جنين بيرو، هى قاضية أمريكية شغلت منصب المدعى العام فى نيويورك، والدتها من أصول لبنانية، عندما وصلت إلى سن التقاعد من عملها القضائى بدأت فى تقديم برنامج على شاشة «فوكس نيوز»، كانت فكرة البرنامج قانونية بالأساس، فهى قاضية سابقة ومن ثم كان برنامجها يدور حول القضايا القانونية وتحقيق العدالة. لم تفكر فى يوم من الأيام أن تكون لها علاقة بالسياسة ولا أن يتطرق برنامجها للشأن السياسى. فجأة برزت جنين بيرو مدعى عام نيويورك الأسبق كأبرز شخصية معارضة لسياسات الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لم تستطع تجاهل الكوارث التى ارتكبتها وترتكبها إدارة أوباما فى الشرق الأوسط تحديداً، كان نقدها لاذعاً، وهجومها شديداً، بل فاقت جميع المحللين الأمريكيين فى توجيه الاتهامات المباشرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما واتهمته صراحة بدعم وتشجيع الإرهاب، كالت الاتهامات أيضاً لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون وشنت عليها حملات مكثفة متهمة إياها بالكذب والتدليس والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين.
كانت أول من رحب بثورة الثلاثين من يونيو واعتبرتها نقطة تحول فى شئون المنطقة بالكامل، وأن الجيش المصرى نجح فى إسقاط مخططات إدارة أوباما لتفتيت المنطقة، وصفت الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ الوهلة الأولى لثورة الثلاثين من يونيو بالزعيم الوطنى والقائد البارز الذى أنقذ بلاده من مخطط جهنمى للإدارة الأمريكية بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين. كان برنامجها على قناة «فوكس نيوز» هو النافذة الوحيدة التى تقول الحقيقة للشعب الأمريكى وتكرر له أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم المتحضر كله، وأن ما حدث فى الثلاثين من يونيو هو ثورة شعبية حقيقية وأن إدارة أوباما تعادى مصر وشعبها وتقف فى وجهها وهى تحارب الإرهاب، كانت ولا تزال تقول وتكرر إن جماعة الإخوان المسلمين هى الجماعة الأم لكافة التنظيمات الإرهابية وهى أم كل الشرور. جاءت إلى القاهرة أكثر من مرة وكانت أمنيتها ولا تزال إجراء حوار مع الرئيس عبدالفتاح السياسى. عندما علمت بوجود وفد برلمانى مصرى فى نيويورك مصاحب للرئيس عبدالفتاح السيسى، رحبت بعقد لقاء مع أعضاء الوفد، جاءتنا مبتسمة وقالت أين رئيسكم؟ أريد رؤيته وإجراء حوار معه. وعدها البعض بنقل الرغبة إلى الرئاسة والعمل على إتمام مثل هذا اللقاء.
جاءت برسالة واضحة: بلدكم عريق وله جذور ضاربة فى أعماق التاريخ، أنتم أصحاب حضارة عريقة، ما فعله الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو غيَّر خريطة المنطقة بالكامل، ما قام به الجيش المصرى هو جزء من دوره التاريخى، لديكم رئيس عظيم فحافظوا عليه، ثم جاء الشق الأخير فى الحوار وكان بمثابة صرخة من المدعى العام لمدينة نيويورك ومؤداها أن الشعب الأمريكى أمام مرشحين عليه أن يختار بينهما، مرشحة للحزب الديمقراطى كانت جزءاً من إدارة فاشلة متعاونة مع جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة فى الشرق الأوسط، ومرشح جمهورى يقدر مصر ورئيسها ويعد بالتعاون الكامل مع مصر لمحابة الإرهاب ومساعدة المنطقة على النهوض من كبوتها، لا تتوقفوا كثيراً أمام تصريحاته الانتخابية فما أن يدخل البيت الأبيض حتى تتلاشى هذه التصريحات وتوابعها، هو معادٍ للإخوان، كاره للإرهاب، سيكون صديقاً لبلدكم، تحدثت لنا «جنين بيرو» كما لو كانت مصرية وتعيش معنا وفى وسطنا، فتحية من القلب لهذه الإنسانة الرائعة التى تعشق مصر وشعبها، وأتمنى بالفعل أن تتمكن من إجراء الحوار الذى تحلم به مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أعلم الحسابات المعقدة التى يمكن أن تعوق إجراء مثل هذا الحوار، ولكنى أقول إنها تستحق من مصر ومنا جميعاً تلبية رغبتها وشكرها على ما قامت وتقوم به فى الدفاع عن مصر وثورة شعبها فى قلب نيويورك.
نقلا عن الوطن