فى مثل هذا اليوم 21 سبتمبر 1911م ..
واسرته ﻻتجد نفقات جنازته وتجهيزه ..وصحيغة تكتب :
"مات المدعو صاحب الفتنة المشهورة باسمه"..
درما الثورة العرابية بها محطات كثيرة عن الولس الذى كسر عرابى..
اﻻنكسار بعد الهزيمة واﻻحتﻻل ..رومانسية زعماء الثورة ..حياة المنفى للزعماء ..واخيرا نهايتهم الحزينة ..
فى كتاب الثورة العرابية لصلاح عيسى فقرة تعبر عن الحال الذى آل اليه عرابى بعد عودته فيقول:
"قبل ان يموت عرابى بشهور كان خارجا من المشهد الحسبنى ،عقب صﻻة العشاء ،فى احدى ليالى رمضان واذا بشاب يبصق فى وجهه ثائحا ياخائن ..ومسح الرجل الجليل وجهه واغلق باب منزله ،على نفسه شهورا طويلة "..
ويوم مات لم يجد اهله فى بيته نفقات جنازته وتجهيزه ،فكتموا نبأ وفاته الى اليوم التالى..حيث كان مقررا ان تصرف المعاشات قبل موعدها لمناسبة عيد اﻻضحى وخرجت احدى الصحف تكتب فى مكان متواضع "علمنا ان المدعو احمد احمد عرابى صاحب الفتنة المشهورة باسمه قد توفى امس"..
الخيانة التى واجهت عرابى هى خيانة مصر المحتلة ..واستأسدت كلاب الطريق فحياة عرابى بعد هزيمته نموزج لقسوة اﻻحتياج
وفى الصفحات اﻻخيرةمنمذكرات احمد عرابى يتحدث بمرارة عن انه يوم 8يونيو 1905 كتب الى اللورد كرومر المعتمد البريطانى يطالبه برد ممتلكاته وامواله التى سلبت ونهبت او التعويض عنها لتكون معاشا بعد وفاته لعائلته التى تزيد عن خمسين شخصا..
فكان جوابه انه ياسف لعدم امكانية التدخل فى مسالة نظرت فبها الحكومة المصرية عام 1882..وفى 19 ديسمبر كتب الى مستشار المالية المصرية مطالبا اما برفع المرتب السنوى من 600 جنيه الى 2000 جنيه طبقا لما وعد به اللورد دفرين
واما برد املاكه المنهوبة والمصادرة وريعها يزيد عن 3 اﻻﻻف جنيه ..ووصل اﻻمر ان خاطب عرابى ولى عهد انجلترا ..برنس اوف ويلز لمناسبة وجوده فى قصر عابدين فى زيارته لمصر ..ولما لم يجد صدى لكاتباته ومناشاداته كتب اقرارا بانه "تركت ﻻحفادى
وﻻوﻻدى من بعدى ولذريتى جيلا بعد جيل الحق فى المطالبة بحقوقى واملاكى المنهوبة..!!