكة ومرافِقاتها وهنّ يرتدين الثياب النسائية الأوروبية.
بائع الكُـتب الأمّي
ومن جانبها، أشادت ماي سكينازي، أثناء تقديمها للمعرض، ببائع الكُـتب في العاصمة كابُـل عبد الصمد مايماناجي، اعترافا منها بالجميل لهذا الرجل الأمِّـي الذي كان يبيع الكتب، ورغم أنه لم يكُـن يعرف القراءة والكتابة، إلا أن له الفضل في حيازة هذا التراث من الصور الفوتوغرافية، ومن ضمنها مكتبة الصور التي أحرزها الزوجان سكينازي.
وأشارت ماي سكينازي، إلى أنها قامت بشِـراء العديد من الوثائق التاريخية والكُـتب والصور الكامنة (نيغاتيف) والرسومات وغيرها الكثير من هذا الرجل، الذي وصفته بأنه "كان يتجوّل فيشتري الكُـتب ثم يقوم بعرض مُـحتواها، ولقد كان ملما بكل شيء".
ومن جانب آخر، يجِـئ هذا المعرض، المتميِّـز والفريد من نوعه، بعد نحو عشر سنوات من سقوط طالبان ووصول القوات الغربية إلى أفغانستان، ويعود الفضل في تنظيم المعرض في "مونتي فيريتا" لكلاوديو روسيتي، مدير مؤسسة "مونتي فيريتا" المنتهية ولايته، بالتعاون مع مجلة "لوروبيو L'Europeo" الشهرية الإيطالية، التي تصدرها يومية كورييري ديلا سيرا الواسعة الإنتشار.  
ولعلّ النقطة السَّـلبية الوحيدة في المعرض، أن ما يشاهِـده الزائر من صور، إنما هي نُـسخ وليست أصلية، عِـلما بأن مجلة "لوروبيو L' Europeo" جعلت عددها لشهر سبتمبر 2010 خاصا بمحفوظات الزوجيْـن سكينازي، كما أن معرض أسكونا، الذي سيستمر حتى 24 ديسمبر، سينتقِـل ليُعرض في فصل الربيع القادم في إيطاليا وتحديدا في مدينة بولونيا، وربما ينتقل منها إلى مدينة البندقية.
غيرهارد لوب - أسكونا- swissinfo.ch




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :