الأقباط متحدون - إعلام الحقيقة وحقيقة الإعلام
  • ٢٣:٤٥
  • الأحد , ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
English version

إعلام الحقيقة وحقيقة الإعلام

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٣: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
توقفت في المقال السابق بعد أن رصدت لسيادتكم بعض الحقائق التي فشل الإعلام المصري في رصدها كاملة، وأكدت بذلك أن سيادة الرئيس على حق، والآن أستكمل رصدي.
 
لم يخبرنا الإعلام عن الحقيقة كاملة عن لقاء سيادة الرئيس بالمرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون فقد جاء الإعلام ببيان الرئاسة فقط مركزاً عما قاله الرئيس، وهو لا جدال غاية في الأهمية، لكن بدت كلينتون وكأنها خرساء، مع أنها أصدرت بيان أتى فيه بما قالته، فبددت متكلمة وقد أشارت لرغبتهافي الإفراج عن المواطنة الأمريكية آية حجازي ورفع مستوى الحريات في مصر، الإعلام المصري لم يبحث وراء البيان الذي أصدرته المرشحة الأمريكية كلينتون لكنه اكتفى بنصف الحقيقة المقدمة من البيانات الرسمية المصرية، وذلك قصور إعلامي كما أشرت سيادتك بخبرتك العظيمة عن قصور الإعلام حينما يقدم الحقائق مموهة وغير مكتملة.
 
لك كل الحق سيادة الرئيس في اتهاماتك للإعلام الصري بأنه يغفل وعن قصد عن كامل الحقيقة ما يسيء للحقيقة ويشوه دور الإعلام، فالإعلام في مصر سلط لنا الضوء عن سكن وزير التموين في فندق شهير بمبلغ مالي كبير، وسأل من أين له هذا؟ فأُقيل الوزير، لكنه لم يعن من قبل لتسليط الضوء على كارثة فساد القمح في مصر وهي الحقيقة التي كان الأولى بها أن تقيل وزير التموين من منصبه، بل كان منهم من يدافعون عن الوزير في مسألة الفساد هذه ويعضدونه ويدعمونه.
الإعلام المصري وللأسف لا يسلط الضوء إلا على إنجازات الحكومة ولم يسلط الضوء أبداً عن تقصيرها في استعادة السياحة الروسية، ولا تقصيرها في تأمين الطائرات، ما أسفر عن سقوط طائرة الطائرة الروسية بالعريش التي بسببها توقفت السياحة الروسية، الإعلام لم يسلط الضوء عن تقصير الحكومة في استعادة آلاف المصانع المغلقة لقدراتها الإنتاجية، الإعلام المصري لم يسلط الضوء أبداً على غضب المواطن المصري من ارتفاع الأسعار سواء الخدمة الصحية اوالتعليمية وعدم مواكبتها لاحتياجات المواطن، الإعلام المصري لم يسلط الضوء على هؤلاء الشباب المتمسكين بحق مصر في الجزيرتين تيران وصنافير، هؤلاء الشباب الذين أنصفهم القضاء المصري للآن، وللآن أيضاً هم في السجون.
 
صديقي القارئ، إلى هنا أكون قد استطعت تسليط الضوء على بعض مما أخفق الإعلام المصري في تسليط الضوء عليه ليظهرالحقيقة فيه كاملة ولو كان لنا عمر ونشر نلتقي بعد غد لنرصد الجزء الثاني من عنوان المقال وهو حقيقة الإعلام فانتظرني إذا سمحت.
 
المختصر المفيد الأعمى السيئ ليس ذلك الذي لا يرى، ولكن ذلك الذي لا يريد أن يرى.