كتب : سامح جميل
فى مثل هذا اليوم 25 سبتمبر 1997م..
استهدفه الموساد الإسرائيلي بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجهاز الأمني الإسرائيلي التابع لرئيس الوزراء. فقد قام 10 عناصر من جهاز الموساد بالدخول إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة حيث كان خالد مشعل الحامل للجنسية الأردنية مقيماً آنذاك وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع وصفي التل في عمّان. اكتشفت السلطات الأردنية محاولة الاغتيال وقامت بالقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين في عملية الاغتيال، وحصل العاهل الأردني الراحل الملك حسين من رئيس الوزراء الإسرائيلي على المصل المضاد بضغط من الادارة الامريكية. قامت السلطات الأردنية فيما بعد بإطلاق سراح عملاء الموساد مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين المحكوم بالسجون الإسرائيلية مدى الحياة...
عن صحيفة معاريف الإسرائيلية، لأول مرة، تفاصيل مشاورات المستويين السياسي والأمني قبيل المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان عام 1997.
وتقول الصحيفة في تحقيق مطول: إن البداية كانت يوم 30 يوليو1997 عندما فجر فلسطينيان نفسيهما في سوق "محنية يهودا" بالقدس المحتلة، وقتلا 16 إسرائيليا في عملية تبنتها حماس.
وتلفت إلى أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت بنيامين نتنياهو استدعى قادة أجهزة الأمن والاستخبارات، وطلب من رئيس الموساد في حينه داني ياتوم قائمة أهداف لقادة فصائل المقاومة بهدف تصفيتها.
وتضيف أن القائمة تضمنت ثمانية أهداف حسب أهمية الشخص يتقدمها عز الدين الشيخ خليل -اغتيل في 27 سبتمبر 2004 لكن الوصول إليه كان صعبا في سوريا.
تصفية الرقم 6
كما تضمنت زياد نخالة نائب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الآن، رغم أن حركته لم تكن مسئولة عن عملية القدس.
إضافة إلى ممثلين لحماس في أوربا، لكن القرار كان بعدم تصفيتهم لانعدام المعلومات، أو التخوف من الدخول بأزمات سياسية مع الدول التي يعيشون فيها.
وتشير إلى أن صاحب الرقم (5) في القائمة كان موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس اليوم، لكن نتنياهو اعترض تخوفا من أن تؤدي تصفية مواطن أميركي إلى إحداث مشكلة مع واشنطن.
وتلفت إلى أن القرار كان باغتيال صاحب الرقم 6 في القائمة، وهو رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل رغم تقدير الموساد بأن اغتياله لن يحقق الهدف المطلوب، إذ سرعان ما سيحل شخص ما مكانه.
وتضيف الصحيفة أن الإعداد للعملية كان قصيرا واستغرق شهرين فقط، حيث تم جمع مادة كثيرة عنه من مصادر سرية كالعملاء، ومن مصادر علنية كتصريحاته في الخطابات والمقابلات التي تسمح بتحليل صوته ولغة جسده، وغيرها من الأدلة والمعلومات.
شخصية حدية
وتابعت أنه بناء على هذه المعلومات "كشف عن رجل ذي مبنى من الشخصية الحدية، مليء بالثقة بالنفس، مع ميل إلى جنون العظمة (الكاريزما)، زاعمة أن صورة أخرى نشأت تخالف كونه زعيم منظمة دينية.
وأردفت أنه بعد تفكر عميق تقرر تنفيذ "عملية هادئة"، واتفق على أن يكون السلاح الذي يستخدم هو السم الذي طور في معهد البيولوجيا في نستسيونا، حسب مصادر أجنبية، وهي الجهة التي تنسب إليها أخبار أو معلومات لا يعترف بها الاحتلال.
وكان يفترض بالسم أن يحدث موتا سريعا مع علامات لنوبة قلبية، وتجعل من الصعب على المشرحين تحديد سبب الوفاة الحقيقية.
اختباء في السفارة
وأضافت أن التدريب على رش السم تم في شوارع تل أبيب، حيث نجح اثنان من منفذي العملية في رشه على مشعل في العاصمة الأردنية عمان إلا أن مطاردة مرافق مشعل لهما أفشل اختفاءهما، في حين فر اثنان آخران إلى السفارة الإسرائيلية.
وعن المداولات التي أعقبت المحاولة، أوضحت الصحيفة أن بعض المشاركين اعتقدوا أنه لا يوجد ما يدعو إلى الخضوع للضغط، وقالت إنه يجب ترك مشعل يلفظ أنفاسه.
واعتبر المشاركون أن إسرائيل نجحت في إنقاذ حياة الملك الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال ونظامه عدة مرات، وإن الأردن يحتاج إلى إسرائيل أكثر مما تحتاج إسرائيل إلى الأردن.
وتوقع هذا الفريق أن يتغلب الملك الحسين على غضبه وعلى إهانة مكانته وسيادة المملكة، وسرعان ما ستعود العلاقات إلى سابق عهدها.
لكن فريقا آخر اعتقد بوجوب عمل كل شيء من أجل إنقاذ منفذي المحاولة ومنع التدهور في العلاقات مع الأردن، حيث تم الأخذ بموقف الفريق الثاني، وتم إرسال ترياق مضاد ينقذ مشعل من الموت، وهذا ما كان.!!
ا