اتشحت محافظة البحيرة بالسواد فى أعقاب غرق مركب صيد (موكب الرسول) التى كانت في رحلة إلى الهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا وعلى متنها أكثر من 300 شخص من جنسيات مختلفة والتي راح ضحيتها 42 شخصا و7 مصابين، حيث تم نقلهم إلى مستشفي رشيد العام، بينما تمكنت قوات حرس الحدود من إنقاذ ما يقرب من 164 شخصاً بينهم 118 مصرياً و46 من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى 4 من طاقم المركب ولا يزال البحث جارياً عن انتشال باقي الجثامين.
حكايات وحواديت يرويها بعض الناجين من مركب الهجرة غير الشرعية الذى غرق وعلى متنه العديد من الجنسيات العربية، وراح ضحيتها أطفال وشباب كبار، باحثين عن مصدر رزق لهم بطريقتهم الخاصة، ليقعوا فريسة سهلة أمام طمع وجشع أصحاب المراكب التى تسافر بدون ترخيص إلى دول أجنبية ومنها إيطاليا.
أكد الناجون أنهم شاهدوا الموت بعيونهم عندما بدأت المركب تتمايل بسبب الحمولة الزائدة واتجه الركاب إلى مقدمة المركب للنجاة من الموت وسط حالة من الذعر الشديد ونتج عن ذلك سقوط المركب من المقدمة بسبب تكدس الركاب وفي لحظات غرقت المركب وسط المياه.
أكد سامح عبدالدايم 18سنة- طالب و أحد الناجين- انه بعد تحرك المركب من الشاطيء وعلى متنه أكثر من 300 شخص منهم مصريون وجنسيات أخرى أغلبها إفريقية وعلي بعد حوالي 12 كيلو مترًا شعرنا بأن الركب تتمايل بشكل غير طبيعي وبدأت تغرق وعندما وجدت انه لا مفر قمت بالقفز في المياه قبل أن تختفي المركب تماماً وبعد ساعة من العوم في المياه والتمسك بأمل الحياة تمكن صيادون من مركب صيد مجاور من إنقاذي في اللحظات الأخيرة.
وأكد أحمد درويش 26سنة- نقاش ومقيم بالغربية انه استقل قوارب صيد صغيرة مع بعض الأشخاص والتي نقلتهم إلى المركب، حيث تجمع المئات للهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا بعد أن باع كل ما يملك لتدبير مبلغ السفر وقام بالتوقيع على إيصال امانة بمبلغ 20ألف جنيه لصالح أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية على أن يسددها بعد وصوله إلى إيطاليا وحصوله على فرصة عمل لكن المركب غرقت بعد إبحارها بقليل وكتب الله له النجاة بعد إنقاذه من الموت غرقاً.
وأكد متولي أحمد انه يعمل نقاشا وكان مستور الحال ولكن حلم السفر إلى أوروبا سيطر عليه من أجل تحقيق مبلغ مالي لبدء نشاط يدر دخلاً جيداً لتوفير مستقبل لابني «أدهم» الذي يبلغ من العمر عامين وبالفعل سافرت أنا وزوجتي ونجلي ولكن الحلم تحول إلي كابوس حزين وغرقت المركب ولا أعلم شيئاً عن ابني أو زوجتي وأدعو الله أن يكونا من الاحياء.
ويقول أحمد عبدالدايم 18سنة انه ترك الدراسة رغم انه منقول للصف الثالث الثانوي ويتبقي له عام واحد ويحصل على الدبلوم لكنه قرر السفر إلي إيطاليا وقام بالاتفاق مع أحد سماسرة الهجرة علي سفره مقابل توقيع إيصالات أمانة قيمتها 40 ألف جنيه يقوم بسدادها من حصيلة عمله بعد وصوله لكن المركب غرقت.
وانتهي فريق من أعضاء النيابة العامة من التحقيق مع الناجين وأمر بإخلاء سبيل الناجين المصريين وترحيل أصحاب الجنسيات الأخرى لدخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة. وأمر المستشار عبدالعزيز عليوة، المحامي العام لنيابات شمال دمنهور، بحبس طاقم المركب الغارقة 4 أيام وهم عطية أحمد، نشأت غزال، سعد عشماوي، صبحي حسن على ذمة التحقيق وتكليف المباحث بضبط وإحضار 5 أشخاص آخرين من القائمين على المركب. وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن أن المتهمين المتورطين في سفر الضحايا، كونوا تشكيلهم العصابي للتسفير بطريقة غير شرعية مقابل مبالغ مالية تراوحت من 20 إلى 30 ألف جنيه للمصريين و20 ألف دولار للأفارقة.
وأمر المستشار عبد العزيز عليوة، المحامى العام لنيابات شمال دمنهور، بتشكيل لجنة برئاسة المستشار على حسن، رئيس النيابة الكلية، والتى انتقلت لمستشفى رشيد بسؤال المصابين الذين يتم علاجهم داخل مستشفى رشيد وعددهم 7 وتبين من التحقيقات وأقوال المصابين، أن المركب كانت تقل أكثر من 400 شخص من جنسيات مختلفة أغلبهم سودانيون. كما أمر رئيس النيابة، بدفن جثة كريم فهيم على حسن مقيم الجزيرة الخضراء مركز مطوبس ومازال البحث عن باقى الضحايا جاريًا.
وأشار الدكتور أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف، إلى أنه تم نقل المصابين و8 حالات وفاة إلى مستشفى رشيد المركزي، كما تم نقل 7 متوفين إلى مشرحة مستشفى إدكو المركزي، و8 إلى مشرحة مستشفى كفر الدوار، و4 إلى مشرحة مستشفى المحمودية، و3 إلى مشرحة مستشفى أبو حمص و12 إلى مشرحة مستشفى دمنهور التعليمي من خلال 18 سيارة إسعاف، تم الدفع بها فور وقوع الحادث.
وأضاف «الأنصاري» أن الإصابات تراوحت بين الإغماء وغيبوبة وكسر بالساق، وجميع المصابين يتلقون العلاج اللازم بالمستشفيات. وأكد أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات محافظة البحيرة، والتأكد من توافر الأطقم الطبية والأدوية والمستلزمات وأكياس الدم، كما تم رفع درجة الاستعداد بمرفق الإسعاف بالمحافظة. ولفت إلى أن الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، يتابع على مدار الساعة تطورات الحادث مع رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة، ورئيس هيئة الإسعاف ومدير الشئون الصحية بمحافظة البحيرة، مؤكدًا اتخاذ الإجراءات لإسعاف المصابين وتلقيهم الرعاية الطبية اللازمة.
أكد اللواء علاء الدين شوقى، مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، أن الأمانة العامة لوزارة الدفاع وجهت بتكليف مركز البحث والإنقاذ بدفع دوريات بحث وإنقاذ لانتشال ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية التى غرقت أمام سواحل مدينة رشيد على حدود المياه الإقليمية لجمهورية مصر العربية بمعاونة القوات الجوية والقوات البحرية وطائرات c 130 بتوجيه القطع البحرية لتجمعات وانتشال الأفراد، وتم انقاذ 164 فردا بينهم 118 مصرياً و46 من جنسيات مختلفة، حيث عثرت عليهم القوات طافين أعلى سطح المياه، تم نقلهم لمركز شرطة رشيد وجار تحرير محضر بالواقعة وعرضهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات من خلال فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار على حسن، رئيس نيابة دمنهور الكلية، بإشراف المستشار عبدالعزيز عليوة، المحامى العام لنيابات شمال دمنهور، والمستشار أحمد أبو الروس، مدير نيابة رشيد بسكرتارية حسن الجوهرى.
كما كلف مدير أمن البحيرة، بتكثيف الجهود لسرعة التعرف على هوية جثث ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية وإرسال عينات الـDNA إلى معامل الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، لسرعة الانتهاء منها وتحديد هوية الجثث لتسليمها إلى ذويها فى أسرع وقت، وذلك عقب وصول فريق من الأدلة الجنائية بمديرية أمن البحيرة لتصوير جثث الضحايا والنشر عنهم لتعرف ذويهم عليهم، بالتنسيق مع فريق من رجال الأموال العامة والأمن العام والأمن الوطنى لسرعة إنهاء كافة التحريات والإجراءات المتعلقة بإنهاء كافة إجراءات.
فيما انتقل اللواء هشام لطفى، مساعد وزير الداخلية لمنطقة غرب الدلتا، يرافقه اللواء علاء الدين شوقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، إلى مكان الأحداث لمتابعة عمليات الإنقاذ بالتنسيق مع القوات المسلحة.
وشدد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، على رفع درجة الاستعداد بمستشفى رشيد ومستشفيات المراكز المجاورة بإدكو والمحمودية وكفر الدوار وأبو حمص، و تمركز عدد 15 سيارة إسعاف أمام سواحل رشيد لسرعة نقل المصابين والمتوفين فى حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية الذى وقع صباح أمس شمال شرق بوغاز رشيد على عمق 12 كم تقريباً من البوغاز وسواحل كفر الشيخ، كما وجه بتقديم كافة أنواع الرعاية الصحية والعلاجية لهم وسرعة إنهاء إجراءات التعرف على المتوفين لنقلهم إلى ذويهم، فيما قام وفد من مديرية التضامن الاجتماعى بالبحيرة برئاسة الدكتور حسنى البشبيشى، وكيل الوزارة، بتوزيع الوجبات الغذائية والمشروبات والعصائر والمياه المعدنية على الناجين فى حادث مركب الهجرة غير الشرعية برشيد وذلك بمقر احتجازهم بمركز شرطة رشيد وخلال عرضهم على النيابة العامة.
وأضاف «سلطان» ان دوريات القوات المسلحة تواصل جهودها في منطقة غرق المركب للبحث عن وجود أحياء وانتشال الجثث، مشيراً إلى تمركز 15 سيارة إسعاف بشاطئ رشيد على مدار 24 ساعة انتظاراً لوصول احياء أو جثامين لنقلهم إلى المستشفى العام.
وأكد مصدر أمني لـ(الوفد) أن التحريات توصلت إلى أصحاب المركب وصدر قرار بضبطهم وإحضارهم.
كانت قوات حرس الحدود، قد قامت بمشاركة مراكب الصيد الخاصة بالأهالى بإنقاذ عدد 164 فرداً أحياء من الركاب و7 مصابين تم نقلهم لمستشفى رشيد العام وهم (سامح محمد أحمد عبد الدايم 18 سنة طالب ومقيم بالجزيرة الخضراء بمطوبس بكفر الشيخ- وائل محمود محمد 19 سنة طالب ومقيم بقرية دورماو بالفيوم- محمود عبدالنبى عبداللطيف 21 سنة من فاقوس- شرقية- أحمد محمود درويش 22 سنة من زفتى- غربية- أحمد جمال عبدالدايم 23 سنة من كفر شكر قليوبية- متولى محمد أحمد محمد 28 سنة من فاقوس شرقية- بدر محمد عبدالحافظ 29 سنة من فاقوس شرقية).
وفى السياق نفسه، كانت المركب تحمل على متنها مهاجرين غير شرعيين من جنسيات السودان وإريتريا والصومال ومصر، كما تم انتشال 42 جثة حتى الآن تم نقلهم لمستشفيات رشيد (8) وإدكو عدد (7) وأبو حمص عدد (3) وكفر الدوار عدد (3) والمحمودية عدد (4)، 13 جثة لمشرحة دمنهور، ومازال البحث جارياً عن أى ضحايا آخرين.
القوات المسلحة أنقذت 136 من الغرق
كشف العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، تفاصيل جهود عناصر قوات حرس الحدود ووحدة البحث والإنقاذ بالقوات المسلحة في عملية إنقاذ أفراد محاولة الهجرة غير الشرعية التى أسفرت عن غرق 42 وإنقاذ 136 آخرين، أكد المتحدث الرسمى، أنه فى إطار الجهود التى تبذلها الدولة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية نجحت عناصر قوات حرس الحدود بالتعاون مع اﻷجهزة المعنية بمحافظة البحيرة فى إحباط محاولة هجرة غير شرعية نتج عنها إنقاذ عدد (163) فردا وانتشال عدد (42) جثمانا بالمنطقة شمال شرق بوغاز رشيد بمسافة (12) ميلا بحريا وذلك على أثر تعرض المركب الذى كان يقلهم للغرق، بالإضافة إلى إحباط محاولة هجرة غير شرعية أخرى وذلك بضبط مركب شمال العلمين يحمل على متنه عدد (294) فردا تم اقتياده إلى أحد الموانئ البحرية على ساحل البحر المتوسط، كما قامت عناصر القوات المسلحة بتوفير كافة التجهيزات والاستعدادات الطبية واﻹدارية ﻹغاثة اﻷفراد وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وجارٍ استكمال أعمال البحث.