خالتي سعاد: بين ظلم الارض وعدالة السماء
سليمان شفيق
الاثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠١٦
سليمان شفيق
عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي الي ارض الوطن سالما غانما ، بعض ان رحبت بة جموع الاقباط في نيويورك ، ووقف الكنيسة موقفا حاسما خلفة رغم تكبدها الكثير من الخسائر المعنوية ، واعتقد ان هذا الموقف هو الصحيح فهو للوطن في شخص السيسي ، والجميع الان ينسون او يتناسون الامر الذي يذكرني بمقولة عمنا نجيب محفوظ : "آفة حارتنا النسيان "!!
حينما يري هذا المقال النور سيكون مضي علي قضية الست سعاد واحداث الكرم اربعة شهور، والكل يعرف انة تجري محاولات علي قدم وساق لتفكيك القضية بعد الافراج عن جميع المتهمين لاسباب يعرفها القاصي والداني .. تداخلت فيها كل اركان الرجعية في المنيا ، ولم تكن قضية الست سعاد الاولي ولن تكون الاخيرة .. وليس امامي سوي ان اذكر سيادة الرئيس والمسئولين ومن يهمهم أمر هذا الوطن بأن هناك من يحاول دفع المواطنين الاقباط دفعا خارج معسكر 30 يونيو ، وما حدث من انقسام قبطي ـ قبطي مؤخرا (كاشف ومنشأ )
رغم الحزن.. والألم.. والدمار، ما زال المواطنون المصريون عامة.. والأقباط خاصة، يضحون فى صمت وكبرياء.. من أجل غد أفضل، ودولة مدنية وطنية ديمقراطية، ودستور يجسد استحقاقات الدولة والشعب، هنا الحديث عن الاستحقاقات لا يجب أن يقترن بأنه طالب لثمن ما، إن استحقاقات المواطنين المصريين الأقباط استحقاقات وطنية لقطاع من الشعب المصرى، ولحل مشكلة مزمنة بدأت منذ 1972 وحتى الآن، حيث يعانى هؤلاء المواطنون الأقباط من التمييز على ثلاثة مستويات من التمييز. المستوى الأول من الدولة، أقصد التمييز القانونى، فهناك حزمة من القوانين التى تميز بين المواطنين بسبب الدين، مثل قانون جامعة الأزهر التى تمول من ضرائب كل المصريين ويقتصر الالتحاق بها على المسلمين مع كامل تقديرنا للأزهر شيخاً ومشيخة وجامعة. قانون الأحوال الشخصية، ولدى العديد من الأحكام الغريبة التى تخالف القانون المدنى الذى ينص على سن للحضانة للأطفال فى حالة الطلاق أو الانفصال، ولكن فى حالة إسلام أحد الطرفين، صدرت الأحكام بحضانة الأطفال، أياً كانت سنهم (لصاحب الدين الأفضل الإسلام)
المستوى الثانى للتمييز ضد الأقباط.. وهو مستوى عرفى غير قانونى ولكنه ما زال سارياً، خاصة فى التعيينات للمناصب العليا، حيث لا تزيد نسبة تعيينات الأقباط فى الوزارات والسفراء، والمناصب العليا العسكرية والشرطية، والأجهزة السيادية وبعض أقسام الكليات العملية على 2%. المستوى الثالث للتمييز.. التمييز الأهلى ويمارس هذا التمييز أعضاء الجماعات المتطرفة الإسلامية، وعلى سبيل المثال. الفترة من 1972 وحتى 1981 قتلت تلك الجماعات (641) وجرحت (412) قبطياً واعتدت على (31) كنيسة فى الفترة من 1986 وحتى 1996 قتلت تلك الجماعات (183)قبطياً وجرحت أكثر من أربعة آلاف واعتدت على (62) كنيسة، ومنذ أبريل 2011 وحتى يونيو 2012 وبعد حصول الإسلاميين الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى وصولاً لوصول الرئيس المعزول قتل (62) وجرح (914) قبطياً واعتدى على (30)كنيسة، ومن 30 يونيو 2012 وحتى 30 يونيو 2013، أى فترة حكم مرسى قتل من الأقباط (12) وجرح (613) قبطياً، وتم الاعتداء على (12)كنيسة وفى مقدمتها الكاتدرائية لأول مرة فى تاريخ الدولة الحديثة. ومنذ عزل مرسى 3 يوليو 2013 وحتى الآن قتل (10) وجرح (214) قبطياً وحرقت ونهبت بشكل كلى أو جزئى (120)كنيسة، أما عن الممتلكات، فحدث ولاحرج، أى أن الفترة من 1972 وحتى 2013 شهدت مقتل (431) وجرح أكثر من ستة آلاف قبطى والاعتداء الكلى أو الجزئى على (255) كنيسة بمعدل (10) قتلى، و(150) جريحاً سنوياً، أى قتيل وعشرة جرحى تقريباً شهرياً، والاعتداء الكلى أو الجزئى على 6 كنائس سنوياً، أى حدوث اعتداء على كنيسة كل شهرين. وإذا بحثنا فى الأسباب التى تؤدى لتلك الأحداث، سوف نجد 50% بسبب بناء الكنائس، ، وما تبقى 20% من تلك المشاكل بسبب التحول الدينى، الأمر الذى يفرض علينا سن قانون للتحول الدينى بحيث لاتقل سن المتحول عن 21 عاماً سن الرشد، ولدى أستاذ القانون هشام صادق مشروع قانون بهذا الشأن، أما الحوادث الأخرى، فإن وراءها التحريض على الكراهية والازدراء، على سبيل المثال هناك فتوى تحرم بناء الكنائس نشرت فى مجلة الدعوة، لسان حال الإخوان المسلمين 1980 وهناك أيضاً 14 فتوى من الدكتور ياسر برهامى تزدرى المسيحية وموثقة فى موقعى (أنا سلفى وصوت السلف) منها فتوى عدم جواز توصيل الكهنة للكنائس، وحرق المدعو أبو إسلام للكتاب المقدس، وفتاوى أخرى ودعاوى كثيرة تبث من فوق المنابر منذ 30 عاماً أدت إلى تشكيل غطاء ثقافى شرعى للاعتداءات الجماعية على الكنائس. الغريب أن رائد هذه الثقافة، نقصد الدكتور ياسر برهامى لم يحاكم ولو لمرة واحدة علي ازدراءة للمسيحية في الوقت الذي تم فية محاكمة اكثر من عشرة اقباط بتهمة ازدراء الاسلام ومنهم نساء واطفال تمت ادانتهم !!
هكذا أشعر أن المواطنين المصريين الأقباط يعانون مرتين، مرة بصفتهم مصريين وأخرى بصفتهم أقباطاً، ويحرمون من حقوقهم التمثيلية فى الهيئات الدستورية، مرة بالحرمان الوطنى ، وأخيراً رحم الله أم كلثوم والسنباطى وإبراهيم ناجى ورائعتهم «الأطلال».. «أعطنى حريتى أطلق يديا إننى أعطيت ما استبقيت شيئاً».