الأقباط متحدون | أطباء مصر بين رسالة الشفاء والربح القبيح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٠ | السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٦ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أطباء مصر بين رسالة الشفاء والربح القبيح

السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتب: أبو العز توفيق
"أقسم بالإله الطبيب... على إطاعة قانون الطب، وأقصد بقدر طاقتي منفعة المرضى عما يضرهم أو يسيء إليهم، وألا أعطي دواءً قتّالا أو أشير به، وأحفظ نفسي على النزاهة والطهارة، وأن أدخل البيوت لمنفعة المرضى، متجنباً كل ما يسيء إليهم... ولا أفشي ما يجب أن يبقى سرًا بالنسبة لما أرى وأسمع من الناس.."
هذا جزء من قسم "أبقراط" يوضح ما في هذه المهنة من جلال ومهابة وإنسانية.. ولكن هل يتمتع جيمع الأطباء بذلك؟! هل مازالت المهنة رسالة أم وسيلة للتربح والشهرة.. هذا التحقيق يوضح بعض أوجه القصور في تلك المهنة الملائكية.

الدواء سبب الداء
لم يصبح هناك اهتمام للطبيب إلا في جني المال.. هكذا يرى جميل –موظف- الأطباء الآن، بل يتهم أحدهم بالتسبب في معاناة زوجته من حالة نفسية منذ أكثر من 10 سنوات، فيحكي القصة: منذ عشرة سنوات شعرت زوجتي بألم في كتفها الأيمن، فذهبت إلى طبيب استشاري أمراض عصبية في سوهاج، ودفعت ثمن الكشف 100 جنيهًا في ذلك الوقت، وبعد الكشف كتب لها علاجًا ثمنه أكثر من 500 جنيهًا، ومن بينه عقار تسبب في وصول زوجتي لهذه الحالة، فهذا العقار يؤثر على خلايا المخ، والغريب أن كل كشف عنده يكتب لها نفس العلاج في الروشتة، وعندما وجدت حالة زوجتي كل يوم أسوأ عن ذي قبل، سافرت للقاهرة للكشف عليها، فذهبت إلى اكثر من ثلاث أطباء مشهورين جدًا، أكدوا لي أن هذا العلاج قتل خلايا المخ، وقالوا أنه لا فائدة من شفائها، رغم محاولة علاجها بأدوية تخطى ثمنها الثلاثة آلاف جنيهًا.

مأساة متواصلة
"محمد عبدالله" يعاني من أحد الأمراض المتأصلة في مصر وهو "السكر" وهو ما اضطره للتردد على أكثر من طبيب، لكل منهم تسعيرته الخاصة، فمنهم من يصل قيمة كشفه إلى 80 جنيهًا، أو 120! وإن تأخر عن معياد إعادة الكشف، فعليه أن يدفع ثمن الكشف من جديد، فيتساءل عما يمكنه فعله، بين دخل محدود ومرض غير محدود، وأسعار كشف وعلاج خيالية.

إهمال أدى للوفاة
وتقول "أسماء رفعت" –محامية- أن والدها توفي نتيجة إهمال الأطباء، وتحكي قصتها: كان والدي عنده حصوة في الكلى، فذهبنا إلى جراح مشهور هنا -في سوهاج- الذي قال أن والدي يحتاج لعملية فورية، حتى لا يصاب بفشل كلوي، وتكلفتها ثمانية آلاف جنيهًا، وأثناء إجراء العملية مات والدي، لأن الطبيب -من جشعه وخوفه أن نذهب لغيره- لم يضبط السكر لوالدي قبل إجراء العملية. والآن رفعت ضده دعوى أمام القضاء، ولن أترك حق والدي، فلابد من معاقبة هذا الطبيب.

موظفون!
ويرجع "فايز عطا" -مدرس- أخطاء الأطباء لجهل الطبيب، وافتقاده للكفاءة والخبرة اللازمة للتعامل مع الحالة، وتشخيصها بشكل جيد، ويرى عطا أن المادة سيطرت على مهنة الطب، فأصبحت مهنة البحث عن المال، وليس شفاء المرضى.
وعن تجربته يقول: كان على جفن عين ابني كيسًا دهنيًا، بحجم حبة العدس، فذهبت به إلى مستشفى حكومي للكشف عليه فوجدت الأطباء مثل الموظفين، كل منهم يرسلني لآخر! حتى تعبت فأخذت ابني لأقرب عيادة خاصة وأجريت العملية.
 
الصيدلي الطبيب
بعدما فقد "نادر علي" –موظف- الأمل في الحصول على خدمة طبية جيدة بأسعار معقولة، قرر اللجوء للصيدلي! فهو يرى أن قيمة الكشف الخاص مرتفعة جدًا، بينما المستشفيات الحكومية والمراكز الطبية متدنية في المستوى، فأي طبيب هناك "يستسهل" كتابة مضاد حيوي أو مسكن للآلام أو خافض للحرارة، لذا قرر اختصار الطريق فأصبح الصيدلي طبيب الأسرة!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :