- العوا وإدعاء بأن البابا "شنودة" وصف أقباط المهجر بـ" شوية مجانين"
- كلمة السر.. عدس
- مصطفى الفقي يكشف عن "كواليس" لقاء "البابا" مع الرئيس"مبارك"
- خمسة أفراد يتعدون بالضرب على قبطي مسن بـ"أبوتشت" بزعم معاكسته فتاة مسلمة عمرها 14 سنة
- سليم العوا: شروط بناء الكنائس أسهل من بناء المساجد.. وعلى ولى الأمر منع زواج المسلمة من المسيحى مهما كان الثمن..والأصوات المنادية بتغيير المادة الثانية من الدستور "فقاقيع"
عندما تتعانق القمم
بقلم : نشأت المصري
يقول سفر أيوب ( فاسأل البهائم فتعلمك و طيور السماء فتخبرك (اي 12 : 7)) من هذه الآية يطالبنا الوحي الإلهي بالتأمل في الممالك المحكومة بقوة الطبيعة والتي لا يتدخل العلم البشري في مجريات حياتها الطبيعية, من هذه الممالك مملكة الحيوان والنبات والقوة الخارقة للطبيعة الكونية.
ومن خلال التأمل في هذه الممالك نجد أنه هناك أنواع في هذه الممالك تعتبر قمم, سواء في القوة أو في حجم الجسم أو العدد, وهناك أنواع أخرى تحتمي بالحكمة والفطنة والذكاء.
فعندما تتعانق القمم القوية وذوات الحجم الكبير تتحمل باقي الأنواع خسائر فادحة في الأرواح والمخزون الاستراتيجي لها, فلو على سبيل المثال تعانقت الأفيال فتباد جحور النمل من تحت أقدامها, وتهرب الطيور تاركة أعشاشها وصغارها, وتهرب الجرذان وتكون خسائرها فادحة.
وهذا التعانق سواء كان عدواني أو تعانق سلمي يهدف إلى التزاوج مثلاً, وفي البحار أيضاً عندما تلتقي القروش وتتعانق لا يمكن لأي كائن مهما كان ان يتواجد في أماكن تعانقها وألا يصبح ضحية حتى لو كان الإنسان بكل ما يملك من قدرات تفوق كل قدرات الحيوانات مجتمعة.
ومن خلال ما سبق نجد أن تعانق القمم الحبي او العدواني ضحاياه دائما من الشعب المسالم الذي وهب نفسه لهؤلاء القمم,وتبع تعليمهم وتعليماتهم, فتجد الحروب والإرهاب والنيران المستعرة في كل مكان, كلها وبدون استثناء نواتج لعراك القمم المتولين على هذه الشعوب, أو نواتج تحابب بين قمة وأخرى متناسين احتياجات الشعوب تبعهم فينتج أيضاً مالا يحمد عقباه.
ففي الآونة الأخيرة رأينا اختلاف واضح بين قيادات الكنيسة والحكومة وهذا التناغم كان له مغزى واضح من الحكومة وهو السيطرة على فكر العالم المتأسلم في الشارع المصري بتمثيلية الضغط على الأقباط في مصر بصور عديدة منها:
• حادث العمرانية الشهير
• سقوط جميع الأقباط في تمثيلية الانتخابات البرلمانية
• المظاهرات الإسلامية ضد رموز الكنيسة في كل يوم جمعة على مدى أشهر عدة.
• التلاعب بحكم المحكمة الإدارية العليا لتفجير قضية الزواج الثاني للمطلقين مرة اخرى.
• تعيين بعض المسيحيين في البرلمان من اللذين لهم تاريخ مسيء للمسيحية والمسيحيين.
• مداومة أسلمة وخطف الفتيات المسيحيات.
• تهديدات القاعدة أو ما يسمى بدولة المسلمين في العراق.
كلها تناغمات الهدف منها طمأنة الشارع المتأسلم لفكر الحزب الحاكم الممنهج مطابقاً للفكر التكفيري الوهابي لإرضاء غرور المتأسلمين في الشارع المصري, فينصاعوا وراء الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية تاركين كل التيارات خلفهم حتى التيار الإخواني, فكانت ضربة المعلم والفوز الساحق للحزب الوطني الوهابي.
وفي كل ما سبق كان الضحية الإنسان المسيحي المسالم الذي صدق قيادات الحكومة بأنهم سيسمحون له ببناء كنيسة في العمرانية , فكانت المفاجأة حيث دهست أحلامهم تحت أقدام المسئولين والشرطة الخاضعة لقيادة الحزب الحاكم, والجميع ضحايا سواء أفراد الأمن أو حتى قيادات الأمن ومعهم المسلمين المعتدلين لأنهم يتحملون ذنوب ليس لهم بها شأن, وأيضاً يتحملها الشعب القبطي المقهور بين حجري الرحى, والنتيجة كما في كل مرة ضحايا قتلى ومعتقلين مسيحيين.
وبعد ما تم المراد لا داعي للعناق العدواني , فيتم استبداله بعناق أخر حبي ودي كما يسميه البعض, فكان اللقاء المرتقب بين القيادة السياسية والكنسية لتهدئة الأوضاع المشتعلة وكأن الأقباط هم من حملوا مشاعل اللهب وأشعلوا الأوضاع المصرية, وكأن الأقباط هم من سعوا لغلق جوامع المسلمين ومنع مآذنها لتعلوا في أعالي السماء , وكأن الأقباط يشكلون تنظيم سري يستهدف المسلمين في كل أمكنتهم.
تعانقتم على ماذا:
• هل تم محاسبة من أصدر أمر بقتل القبطيين في العمرانية.
• هل تم محاسبة من تلاعب بترخيص الكنيسة ليجعل من المسيحيين العزل إرهابيين ضد الحكومة وحزبها الحاكم, في فكر الشارع المسلم.
• هل تم التعويض لكل أعمال العنف ضد المسيحيين وممتلكاتهم.
• هل تم الحكم في قضية نجع حمادي.
• هل تم إيقاف نزيف الدم القبطي في قضية بارومي بتجلي الحقيقة ولا غير الحقيقة,
• هل تم إصدار قانون بناء دور العبادة الموحد.
• هل تم تطبيق المواطنة كما يجب أن تكون بجعل المسيحي مسيحي في الكنيسة والمسلم مسلم في الجامع فقط والكل أمام القانون مصريون.
• هل تم إصدار قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين.
• هل تم إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري.
• هل ... وهل ... وهل ... وأنا لا أضع علامات استفهام لأن أوضاع الأقباط لن تحلها أسئلتنا.
ولأن تسوية الوضع القبطي مازالت مرهونة لأوضاع ملتهبة, فلماذا إذا انفراج السرائر بالرضا والانبساط من تعانق قمم لا يشبع ولا يغني عن جوع؟.
وعندما يكون هناك تصحيح لأوضاع الأقباط سوف نقول أن تعانقكم أعطى ثماره, ولكن ما زال الصغار يدفعون ثمن تعانق القمم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :