أعلنت رئيس الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، أن ما تناقشه دول الاتحاد الأوروبي ليس إنشاء جيش مشترك له إنما تعزيز أمن الاتحاد عن طريق تكثيف التعاون العسكري فيما بين دوله.
وفي مؤتمر صحفي عقدته في أعقاب اجتماع لمجلس الاتحاد الأوروبي انعقد في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا على مستوى وزراء الدفاع، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول، صرحت موغيريني بأنها لم تسمع خلال المناقشة التي دامت ثلاث ساعات كلمة واحدة عن الجيش. وأضافت أنها ردت مرارا بالنفي على أسئلة عن خطط لإنشاء "جيش أوروبي" موحد، لأن الحديث "لا يدور عن جيش إنما عن تعزيز التعاون الدفاعي".
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يناقش "نظرة جدية" إلى ما يجب فعله من أجل ضمان أمن المواطنين الأوروبيين. وتابعت قائلة إن هناك إجماعا بين الدول الأعضاء حول هذا الموضوع وأن مهمة تكمن في "مواصلة العمل في الأسابيع القادمة حول الأفكار المطروحة لكي نرى أولوياتنا".
رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني
وكررت موغيريني ما تم إعلانه في وقت سابق، الثلاثاء، عن أن خطة العمل الخاصة بتطبيق السياسة الأمنية الأوروبية ستكون جاهزة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ما سيسمح لقادة الدول الأعضاء بتبنيها خلال قمتهم في ديسمبر/كانون الأول.
وأشارت إلى أن الحديث يدور حول إجراءات تعاون عملية لتحقيق المهمات الـ 17 التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي حاليا، بما فيها عملية "صوفيا" الجارية في مياه البحر الأبيض المتوسط في مواجهة الهجرة غير الشرعية.
كما قالت إن من بين الإجراءت الجاري بحثها إشراك "مجموعات قتالية"، لم يتحدث عنها الاتحاد الأوروبي بسبب "نقص الإرادة السياسية"، حسب قولها، وكذلك دعم استثمارات في مجال الدفاع.
آفاق تشكيل جيش أوروبي موحد.. وخلافات بشأنه داخل القارة العجوز
وقبل بدء الاجتماع، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أثناء مؤتمر صحفي أن بلاده ليست الطرف الوحيد المعارض لتشكيل جيش أوروبي واحد، مشيرا إلى غياب توافق بشأن هذه المسألة داخل مجلس أوروبا.
علما أن مسألة تشكيل جيش أوروبي موحد تبقى أحدى أبرز نقاط الخلاف في العلاقات بين بريطانيا ودول أوروبا القارية، إذ أكدت لندن مرارا معارضتها لهذه المبادرة، التي سوف تؤدي، حسب تصريحات المسؤولين البريطانيين، إلى ظهور منافس قوي لحلف الناتو في القارة العجوز.
وأصر فالون على أن عددا من البلدان الأوروبية ترى، كبريطانيا، في هذه المبادرة انتهاكا لسيادة الدول، وقال: "نوافق على أنه يتعين على أوروبا بذل المزيد من الجهود في مكافحة الإرهاب والتصدي للهجرة، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه بمجرد إنشاء نسخة للناتو، تقويضا لمواقف الحلف".
من جانب آخر، وصفت نظيرته الألمانية، أورسولا غرترود فون در لاين، تشكيل جيش أوروبي موحد بأنه إجراء تحتاج إليه "أوروبا القوية"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الدول القارية تسعى أيضا إلى الحفاظ على علاقات وطيدة مع بريطانيا، لا سيما في مجال الدفاع.
بدوره، أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتينبيرغ، أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إلى غياب أي تناقض بين تعزيز قدرات الاتحاد الدفاعية وحفاظ الناتو على مواقفه في القارة العجوز، مشددا على ضرورة أن تتكامل هاتان العمليتان إحداهما مع الأخرى.
أما موغيريني فقد دعت إلى تطوير التعاون بين الاتحاد الأوروبي والناتو، مضيفة أنها تعتزم إطلاع ستولتينبيرغ على مشروع الاستراتيجية الدفاعية للاتحاد الأوروبي.
يذكر أن مبادرة تشكيل جيش أوروبي موحد طرحت من قبل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في عام 2015، ولكن العمل على تطبيقها لم يبدأ، إذ استخدمت لندن حق الفيتو لمنع ذلك.
واستؤنف الجدل بشأن هذه الفكرة بعد الاستفتاء الذي أجري في 23 يونيو/حزيران، وصوت فيه 52% من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.