الأقباط متحدون - اضطرت أن تعمل
أخر تحديث ٠٠:٥٣ | الاربعاء ٢١ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١١ | العدد ٤٠٥٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

اضطرت أن تعمل

وزارة الداخلية
وزارة الداخلية

د. مينا ملاك عازر
أخيراً قالت وزارة الداخلية للجيش عفواً استرح أنت سأقوم أنا بعملي، لا داعي لانشغالك بأمور لا طائل منها ولا جدوى من انخراطك بها، كفاني أذى لك بعجزي وتراخيَّ اللذان أديا لانغماسك في أمور يهتبلها البعض للإساءة إليك.

قالت ذلك وزارة الداخلية حينما قررت التصدي لمستغلي أزمة كروت المحمول وأخذت تواجههم وتلقي القبض عليهم، وقد يقول قائل أسد على الغلابة وفأر على كبار المحتكرين في كل السلع، يتركون الأزمات في كل السلع تتفاقم وتتزايد وتتضخم ولا يحلها حينها سوى الجيش بأن يدفع برجاله الذين يبيعون السلع بأسعار مخفضة أو قل بأسعارها الطبيعية ما يضمن للمواطن توفير السلعة بسعر آمن، أما وزارة الداخلية فهي في الغيبوبة لا تقاوم ولا تكافح إلا الإرهابيين والنشطاء السياسيين وأصحاب الآراء المعارضة والمخالفة.

ولكنها اليوم اضطرت أن تعمل وقد يبدو للبعض اضطرارها لهذا راجع إلى أنه يصعب على الجيش أن يبيع كروت الشحن، وهم في هذا محقين بالنظرة الأولى للأمور، لكن السؤال الأبقى والأهم في هذه اللحظة، إذا كانت وزارة الداخلية تمتلك القدرة على مجابهة أصحاب أكشاك بسطاء يحاولون استغلال ما فشلت الدولة في توقعه من أزمات بسبب اختراعها الفاشل، بما عُرِف بالقيمة المضافة،إذن لماذا لا تضبط وزارة الداخلية باقي الأسواق من تلك التي تبع السلع المعمرة مثل اجهزة  التكييف والهواتف النقالة والتليفزيونات وغيرها من السلع، أم أن الوزارة الفاشلة تؤمن للناس الحد الأدنى من الكلام لأنها تعرف أن انقطاع الكلام يفرغ الشحنة الزائدة والغضب الهادر في صدور الشعب على حكومة هي الأفشل والأكثر اقتراضاً وعجزاً فاضطرت الوزارة أن تقم بعملها لتأمين الكلام للناس خاصةً وأنها قادرة على القبض على من يتجاوز في كلامه والتنكيل به للأسف.

على هامش الأزمة أستطيع أن أؤكد أن الحكومة لا تستحق حكم هذا الشعب، فالشعب الذي يدرك ما لم تدركه الحكومة ويتبصره ويتعامل معه لكسب لقمة عيشه ولو بالحرام فهو شعب ذكي، مش عارف جات الحكومة بتاعته الفاشلة دي منين؟ يا ريتها عارفة تعمل زي شعبها هي بس بتجبي وتفرض ضرائب وتقترض وغير كده لا إنتاج ولا تفكير ولا قدرة على التوقع العادي وبالتالي عدمالقدرة على توقع الأزمات، وسلم لي على مراكز اتخاذ القرار والمراكز البحثية، وعلى وزراء الحكومة فرد فرد، وما تقلقشيحاتلاقيهم فاضيين مش بيعملوا حاجة غير التصريح في الجرائد والبحث على جهات تقرضنا.

المختصر المفيد قدرنا هؤلاء العجزة ضيقي الأفق.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter